fbpx
الصراع بين الاصلاح وشوقي هائل يدمر تعز
شارك الخبر
الصراع بين الاصلاح وشوقي هائل يدمر تعز

المحافظ شوقي لا يزال في لندن وقيادي اصلاحي يصف المتظاهرين ب”القتلة” وبيان لشباب الاشتراكي والناصري يؤيدان إجراءات المحافظ

يافع نيوز – الأولى :

شهدت مدينة تعز، أمس السبت، مسيرة جماهيرية حاشدة تأييداً لاستمرار شوقي أحمد هائل في منصبه كمحافظ لتعز، بعد يوم واحد من احتشاد معارضين لشوقي هائل في “ساحة الحرية”، وترديدهم شعارات مناوئة لاستمراره كمحافظ، ومحرضة على مقاطعة المنتجات التي تصنعها مجموعة شركات هائل سعيد أنعم.

وتضغط إدارة مجموعة شركات هائل سعيد أنعم، باتجاه قبول استقالة محافظ تعز شوقي هائل، فيما تقول معلومات إنها كلفته بإدارة إحدى منشآتها الصناعية في دولة أخرى، لإبعاده عن منصب المحافظ، سيما إثر وصول الاحتجاجات على خططه إلى تنظيم حملات إساءة لسمعة المجموعة التجارية الأبرز في اليمن.

وأكد مصدر مقرب من شوقي هائل، أمس، لـ”الأولى”، أنه ما يزال في لندن، وسيعود الأسبوع القادم.

وقالت لـ”الأولى” مصادر محلية إن المسيرة المؤيدة لشوقي هائل شاركت فيها أحزاب سياسية ومنظمات مدنية ووجهاء ومشائخ وأكاديميون ومكونات ثورية من “ساحة الحرية”، مشيرةً إلى أن المتظاهرين رددوا هتافات تعبر عن رفضهم لما سموها “التدخلات المركزية وتجاوز قانون السلطة المحلية”.

ومرت المسيرة بمكتب التربية، ثم مؤسسة الكهرباء، في إشارة إلى رفض القرارات التي أصدرتها الحكومة بتعيين مديري المؤسستين من خارج الأسماء التي فازت بنظام المفاضلة، الذي ابتكره شوقي هائل كمعيار لتعيين مدراء للمكاتب التنفيذية في المحافظة.

وطالب المتظاهرون المؤيدون لشوقي بتطبيق “ميثاق الشرف” الذي وقع عليه عدد من القادة الحزبيين، ووجهاء اجتماعيون، في 27 رمضان الفائت، متهمين حزب التجمع اليمني للإصلاح بعرقلة جهود المحافظ شوقي هائل في استقرار وتنمية المحافظة.

وفي السياق ذاته، قال لـ”الأولى” شهود عيان إن موكب سيارات لمشائخ مؤيدين لشوقي هائل كان قادماً من الجهة الغربية للمدينة، اعترضه نشطاء إصلاحيون عند مكتب التربية وسط المدينة، وأجبروا بعض القادمين على الترجل من السيارات، وسلبوهم اللافتات التي كانوا يحملونها.

وتحدث لـ”الأولى” منصور المخلافي، أمين عام المجلس المحلي بالمظفر سابقاً، وأحد المنظمين للمظاهرة، أن “شباباً من حزب الإصلاح” اعترضوه وعدداً من السيارات أمام مكتب التربية أثناء توجههم إلى وادي صالة مكان تجمع المسيرة، وأنهم حاولوا أخذ اللافتات والميكرفونات منهم للسماح لهم بالمرور.

وذكر المخلافي أن معترضي الموكب كانوا متجمعين أمام مكتب التربية، وقاموا بتفتيش السيارات القادمة من “بيرباشا” و”مقبنة” و”جبل حبشي”، للمشاركة في المسيرة، وأخذوا عليهم اللافتات والميكرفونات بالقوة، وسمحوا لهم بعد ذلك بالذهاب للمشاركة في المظاهرة.

وأضاف: “وصلت إلى أمام مكتب التربية فاعترضوني، وحاولوا أخذ اللافتات، غير أني رفضت ذلك، وحدثت مناوشات كلامية وعراك بالأيدي، تطور إلى تراشق بالحجارة، وكان ممكناً أن يتطور إلى اشتباك بالأسلحة لولا تدخل العقلاء منهم”.

وأكد أن نجله الذي كان معه على السيارة، ويدعى عبدالله، أصيب بخدوش في يده، بالإضافة إلى إصابة آخرين نتيجة العراك، منوهاً الى أنه هدد شباب الإصلاح بإطلاق النار مباشرة في حال اعتدى أحد على نجله أو على سيارته.

