fbpx
( من أجل الفلوس تباع النفوس ) ..!!

في مختلف الاقطار والامصار والمناطق يطلق على المالاسماء عديدة ففي عدن يطلق عليه الفلوس وفي صنعاء زلطوفي حضرموت عدي وفي الخليج بيزات وفي الشام مصاريوفي مناطق أخرى قروش وعند الانجليز – ( موني ) – كمايطلق على العملات المتداولة الذهبية والفضية والمعدنيةوالورقية تسميات ومسميات متعددة دولار ,  يورو , فرنك , يوان, ين, ريال, درهم, جنيه , بيزو, ليرة , كرون وفي مصر يطلقونعلى النقود باللهجة العامية – ( اللحاليح ) – ولهذا يقولون – ( لحلوح ينطح لحلوح ) – قرش ينطح قرش واللي ما معوشقرش ولا يسوى قرش ويقال ايضاً القرش الأبيض ينفع فياليوم الأسود , كلمات ومعاني مختلفة في اللفظ والمعنى واحد, هذه الكلمة السحرية – ( المال ) – تشكل مربط الفرسوالحبل السري , تُعد عند الشرفاء والأنقيا والأتقياء أبناءالحلال وسيلة للعيش والحياة الشريفة , الكريمة ومن عرقالجبين وعند اللصوص واللطوش والمرابين وأكالي السحتأبناء الحرام غاية فهو البداية والنهاية في سرهم والعلن , هذهالكلمة المال من أجلها تحلق الشوارب بالموس وتباع المواقفوتزهق النفوس , هذا المال بكل الأحوال يجلب لبني الإنسانالرفاهية وخصوصاً عندما يكون المال حلالاً بلالاً ولكنه لايجلب السعادةفالسعادة يجبلها الخالق في نفس المخلوقوقت ما شاء وكيف ما شاء ولمن شاء من عباده والمال الحلالهو نعمة من الله ففي محكم كتابه الكريم قال تعالى : ( المالوالبنون زينة الحياة الدنيا ) – تقدم ذكر المال على البنون وفيذلك غاية وحكمة إلآهية والمال الحرام هو نقمة يعود علىصاحبه بما لا يحمد من عواقب الأمور في الدنيا والآخرةوالمال الحلال يأتي بمقدار معلوم يقول الخليفة الراشد –( أبوبكر الصديق ) – رضي الله عنه – ( إن المال الحلال ليسفيه متسع للأسراف والتبذير فإذا وجد إسراف وتبذير فأعلمأن هناك مصادر غير مشروعة ) – في ظل هذا الزمنالاستثنائي – ( الرخروخي والمرخرخ ) – وتحت ظل قيادة الدولة – ( الزغوة .. الرخوة .. الرغوة ) – وسلطة الحكومة –( المشلحة والمشنتحة والمشرشحة ) – وتحت سلطة حكم الأمرالواقع والمواجع –( العبيطة والمستعبطة ) – في باب – ( الشعبطة والبعططة ) – أضحى المال العام غنيمة يرتع منهااللصوص واللطوش والطامعين في ظل المال السائب والمالالسائب كما يقال يُعلم السرقة ولعدم وجود رقابة ولا نقابة ولاحساب ولا عقاب أضحى الموظف الكبير والصغير بين حراميونصاب وسارق وقصاب ومرتشي وغصاب إلا من رحمه ربي .

والمال قيل حوله ثلاث وجهات نظر في أشعار العرب قديماً :

وجهة النظر الأولى :

الشاعر أبو العيناء محمد بن خُلاد البصري رحمة الله تعالىعليه يقول :

من كان يملك درهمان تعلمت شفتاه أنواع الكلام فقالا

وتقدم الأخوان واستمعوا له وقالوا ما نطقت محالا

لولا دراهمه التي يزهوا بها لكان في الناس أسواء حالا

أن الفقير إذا تكلم صادقاً كذبوه وأبطلوا ما قالا

أما الغني إذا تكلم كاذباً صدقوه وقالوا ما نطقت محالا

أن الدراهم في المواطن كلها تكسوا الرجال  مهابةً وجمالا

فهي اللسان لمن أراد فصاحةً وهي السلاح لمن أراد قتالا .

وجهة النظر الثانية :

إمامنا محمد بن أدريس الشافعي رحمة الله تعالى يقول :

إن رأت أهل بيتي الكيس ممتلئاً تبسمت ودنت منيتمازحني

وإن رأته خلياً من دراهمه تجهمت وأنثنت عني تقابحني

وجهة النظر الثالثة :

الشاعر الحسين بن مطير الأسدي رحمة الله تعالى عليه يقول:

قد تغدر الدنيا فيضحي غنيها فقيراً .. ويغنى بعد بؤسفقيرها

فلا تقرب المال الحرام فأن .. حلاوته تذهب ويبقى مريرها

الخلاصة :

الأصل في الحكاية من مبتداها وحتى النهاية من اجلالفلوس تباع المواقف والنفوس وتضحي القضايا مطايا .

الهامش :

لحلوح تلحلحنا به ولحلوح ما تلحلحنا به جاؤ المتلحلحينوتلحلحوا باللحلوح إللي ما تلحلحنا بهقول لحلحلحمنيح .

إللي ينطقها نطقاً سليماً صحيحاً فصيحاً  سبع مراتدون تلعثم له جائزة سبعة لحاليح وسبعة أقراص لحلوح .

                                                                                                                                        فضل محسنالمحلائي