fbpx
أردوغان يمهد للتقارب مع طالبان مستفيدا من دعم باكستان
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

عكس إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة عن إجراء محادثات مع حركة طالبان تمهيدا من أردوغان لتقارب مع المتمردين في أفغانستان بعد سيطرتهم على البلاد والحكم، مستفيدا من علاقة باكستان، حليفة تركيا، المتينة مع الحركة الإسلامية المتشددة.

 

وبعد الفشل في فرض عملية تأمين مطار كابول اتجه نظر أردوغان نحو العمل على ترسيخ حضور لبلاده في أفغانستان من خلال التقارب مع طالبان ولم لا حتى التحالف معها عبر تأثير تمارسه باكستان التي لا تخفي علاقتها المتينة مع الحركة الأفغانية التي تسعى للخروج من عزلتها دوليا حيث لا يوجد اعتراف موسع بها رغم المحادثات التي تجريها مع بعض الدول.

 

وقال أردوغان إن بلاده لم تتخذ قرارا نهائيا بشأن طلب طالبان تقديم الدعم في إدارة مطار كابول بعد انسحاب القوات الأجنبية بسبب المخاوف الأمنية وضبابية الوضع في أفغانستان، مضيفا أن المحادثات لا تزال جارية.

 

وبدأ الجيش التركي عمليات الإجلاء الأربعاء. والخميس قتل مهاجم انتحاري واحد على الأقل 85 شخصا بينهم 13 جنديا أميركيا أمام بوابات مطار كابول.

 

وقال أردوغان إنه يتعين استعادة الهدوء في كابول قبل اتخاذ أي قرار يتعلق بالمطار، مشيرا إلى خطر “الانجراف” في شيء يصعب تفسيره نظرا لضبابية المهمة المحتملة. وأضاف في مؤتمر صحافي قبل سفره نحو البوسنة “تقدمت طالبان بطلب يتعلق بتشغيل مطار كابول. يقولون ‘سنضمن الأمن ويمكنكم تشغيله‘، لكننا لم نتخذ قرارا بعد لأن احتمالية الموت ومثل تلك الأمور قائمة دوما هناك”.

وأوضح أردوغان “أول لقاء جرى مع طالبان استمر لثلاث ساعات، وستجري محادثات أخرى”. ولم يخف الرئيس التركي منذ إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن الانسحاب من أفغانستان حماسته لترسيخ حضور بلاده هناك في البداية عبر تأمين مطار كابول قبل أن تجهض سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية المهمة.

 

ولكن ذلك لم يثن الرئيس التركي عن مضيه قدما نحو الذهاب إلى أفغانستان عبر منافذ أخرى، حيث انصب تركيزه وفقا لمراقبين على إحداث تقارب مع طالبان ضمن استراتيجيته الأوسع التي تشمل توسيع نفوذ بلاده في آسيا الوسطى التي تُعد منطقة نفوذ روسية.

 

وفي وقت سابق أعرب أردوغان عن استعداده للقاء الرجل الأول في طالبان تزامنا مع نجاحات سريعة تحققها الحركة قبل أن تبسط سيطرتها على البلاد وهو ما اعتبر آنذاك استعدادا منه للاعتراف بطالبان والتعاون معها بصرف النظر عن موقف الولايات المتحدة وبقية القوى الدولية منها. وقال الجمعة في إشارة صريحة إلى ذلك إن “تركيا لن تطلب إذنا من أحد حيال الاتصالات المحتملة مع طالبان”.

 

ويبدو أن أردوغان قد بدأ يجني ثمار التحالف مع باكستان التي لطالما احتفى رئيس وزرائها عمران خان بالتاريخ التركي، والذي أشار في وقت سابق إلى أنه سيمارس تأثيره على طالبان لكي تجري محادثات مباشرة مع أنقرة وهو ما يعطي انطباعا على أن التقارب المحتمل بين تركيا والحركة الإسلامية وراءه إسلام أباد.

 

ولا تخفي باكستان علاقتها المتينة بحركة طالبان وكذلك علاقتها بأنقرة، وهو ما يجعل هذا الالتقاء نواة لتحالف إسلامي يعطي دفعة قوية لخطط الرئيس التركي في آسيا الوسطى. ولطالما وجدت أنقرة في رئيس الوزراء الباكستاني أبرز حليف لها من أجل لعب دور أكثر تأثيرا في أفغانستان كما في آسيا الوسطى ككل.

 

ويأتي ذلك في وقت شدد فيه رئيس المكتب السياسي لطالبان الملا عبدالغني برادر على حماس الحركة لبناء علاقات متطورة مع أنقرة. وقال برادر في تغريدة عبر تويتر الجمعة إن “تركيا دولة شقيقة مسلمة ناجحة سنمد معها جسور التعاون للاستفادة من خبراتها في بناء دولتنا في كل المجالات”.

 

والتقارب بين أنقرة وطالبان يصب في مصلحة الطرفين وأجنداتهما وفقا لمراقبين، فلئن كانت الحركة التي تحاول تقديم نفسها في ثوب جديد تبحث عن الاعتراف بنظامها فإن تركيا تريد استثمار حالة الإرباك التي تعيشها الحركة من أجل تثبيت نفسها كشريك رئيسي لأفغانستان في المرحلة المقبلة، سياسيا وأمنيا واقتصاديا.

 

ومن شأن الحصول على هذا الامتياز أن يوفر لتركيا فرصة مهمة لتصدّر مهمة إعادة الإعمار في أفغانستان، ويعطي الأولوية لشركاتها واستثماراتها، ما يساعدها على الخروج من الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به.

 

بعد الفشل في فرض عملية تأمين مطار كابول اتجه نظر أردوغان نحو العمل على ترسيخ حضور لبلاده في أفغانستان من خلال التقارب مع طالبان

وقال مراقبون إن خروج أفغانستان من حرب طويلة في حالة إنهاك اقتصادي وأمني سيستقطب اهتمام الأتراك، حلفاء طالبان الجدد الذين سيتكفلون بتحويل أفغانستان، التي يبلغ عدد سكانها 38 مليون ساكن، إلى سوق للخدمات والسلع والمنتجات التركية، فضلا عن أن الوضع الجديد سيوفر فرصة لترويج المنتجات الدفاعية التركية، وخاصة المسيّرات التي صارت تجد رواجا بعد ما حققته من نتائج في ليبيا وإقليم ناغورني قرة باغ.

 

وتشير تقارير إلى أن أنقرة تخطط للاستفادة في أفغانستان من دورها المفترض في الربط مع مشروع طريق الحرير والحزام الصيني، وهو ما يوفر لها ممرا منخفض التكاليف. كما سيمكنها وجودها القوي في أفغانستان من فتح طرق جديدة للوصول إلى الجمهوريات التركية في آسيا الوسطى بعيدا عن الطرق التي تمر من روسيا وإيران.

وسوم