fbpx
عندما يتكلم الشيوخ الأجلاء، ينصت لهم ذوي الألباب.

 

كتب/ علي عبد الله البجيري
اطلعت على الدعوة التي وجهها الشيخ الجليل صالح بن فريد العولقي الى جموع القوم، ووجدت فيها الحكمة والبصيرة الحريصة على رص الصفوف والثبات للدفاع عن الوطن ومواجهة الأخطار المحدقة به والاستعداد لتحديات المعركة. صرخة بحجم صاحبها ووزنه المجتمعي والقبلي. فيها دعوة للدفاع عن الجنوب بعيدا عن الخلافات وعصبيات الماضي، وتخطي مماحكات رمي الأخطاء على الاخرين، ومسؤولية ماوصل إليه حال الجنوب عامةً وشبوة خاصةً .
كلمة الشيخ صالح بن فريد العولقي هي دعوة نفير عام لكل القبائل الشبوانية ودعوة عاجلة لكل المشايخ والقوى السياسية. إنها دعوة لإنقاذ وطن تقترب منه نار الغزو والاحتلال. هذا الدعوة مطلوبه في هذه الظروف تفرضها الاخطار القادمة التي لا تفرق بين قبيلة او كيان او شيخ او مسؤول جنوبي. وهنا نستذكر حقيقة ان أية خلافات ومناكفات ما نتيجتها الا التنافر والانقسام. وهذا يخدم العدو المتربص بنا جميعا.

لا أعرف الشيخ صالح بن فريد، لكنني أتابع مواقفه وتحركاته من أجل قضية الجنوب. قد نختلف او نلتقي معه بخصوص تعقيدات أحداث مديرية عتق لعام ٢٠١٩م وما حدث لأبناء النخبة الشبوانية، لكنه ليس الوقت المناسب للنبش في ماضي الكل شارك في أخطائه. فها نحن اليوم أمام مفترق طرق خطير، أما يكون لنا وطن او لايكون. لذلك ليس من خيار أمامنا غير شحذ الهمم فكلنا نركب سفينة واحدة تواجه امواج متلاطمة عتيدة وتحديات خطيرة، وليس لنا من خيار غير الوقوف بثبات والدفاع عن الدين والأرض والعرض .. إنها الفرصة الأخيرة أمامكم يا أبناء شبوة والعوالق الأشاوس لرص الصفوف وتوحيد المواقف ومواجهة التحديات، ووقف الخلافات والمهاترات التي اوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم. فإذا سقطت شبوة لاسمح الله سقط الجنوب.

رجل الدولة الشجاع والحكيم والقائد هو من يبادر ويدعو إلى لملمت الشمل، عندما يرى النار تقترب من الهشيم وتطوقه من كل الاتجاهات.
ان من يمتلكون زمام المبادرة هم قليلون في هذا الوقت العصيب، الذي يسيطر فيه الطبالون والمقربون على عقول أصحاب القرار . فالحكمة تقول “إن الأيادي المرتعشة لا تصنع التاريخ”.
من يبادر للتسامح ويدعو الى توحيد صفوف الرجال يكبر في نظر الناس وينقش اسمه بالذهب.
انظروا إلى التاريخ وخذوا العبر من الحرب العالمية الثانية، وكيف تحالف الأعداء وجلس الرئيس السوفيتي جوزيف ستالين مع رئيس الوزراء البريطاني وونستون تشيرشل والرئيس الإمريكي فرانكلين روزفلت، ثم خاضوا حرب مشتركة ضد عدو يخشاه الجميع، وكسبو النصر المؤزر.

أختتم ما كتبته.. بما قاله الشاعر .. ياقافلة رُصِّي صفوف الرجال واستنفري كل الفوارس.
قولي لهم : عاد الخطر ما يزال
لا تأمنوا شر الدسايس.
هيا شباب اتكاتفوا للنزال
وانسوا خلافات المجالس.
ما بايكون النصر وقت القتال
إلا بتوحيد المتارس.