وذكر المسؤول المحلي السابق أنه وبمشاركة عدد من أهالي “مخلاف”، عادوا إلى أمام مكتب التربية بعد المظاهرة، ورفعوا خيمة كانت منصوبة هناك، وفتحوا الشارع بعد أن رفعوا الأحجار إلى أماكن بعيدة.

وصدر بيان عن المسيرة اتهم منظموها فيه حزب الإصلاح بـ”العبث بأمن المحافظة وتقويض مداميك السلام”. وقال: “في الوقت الذي تلتئم فيه فرق مؤتمر الحوار الوطني الشامل، للبحث عن صيغة مثلى تترسخ بموجبها قواعد الدولة المدنية المنشودة التي تنتفي منها أسباب الصراع والتناحر، وتُردم فيها بؤر العداوة والبغضاء، وتتحدد فيها الحقوق والواجبات بين جميع الناس بمقاييس المواطنة المتساوية, وفي الوقت الذي تتطلع فيه قوى الخير والسلام والحرية في الساحة الوطنية والمحيط الإقليمي والإنساني، إلى تحقيق ما يعزز الاستقرار والأمن في هذا الوطن… إلا أن الطرف السياسي المتمثل بحزب التجمع اليمني للإصلاح، لا يزال يتعاطى مع القضايا الوطنية بمنهجية الاستحواذ ورغبة الاستيلاء القسري على مواقع المسؤولية، محاولا إجبار حركة التاريخ على العودة الى الزمن الشمولي المنفي خارج حدود الراهن المتحفز لتحقيق التقدم كحق إنساني لهذا الشعب العظيم”، حسب تعبير البيان.

وطالب منظمو المسيرة، في بيانهم، حكومة الوفاق “بسرعة الإفراج عن الاعتمادات المرصودة المحتجزة في وزارة المالية بدوافع حزبية من وزير المالية صخر الوجيه”، وقالوا إن احتجازها “يستهدف إعاقة جهود السلطة المحلية بالمحافظة”.

وأصدرت دائرة الشباب في الحزب الاشتراكي بتعز، بياناً مؤيداً للمحافظ شوقي هائل، وبالمثل القطاع الطلابي للتنظيم الوحدوي الناصري بالمحافظة.

وقال شباب الاشتراكي في بيانهم: “نؤكد موقفنا الواضح والداعم لمبدأ المفاضلة الذي اعتمده محافظ المحافظة، والمنطلق من قناعاتنا بضرورة المساواة في تكافؤ الفرص، والتي تتيح للجميع مساحة متساوية ومتكافئة تخضع المكاتب التنفيذية للكفاءات، والتي تهدف إلى إلغاء المركزية السياسية والحد من سلطة ومزاجية القوى السياسية، وإتاحة فرص متساوية أمام أبناء المحافظة، كما نطالب من المحافظ بسرعة إتمامها”.

واستنكر بيان شباب التنظيم الناصري “ما يحصل لـ”تعز الثورة” من انفلات أمني وانتشار للعصابات المسلحة وأعمال الفوضى وتعطيل المصالح العامة وقطع الشوارع وإغلاق المدارس وغيرها من الأعمال غير المسؤولة، والتي تسعى تلك القوى إلى إشعال المناطقية، غير مبالية بتحقيق أهداف الثورة السامية، حيث إن همها الوحيد هو استحواذ على المراكز والمناصب بشكل يفتقر إلى القيم والمبادئ الثورية”، حسب البيان، الذي طالب “الجهات الأمنية بالقيام بواجبها”.

وتحدثت “الأولى” إلى سياسيين ونشطاء إزاء ما يحدث في محافظة تعز. وقال عبدالله حسن خالد، رئيس اتحاد القوى الشعبية في محافظة تعز، إنه لا يؤيد استقالة شوقي هائل في هذا التوقيت، منتقداً المحافظ بأنه لا يتواجد في غالبية الأيام في المحافظة، وأنه “لم يفعل شيئاً للمحافظة منذ تعيينه”، على حد تعبيره.

وأضاف خالد لـ”الأولى”: “صحيح أن هناك أطرافاً لديها أجندات خاصة من وراء معارضة خطط المحافظ، لكن استقالته تفترض تعيين البديل، وهذا البديل لن يتوفر بسهولة، لأنه يجب أن يكون مستقلاً وليس له أي انتماء سياسي، ولا يخدم أجندة أي طرف”.

وأوضح رئيس اتحاد القوى الشعبية أن “من يطالبون بإبعاد شوقي من منصبه كمحافظ، أهدافهم معروفة، ويريدون أن تكون المحافظة في أيديهم، والذين يؤيدون بقاءه أهدافهم أيضاً معروفة في معارضة أي تغيير في أوضاع المحافظة”.

 

 

أخبار ذات صله