fbpx
البحرين ترفع درجة اتهاماتها: تحريض قطري ممنهج
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

رفعت البحرين هذه المرة سقف اتهاماتها لقناة الجزيرة معتبرة أنها تتحرك ضمن تحريض قطري ممنهج وفي وقت مدروس ضدها، كاشفة عن أن الدوحة تعمل على “تجنيد عدد من المواطنين العسكريين والأمنيين البحرينيين” لصالحها.

يأتي هذا التوتر ليظهر أن المنامة قد نفد صبرها تجاه أسلوب قطر في عرقلة تنفيذ الالتزامات التي يوجبها عليها اتفاق قمة العلا بشأن المصالحة.

وقالت وزارة الداخلية البحرينية في بيان لها إن “حملات التشويه القطرية المعادية لمملكة البحرين، عبر المنبر التحريضي ‘قناة الجزيرة’ ومن بينها ما بثته تلك القناة من محادثة مزعومة بين شاب بحريني وأحد منتسبي الأجهزة الأمنية، فضلا عن ترديدها المعتاد لمزاعم التعذيب ومنع زيارات النزلاء، وما تسميهم ‘الأطفال المسجونين’، إنما تأتي في إطار ممنهج وفي توقيت مدروس اعتادته مملكة البحرين من جانب هذه القناة والدولة الراعية لها”. وأضافت أن “وطأة هذا التحريض تشتد كل عام، بالتزامن مع الاجتماع السنوي للمجلس العالمي لحقوق الإنسان في جنيف”.

واعتبرت أوساط خليجية متابعة أن بيان وزارة الداخلية البحرينية ثم مجلس الشورى يظهر أن المنامة قد تجاوزت كل الحسابات الخاصة بموضوع المصالحة وتعاملت مع حملات الجزيرة على أنها توجه رسمي قطري وليس مجرد مواقف معزولة للقناة.

وأشارت هذه الأوساط إلى أن البيان القوي لوزارة الداخلية يرسل إشارة واضحة إلى بقية الشركاء الخليجيين مفادها أن قطر هي من يفشل المصالحة التي تبنتها قمة العلا على أساس أنها خيار جماعي، لكن الدوحة تتعامل مع هذه المصالحة بمزاج خاص في الموقف من البحرين، ولا تتوقف عن استهداف أمنها القومي.

 

ويأتي غضب البحرين هذه المرة بعد عرض قناة الجزيرة برنامجا عن معاملة الأطفال في السجون البحرينية واتهام المنامة بممارسة التعذيب.

 

وليست هذه هي المرة الأولى التي تعرض فيه قناة الجزيرة تقارير عن أوضاع السجون في البحرين، في خطة يقول متابعون بحرينيون إن هدفها هو ترويج اتهامات ومزاعم عن جهات مرتبطة بإيران وتهدف إلى ضرب مصداقية البحرين وسجلها في مجال حقوق الإنسان، وذلك بالتزامن مع الاجتماع السنوي للمجلس العالمي لحقوق الإنسان في جنيف.

 

وركزت الجزيرة في تغطيات الفترة الماضية على المؤسسات العقابية البحرينية من خلال سيل من الانتقادات تراوحت بين التشكيك في إجراءات التوقي من انتشار وباء كورونا داخلها وبين طريقة معاملة المقيمين فيها.

 

وجاء في بيان وزارة الداخلية البحرينية أنه “ليس غريبا هذا الاستهداف من قبل قناة الجزيرة التي ترعاها قطر، ضد البحرين وما حققته من مكتسبات وطنية ومنجزات حضارية، ومن بينها برنامج ‘العقوبات البديلة’ ذلك المشروع الحضاري والإنساني الطموح، الذي أطلقته البحرين ويحظى بتقدير عدد كبير من الدول والمنظمات والخبراء العاملين في مجال حقوق الإنسان”.

 

وأضافت “أصبح واضحا ومكشوفا للجميع، منهجية قناة الجزيرة القائمة على التحريض وشراء الذمم في إطار الحملة ضد البحرين وشعبها. وأصبح معلوما كذلك، تلك الممارسات العدائية التي تناقض كل المواثيق والعهود. ومن ذلك ما بثته تلك القناة، مدعية أنه محاولة تجنيد لشاب بحريني، في حين أنه ثابت بالأدلة والبراهين استهداف قطر تجنيد عدد من المواطنين العسكريين والأمنيين البحرينيين”.

من جهته أبدى مجلس الشورى البحريني في بيان له استغرابه من الخطاب التحريضي المستخدم في قناة الجزيرة، والذي يستهدف المساس بالوحدة الوطنية والتماسك المجتمعي الذي يتسم به شعب مملكة البحرين، مؤكداً أن المجتمع البحريني يشهد له الجميع بأنه رمزٌ للتعايش والترابط، ولا يمكن زعزعة أمنه واستقراره من خلال نشر الأكاذيب وتضليل الرأي العام.

وبالرغم من الحملات الإعلامية القطرية ظلّ المسؤولون البحرينيون محافظين على هدوئهم وسعوا لترك الباب مفتوحا لفُرَص إجراء حوار بين البلدين يساهم في حلحلة الخلافات ويعبّد الطريق أمام المصالحة. لكن يبدو أن صبرهم قد نفد هذه المرة.

وكان وزير الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني قد ذكّر قطر في تصريحات سابقة بأن عليها التزامات فرضتها قمة العلا، من بينها إجراء مشاورات ثنائية بين قطر وكل من البحرين والسعودية والإمارات ومصر، بهدف التعامل مع الأسباب التي أدت في يونيو 2017 إلى اندلاع الأزمة الخليجية.

وأضاف الزياني أن بيان قمة العلا نص على عقد اجتماع على مستوى الفرق الفنية في غضون أسبوعين من توقيعه، كاشفا عن أن الجانب البحريني وجه إلى قطر دعوتين لإرسال فريقها وينتظر حاليا رد الدوحة.

ويقول متابعون بحرينيون إن هجمات قناة الجزيرة توقفت تجاه بعض الدول المعنية بالمصالحة وخفّت تجاه البعض الآخر، لكن تجاه البحرين تتخذ هذه الهجمات طابعا تصاعديّا، وهو ما يكشف غياب أي نية للمصالحة. في المقابل هناك نية لاستهداف البحرين بعد تحييد شركائها في رباعي المقاطعة ضد قطر.

ويعتبر هؤلاء أن التركيز القطري على الإساءة إلى بلادهم ليس موقفا عابرا بل هو مستمر وبدا واضحا منذ احتجاجات 2011، حيث وجّهت البحرين اتهامات متكرّرة لقطر بالتدخل في شؤونها الداخلية ومحاولة زعزعة استقرارها، وذلك استنادا إلى تواصل شخصيات قيادية قطرية مع المعارضة الشيعية التي كانت حينذاك تقود محاولة تفجير انتفاضة ضدّ النظام في المملكة على غرار ما حدث في بلدان عربية أخرى.

أخبار ذات صله