fbpx
حكومة بغداد تساير طهران في حلمها بربط لسكك الحديد يصل إيران بضفة المتوسط
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

عاد مشروع مدّ خط للسكك الحديدية يصل بين الأراضي الإيرانية والعراقية وصولا إلى الأراضي السورية، إلى الواجهة في ظل اهتمام استثنائي من قبل الجانب الإيراني بالمشروع الذي سيحقّق لإيران، في حال تنفيذه بمختلف مراحله، جملة من الأهداف الاستراتيجية تتجاوز بكثير البعد الاقتصادي المعلن.

 

وكشفت الشركة العامة لسكك الحديد التابعة لوزارة النقل العراقية الأحد عن قرب البدء في تنفيذ الجزء الأول من المشروع، وذلك أياما فقط بعد إعلان الرئيس الإيراني حسن روحاني أنّ الهدف النهائي من مدّ خط حديدي بين بلاده والعراق هو ربط الأراضي الإيرانية بضفّة البحر الموسط عبر سوريا.

 

وبهذا التصوّر يصبح المشروع تجسيدا عمليا لفكرة ربط مناطق النفوذ الإيراني في لبنان وسوريا والعراق وفتح طريق التواصل الحرّ والمباشر مع وكلاء إيران في البلدان الثلاثة وإمداد الميليشيات الناشطة على أراضي تلك البلدان بمختلف أنواع الدعم اللوجيستي من أسلحة وغيرها.

 

وتعود فكرة إنجاز ربط سككي بين إيران والعراق إلى أكثر من عشر سنوات دون الدخول في مناقشة التفاصيل العملية بسبب وجود تحفظات من الجانب العراقي على الجدوى الاقتصادية للمشروع باعتبار أنّ تدفّق السلع والأفراد سيكون تقريبا باتّجاه واحد من إيران صوب العراق الذي لا يكاد يصدّر شيئا يُذكر لجارته الشرقية قياسا بما يستورده منها من كمّيات مهولة من المواد والسلع رخيصة الثمن والمقلّدة، بالإضافة إلى تدفّق الزوار الإيرانيين الشيعة على أراضيه بالملايين كلّ سنة لزيارة الأضرحة والمراقد الشيعية، مشكّلين عبئا أمنيا واقتصاديا على العراق بالنظر إلى انتماء الغالبية العظمى من هؤلاء “السياح” الدينيين إلى طبقات فقيرة ومتقشّفة.

 

حسن روحاني: مشروع سكة الحديد سيحدث تغييرا كبيرا في المنطقة

 

وقال مدير عام الشركة العامة لسكك الحديد طالب جواد الحسيني لوكالة الأنباء العراقية إنّ “الأيام المقبلة ستشهد مناقشة ما ورد بتوقيع مذكرة التفاهم للشروع بتنفيذ العمل بالربط السككي بين الشلامجة والبصرة”.

 

وأضاف أن “الربط له أهمية خاصة بوصفه خطا حيويا استراتيجيا”، معربا عن أمله في أن “يصل الربط إلى مرحلة التنفيذ في الأيام المقبلة، بعد إعلان الحكومة الموافقة عليه”.

 

وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قد أعلن الخميس الماضي أن المفاوضات مع إيران لبناء خط سكك حديد بين البلدين وصلت مراحلها النهائية.

 

وتعليقا على الموضوع ذاته وصف الرئيس الإيراني ربط شبكة السكك الحديدية بين مدينتي “شلمجه” غربي إيران والبصرة جنوبي العراق بالمشروع المهم للغاية وبأنّه سيساهم في تحقيق تغيير كبير في المنطقة باعتبار أنّ الربط سيمتدّ في مراحله القادمة حتى سوريا، ليتيح بذلك ربط إيران بالبحر المتوسط.

 

ويرى عراقيون أنّ المشروع بهذا التصوّر الإيراني يبدو مبالغا في طموحه وقد يكون الدفع به في الوقت الحالي مرتبطا بالانتخابات الرئاسية الإيرانية التي سيواجه خلالها معسكر “الإصلاحيين” الذي ينتمي إليه روحاني منافسة شرسة من معسكر المحافظين الذي يسانده المرشد الأعلى علي خامنئي والحرس الثوري الجهاز الأمني القوي وذي الامتدادات المتشعّبة في مجالي السياسة والاقتصاد.

 

ويدور الحديث إلى حدّ الآن عن اتّفاق عراقي إيراني على إنجاز جزء صغير جدّا من المشروع الضخم، يتمثّل في مدّ سكة حديدية من الشلامجة إلى البصرة لا يتجاوز طولها 32 كيلومترا.

 

ويقفز الحديث عن ربط سككي يصل إلى ضفة المتوسّط على الوضع الأمني المعقّد في كل من العراق وسوريا حيث ستكون حركة القطارات في امتدادات شاسعة أغلبها صحراوية شبه مستحيلة مع وجود خلايا لتنظيم داعش استعصى إلى حدّ الآن القضاء عليها رغم الانتصار العسكري المتحقّق على التنظيم منذ

سنة 2017.

 

وسيواجه المشروع أيضا صعوبات مالية، حيث لا يبدو العراق قادرا في الأمد المنظور على تحمّل التكلفة المادية المرتفعة للجزء الممتد داخل أراضيه، فيما تبدو إمكانية البحث عن ممولين ومستثمرين أجانب في المشروع شبه معدومة نظرا لارتفاع نسبة المخاطرة فيه.

 

تعود فكرة إنجاز ربط سككي بين إيران والعراق إلى أكثر من عشر سنوات دون الدخول في مناقشة التفاصيل العملية بسبب وجود تحفظات من الجانب العراقي على الجدوى الاقتصادية للمشروع

كما يتوقّع أن يلاقي المشروع، في حال توسّعه ليشمل ربطا سككيا بين إيران وسوريا، اعتراضا من قبل الولايات المتّحدة الحليفة الأكبر للحكومة العراقية من زاوية أنّه يسهّل على إيران إيصال الأسلحة للميليشيات التابعة لها في العراق وسوريا ولبنان، وهو ما تعمل القوات الأميركية الموجودة على الأراضي السورية والعراقية منذ سنوات على الحدّ منه عبر فرض رقابة من الجوّ على نقاط الربط بين البلدين وتوجيه ضربات من حين إلى آخر للميليشيات التي تتحرّك في تلك النقاط.

 

وتقول إيران إنها تشكّل مع القوى السياسية والفصائل المسلّحة التابعة لها في عدد من البلدان العربية “محور المقاومة”، بينما يقول خصومها إنّها تستخدم تلك القوى والفصائل لمدّ نفوذها في المنطقة. وسبق لوزير الطرق وبناء المدن الإيراني محمد إسلامي، أن أعلن عن وجود اتّفاق بين بلاده والحكومة السورية بشأن شمول سوريا بمشروع الربط السككي عبر العراق مؤكّدا أنّ المشروع يأتي ضمن تنشيط “التبادل الاقتصادي مع دول محور المقاومة”، متّهما واشنطن وحلفاءها بـ”شن الحروب وإثارة النزاعات في المنطقة وتقويض البنى التحتية في دولها لإثارة الفوضى وعدم الاستقرار”.

أخبار ذات صله