إلى جانب أرديك، أدانت المحكمة رئيس مجموعة سامانيولو الإعلامية هدايت كارجا، وحكمته بالسجن لـ 1407 سنوات، لتورطه في نفس القضية، عبر ما أسماه القضاء التركي “التحريض والتنصت على المكالمات الهاتفية وقتئذ”، إلى جانب المشاركة في تزوير الوثائق.

وإلى جانب الشخصيتين الرئيسيتين، فأن المحكمة حكمت 25 متهماً آخر في نفس القضية، من بينهم ضابط شرطة آخر هو لقمان بانيك، حُكم بالسجن لمدة 161 عاماً بتهم “مساعدة منظمة إرهابية مسلحة” و”التشهير” و”تزوير وثائق رسمية”.

بدأت “قضية نادي فنربخشه” الرياضي التركي الشهير في العام 2011، حينما اتهم الادعاء العام التركي في مدينة إسطنبول المُدراء التنفيذيين في النادي بالتلاعب بنتائج مباريات الدوري التركي لكرة القدم، لصالح شبكات من رجال الأعمال والمضاربين الرياضيين.

وبعد قرابة سنة من المحاكمات وقتئذ، ثبتت المحكمة الإدارية التركية التُهمة على النادي، وحكمت على رئيس النادي السابق عزيز يلدريم بالسجن 6 سنوات، لإدانته بالمساهمة في التلاعب بنتائج المباريات وتشكيل منظمة غير مشروعة، وحُرم النادي من المشاركة في المسابقات الأوربية لمدة موسمين كاملين. قضى يلدريم عاماً في السجن، لكنه لم يقر بارتكابه لأية مخالفة.

تغير كُل شيء بعد حدوث الانقلاب العسكري “الفاشل” في صيف العام 2016، والذي اُتهم فيه الداعية التركي المُقيم في الولايات المُتحدة فتح الله غولن. بعد حدوث انشقاق سياسي بين حركة فتح الله غولن وحزب العدالة والتنمية عقب الانقلاب، عادت الهيئات الإدارية في النادي للقول والترويج بأن النادي كان ضحية “مؤامرة” قضائية وأمني ومالية، يقودها أعضاء في تنظيم غولن، الذين كانوا منخرطين في كافة مناح المؤسسات الحاكمة في البلاد. فالنادي كان يتهم تنظيم غولن بمعادة النادي، لعدم قُدرته على السيطرة عليه، مثل الكثير من النوادي الرياضية التركية الأخرى، خصوصاً وأن النادي من أكثر أندية البلاد شعبية، وحاصل على بطولة الدوري العام لتسعة عشر مرة.

 

بعد حدوث الانقلاب العسكري بشهور قليلة، عاد المدعي العام في مدينة إسطنبول فتح ملف قضية نادي فنربخشه، وقدم لائحة اتهام واسعة لمجموعة من الذين اسماه بـ”مؤامرة تلويث سمعة نادي فنربخشه والإطاحة بمسؤوليه التنفيذيين”، وبدأت السلطات الأمنية والقضائية التركية جولات طويلة من التحقيقات التفصيلية.