fbpx
عرض عسكري في بنغازي يكشف طبيعة الحرب الباردة في ليبيا
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

كشف العرض العسكري الذي نظمه الجيش الليبي مساء السبت بقاعدة بنينا ببنغازي عن عمق الصراع الذي لا يزال يهيمن على المشهد السياسي والاجتماعي في البلاد، والذي تشكل منذ نهاية المواجهات الميدانية قبل عام في صورة حرب باردة تأكدت طبيعتها خلال الساعات الماضية.

 

وغادر رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي إلى تونس في زيارة رسمية، فيما اتجه رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة إلى الجزائر تزامنا مع العرض العسكري الذي دعاهما قائد الجيش المشير خليفة حفتر لحضوره، الأول بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، والثاني بصفته وزيرا للدفاع، فيما برر رئيس مجلس النواب عقيلة صالح اعتذاره عن الحضور بلقاء مستعجل تم في مدينة القبة مع المبعوث الأممي يان كوبيتش.

 

المشير خليفة حفتر: الحل السياسي السلمي هو ما أمضينا سنوات عديدة ندعمه وندعو إليه

 

وبينما حضر العرض العسكري نائب رئيس الحكومة عن إقليم برقة حسين القطراني، أكدت مصادر مطلعة لـ”العرب” أن رسالة عبر تطبيقة “واتساب” وصلت إلى الوزراء المحسوبين على المنطقة الشرقية والمقربين من الجيش تدعوهم إلى عدم حضور العرض لتلافي أي رد فعل غير محسوب من ميليشيات المنطقة الغربية التي هددت السلطات الموجودة بالعاصمة طرابلس بأنها ستعاقب كل من يدعم الجيش بالحضور في عرضه ببنغازي.

 

وكان نائب رئيس المجلس الرئاسي عن إقليم طرابلس عبدالله اللافي استبق العرض العسكري ببيان منفرد أصدره من أنقرة قال فيه “إن المجلس شدد مرارا وتكرارا على تجنب القيام بأي تصرفات أحادية ذات طابع عسكري من أي طرف، ومن بينها المناورات والتحركات الميدانية والتصريحات الصحافية من العسكريين، والاستعراضات العسكرية التي قد تؤدي إلى نشوب الحرب مجددا”. وأكد أن “تصرف أي طرف بشكل أحادي سيعطي المبرر لأطراف أخرى بتصرفات مشابهة، مما قد يؤدي إلى عرقلة العملية السياسية وتهديد الأمن والسلم”، داعيا إلى “التوقف الفوري عن كل ما من شأنه المساس بهذا المسار بعد اتخاذ خطوات أحادية غير محسوبة”.

 

ومن جانبه دعا مجلس الدولة الاستشاري الخاضع لسيطرة قوى الإسلام السياسي المجتمع الدولي للتخلي عن سياسة الكيل بمكيالين ورفع يده تماما عن حفتر، والعمل مع المؤسسات الشرعية والسلطات الرسمية فقط احتراما للسيادة الوطنية الليبية، وفق بيان له وصف فيه عملية الكرامة التي أطلقها حفتر في مايو 2014 لمواجهة الجماعات الإرهابية بأنها “محاولات غير شرعية تسعى للحكم عبر الانقلابات العسكرية مدعومة من قوى إقليمية ودولية”.

 

وزعم المجلس أنه “كلما اقترب الليبيون من تسوية سياسية شاملة يظهر حفتر سلوكا تصعيديا وإشارات وتلويحا بالقوة ولغة السلاح في تحدّ لرغبة الشعب في السلام والاستقرار”، معتبرا ما قام به حفتر “انعكاسا لرغبة محمومة للاستيلاء على السلطة بالقوة، حتى وإن كان الثمن باهظ الفداحة”، وفق تعبير البيان.

 

وفيما قادت جماعة الإخوان وحلفاؤها ووسائل الإعلام المحسوبة على المحور التركي – القطري هجوما عنيفا على العرض العسكري، أكد القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر أن القوات المسلحة نجحت في بناء معسكرات التدريب بكامل لوازمها على أحدث طراز لتخريج جنود جاهزين لحمل السلاح ومقارعة العدو ودحره.

