fbpx
احداث كريتر.. وراء الأكمة ما وراؤها ؟!

كتب/ علي عبد الله البحيري.
من المسؤول عن ماحصل في مديرية كريتر يوم أمس، ولماذا البوصلة موجهة الى محافظة عدن في ظل اوضاع يجري فيها تسليم واستلام لمديريات باكملها ومواقع عسكرية قتالية في محافظات البيضاء و مأرب وشبوة؟ وقد شاهدنا خلال هذا التسليم والاستلام هروب قوات الشرعية باتجاه ابين وحضرموت، مقابل تسريب الخلايا الإرهابية إلى مخافظة عدن.
الواضح أن الشرعية تسلم الشمال للحوثي، وتعمل على إنشاء دولة لها في الجنوب. فهي تعلم أن الجنوبيين لن يقبلوا بالاحتلال الحوثي لبلادهم، فبينما الجنوبيون يدافعون عن وطنهم فان الشرعية ستحتمي بهم، لترسخ تواجدها وتحكم وتنهب ثرواتهم.

بالامس اقدمت قوات محسوبة على السعودية بقيادة المدعو أمام النوبي بتفجير الموقف عسكريا في حي كريتر بمؤازرة قوى إرهابية وانصار حزب الإصلاح اليمني. وهنا يحق لنا التساؤل عن اختيار هذا التوقيت وتحديدا بعد عودة الحكومة قبل ايام إلى عدن، فمن له مصلحة في هذه الاحداث، ومن يقف خلف النوبي وجماعته؟ سؤال تجيب عليه الأحداث ذاتها. السعودية هي من تتبنى جماعة إمام النوبي في معسكر عشرين، وهي من تصرف عليهم الأموال وتمدهم بالأسلحة، وسبق للمملكة ان نقلتهم جوا إلى عدن بهدف السيطرة على مطار عدن الدولي .
ما يحدث في حي كريتر الهدف منه هو خلق حالة من الفوضى العارمة واحداث ارباك لأجهزة الأمن الجنوبية. انه مخطط يأتي في سياق رؤية صقور الإرهاب في الشرعية واللجنة الخاصة السعودية لفرض قوة أخرى على الأرض وتغيير المعادلة الأمنية في العاصمة عدن.

غلطة الانتقالي التهاون والتسامح مع جماعة النوبي وإعادة تسليم معسكر عشرين لهذه العصابة التي تفجر الوضع في كريتر للمرة الثالثة، وهي من تمكنت بدعم سعودي من إعادة ترتيب وضعها بالتسلح وشراء الذمم بالمال والانتشار في العاصمة .

مع الأسف الانتقالي يتخبط ويتردد واذا تم فرض تواجد هذه العصابة في كريتر فهذا مؤشر خطير وبداية حرب شامله ضد الانتقالي في العاصمة عدن..ليس أمام الانتقالي من خيار غير حسم الموقف وبسرعة، فالتصعيد سينتقل بالتدريج إلى خور مكسر والشيخ عثمان والمنصورة وكل مديريات عدن ضمن خطة مدروسة، وهناك قوى معادية تتحرك على الأرض ، ويتم انزال عناصر ملثمة بواسطة زوراق بحرية خلف فندق القصر بحسب شهود أعيان..الوضع خطير وسيأخذ أبعاد أخرى منها فرض تدخل قوة عسكرية جاهزة على أبواب عدن تحت مبرر وقف الاشتباكات وحماية الحكومة.. تفجير الوضع كما اسلفنا له ارتباط وثيق بوجود رئيس الحكومة، ولفت الأنظار إلى أزمات أخرى بعيدا عن ايجاد حلول للمطالب والقضايا الخدماتية والمعيشية وانهيار العملة والكهرباء التي تتحمل حكومة معين عبد الملك وشرعية الإخوان مسؤوليتها.

صحيح ان المجلس الانتقالي الجنوبي يتحمل المسؤولية الأمنية في العاصمة عدن، بينما القرار الاقتصادي والمعيشي والخدماتي تتحمله الشرعية اليمنية الإخوانية فهي من تستلم مداخيل النفط والغاز ودخل المواني والاتصالات والمطارات والمنافذ الحدودية، أما الانتقالي فقد حوله اتفاق الرياض مع الأسف إلى مجرد شرطي .

خلاصة القول.. نقول للإخوة في المجلس الانتقالي، أن الأيدي المرتعشة لا تصنع التاريخ.