fbpx
كورونا يفرض شروطه: السعودية تقصُر الحج على المواطنين والمقيمين
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

أعلنت وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية قصر الحج هذا العام على المواطنين والمقيمين، وذلك للعام الثاني على التوالي لاحتواء جائحة فايروس كورونا.

 

وجاء في بيان للوزارة نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس) أن “أداء مناسك الحج لهذا العام سيقتصر على الفئات العمرية من 18 إلى 65 عاما للحاصلين على اللقاح، وفق الضوابط والآليات المتبعة في المملكة لفئات التحصين (محصن، أو محصن أكمل جرعة واحدة وأمضى 14 يوما، أو محصن متعاف من الإصابة)”.

 

وأضاف البيان أن الحالة الصحية للراغبين في أداء مناسك الحج يجب أن تكون خالية من الأمراض المزمنة وأن إجمالي الحجاج هذا العام سيكون 60 ألف حاج.

 

وقال وزير الصحة السعودي توفيق الربيعة في مؤتمر صحافي إنّ القرار اتُخذ “لضمان سلامة الحجاج” وسط تحديات يفرضها فايروس كورونا.

 

وأضاف “العالم لا يزال يعاني من هذه الجائحة بالرغم من توفّر اللقاحات ولكن لا تزال كذلك هناك تحديات في توفر اللقاحات في العالم فنرى جميع الدول تقريبا عندها حالات وبعض الدول تعاني من زيادة عدد الحالات وكذلك التحدي الآخر ظهور المتحوّرات.. لذا حرصنا على أن يكون الحج مقصورا على حجاج الداخل”.

 

توفيق الربيعة: العالم لا يزال يعاني من الجائحة بالرغم من توفّر اللقاحات

 

وفي العام الماضي شارك نحو 10 آلاف مقيم في المناسك مقارنة بنحو 2.5 مليون مسلم في 2019، في موسم غير مسبوق من حيث طبيعة التنظيم والعدد خيّم عليه شبح فايروس كورونا المستمر في التفشي حول العالم حاصدا الملايين من الأرواح.

 

وتم تزويدهم بمجموعة من الأدوات والمستلزمات بينها إحرام طبي معقّم وحصى الجمرات وكمّامات وسجّادة ومظلّة، بينما ذكر حجّاج أنه طُلب منهم وضع سوار لتحديد تحرّكاتهم.

 

وقبل أن تفرض الجائحة التباعد الاجتماعي عالميا كان نحو 2.5 مليون مسلم يؤدون مناسك الحج والعمرة في مكة والمدينة، مما كان يدرّ على المملكة حوالي 12 مليار دولار سنويا وفقا للبيانات الرسمية.

 

من جانبه أكد نائب وزير الحج والعمرة عبدالفتاح المشاط أنه تم تقنين عدد الحجاج بـ60 ألفاً حرصاً على سلامتهم، مضيفاً “وجدنا تفهماً كبيراً من الدول الإسلامية لقرارنا”.

 

وتابع المشاط قائلا “درسنا كلّ المؤشرات بدقة لضمان سلامة حج هذا العام”، وكل الجهات الحكومية مستعدة وجاهزة لخدمة الحجاج.

 

وأيّدت هيئة كبار العلماء السعودية ما أعلنت عنه وزارة الحج والعمرة معتبرة أن “النصوص الشرعية والمقاصد والقواعد الكلية تدل على وجوب المحافظة على الأنفس وأن ذلك من المقاصد الشرعية الإسلامية”.

 

وأضافت “ونظرًا إلى ما قرّره أهل الاختصاص من أن التجمعات تعد السبب الرئيس في انتقال العدوى في ظل ما يشهده العالم من جائحة كورونا وتحوّراتها، وأن التقليل من هذه التجمّعات هو الحل الأمثل حتى يأذن الله بارتفاع هذا الوباء، فإنّ ما قررته حكومة المملكة يعد قراراً موفقًا ومسؤولاً ومطلوبًا اتخاذه حفاظًا على الأنفس البشرية، وقيامًا بواجب المسؤولية تجاه هذه الشعيرة العظيمة” فريضة الحج “وتجاه المسجد الحرام والمشاعر المقدسة”.

 

Thumbnail

وأشاد شوقي علاّم مفتي مصر ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بقرار السلطات السعودية واعتبره قرارا حكيما “يراعي عدم تعطيل فريضة الحج والحرص على سلامة حجاج بيت الله الحرام، باعتبار أن حفظ النفس من أهم مقاصد الشريعة”.

 

وقال إنه يدعم مواقف المملكة و”حرصها الشديد على أمن واستقرار المشاعر الدينية وكل ما تتخذه من إجراءات لضمان تحقيق ذلك، وسعيها الدؤوب للحفاظ على أرواح الحجاج والمعتمرين وضيوف الرحمن”، مشيرا إلى أن قرار سلطات المملكة إقامة الحج بأعداد محدودة يأتي استنادا للقاعدة الفقهية “درء المفاسد مقدم على جلب المصالح”.

 

وبعد سبعة أشهر من الإغلاق أعادت السعودية في أكتوبر الماضي السماح بأداء العمرة وفتحت المسجد الحرام أمام المصلين مع تخفيف سلطات المملكة القيود المفروضة للحد من جائحة كوفيد – 19.

 

وتسمح السلطات حاليا لنحو 20 ألف شخص فقط بأدائها يوميا، ولـ60 ألف شخص بأداء الصلاة في الحرم.

 

وتجذب العمرة التي يمكن أداؤها في أي وقت طوال العام، الملايين من المسلمين من جميع أنحاء العالم كل عام ولكن تم تعليقها في مارس 2020.

 

ويتم تعقيم المسجد الحرام عشر مرات يوميا ويُمنع الوصول إلى الكعبة والحجر الأسود منذ أكثر من عام.

 

وسجّلت السعودية أكثر من 460 ألف إصابة بالفايروس ونحو 7500 حالة وفاة، وهو مجموع الوفيات الأعلى بين دول الخليج الست.

 

وقدّمت المملكة التي يسكنها نحو 33 مليون شخص حتى الآن أكثر من 15 مليون جرعة من اللقاحات المعتمدة لديها وهي فايزر/بايونتيك وأسترازينيكا وموديرنا وجونسون أند جونسون.

 

وتشدّد السعودية منذ أسابيع الضغوط على المتردّدين في تلقي اللقاح المضاد لفايروس كورونا، فتمنعهم من السفر إلى الخارج ودخول الجامعات ومراكز التسوق.

وسوم