 

أحمد المسماري: العرض لا يراد به تهديد، إنما هو وفاء للشهداء والجرحى

 

وقال إن “تجهيز الجيش بكافة أنواع الذخيرة والأسلحة المتطورة رغم الحظر الجائر على تسليحه كان أشبه ما يكون بالمعجزة”. وأضاف حفتر أن “هذا هو جيشنا رمز كرامتنا وهذه هي المؤسسة التي نبني على قواعدها مؤسسات الدولة المدنية الموحدة ونضمن بها حماية حدودنا وثرواتنا، ونضمن بها وحدة وسلامة أراضينا، ونضمن بها الدفاع عن أمننا وشرفنا وأعراضنا، فاطمئنوا أيها الليبيون ما دام في الجيش قلب ينبض”.

 

واعتبر أن “هذا الاستعراض المهيب لقواتنا المسلحة يبعث السعادة في قلوب الليبيين، ويلقي الرعب والهلع في قلوب أعداء الوطن الساعين إلى عرقلة السلام، وما تم الاتفاق عليه برعاية دولية”، مخاطبا هؤلاء “أصابعنا على الزناد ولن نتردد في خوض المعارك من جديد لفرض السلام بالقوة، إذا ما تمت عرقلته بالتسوية السلمية المتفق عليها (…) وقد أعذر من أنذر”.

 

ونصح حفتر المشككين في قدرات الجيش الوطني الليبي بأن يتذكروا ما وصفها بالملاحم التي توجت بقطع دابر الإرهاب في بنغازي ودرنة والهلال النفطي وأقاصي الجنوب والقضاء على فلول الإرهاب والجماعات الإجرامية، مشيرا إلى أن “قوات الجيش كانت قريبة من تحرير العاصمة طرابلس، لكن العالم هرع لوقف الزحف، مؤكدا أن كل المؤتمرات الدولية التي انعقدت كانت لاعتماد المسار السلمي كبديل لتحرير العاصمة بالقوة”.

 

وأردف أن “الحل السياسي السلمي هو ما أمضينا سنوات عديدة ندعمه وندعو إليه ونطرق كل الأبواب في الداخل والخارج من أجل أن يتحقق حقنا للدماء وحفاظا على ممتلكات الشعب، وحرصا على تماسك النسيج الاجتماعي، قررنا الاستجابة لنداء العالم ومنحه الفرصة الأخيرة لدعم الخيار السلمي وأصدرنا الأوامر العسكرية للانسحاب إلى خط سرت – الجفرة”.

 

ودعا حفتر إلى “حل الجماعات المسلحة في طرابلس وإجراء الانتخابات من الشعب مباشرة دون مماطلة”، مؤكدا أنه “لولا وصول قواتنا إلى مشارف طرابلس وتضحيات ضباط وجنود الجيش لما حصلت التسوية السياسية، ولم تكن (حكومة) الوفاق لتترك الحكم لولا إطباق الخناق عليها في طرابلس”.

 

المنفي غادر إلى تونس في زيارة رسمية فيما اتجه الدبيبة إلى الجزائر تزامنا مع العرض العسكري الذي دعاهما المشير خليفة حفتر لحضوره

ومن جانبه قال المتحدث باسم القيادة العامة للجيش اللواء أحمد المسماري إن “الليبيين والقيادة العامة في حالة حرب لم تنته ومستمرة ضد الإرهاب والجريمة، وهي حرب دولية ضد الإرهاب في عدة دول وليس ليبيا فقط”، مشيرا إلى أن الجيش ما يزال يطارد خلايا نائمة، ولديه تقارير من الأمن الداخلي والاستخبارات العسكرية والعديد من الأجهزة المعنية وكامل الأراضي الليبية تحت أعين القوات المسلحة.

 

وتابع المسماري ردا على منتقدي العرض بالتأكيد على أنه “لا يراد به تهديد أحد وإنما هو استعراض للسلام ووفاء للشهداء والجرحى، وكل من قدم دعما للمشروع الحربي ضد الإرهاب والجريمة”.

وسوم