fbpx
مقتل مدني وعسكري باضطرابات جنوب اليمن
شارك الخبر
مقتل مدني وعسكري باضطرابات جنوب اليمن

عقيل الحـلالي (صنعاء) –

قُتل شخصان، أحدهما مدني، في استمرار مسلسل العنف الذي يشهده اليمن منذ أكثر من عامين على خلفية انتفاضة شعبية أطاحت بالرئيس السابق علي عبدالله صالح أواخر فبراير 2012. وقالت مصادر محلية لـ”الاتحاد” إن مدنيا قُتل أمس الأحد باشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين يحاصرون منذ أكثر من عشرة أيام أمام مبنى المجمع الحكومي بمدينة الضالع الجنوبية، والتي تعد معقلا رئيسيا للجماعات المسلحة المطالبة بإنهاء الوحدة اليمنية بين الشمال الجنوب التي تحققت في مايو 1990. وأوضحت أن القتيل، يدعى عبدالله السروري، وأنه أصيب بطلق ناري أثناء وقوفه أمام مطعم في منطقة “سناح”، حيث تدور اشتباكات متقطعة بين الطرفين منذ الأسبوع الماضي.

وفي محافظة حضرموت (جنوب) اغتال مسلحان مجهولان، الليلة قبل الماضية، رجل أمن في بلدة “الشحر”، حسبما ذكرت وزارة الدفاع اليمنية في بيان أمس الأحد. وأشار البيان إلى أن المساعد في إدارة البحث الجنائي في بلدة “الشحر”، عبدالقادر هزاع، قُتل برصاص مسلحين مجهولين كانا على متن دراجة نارية، موضحا أن الهجوم وقع أمام منزل هزاع وسط البلدة الواقعة شرقي مدينة المكلا، عاصمة حضرموت. ولم تذكر وزارة الدفاع في بيانها تفاصيل بشأن هوية المهاجمين، إلا أن الهجوم يحمل بصمات “تنظيم القاعدة في جزيرة العرب” الذي درج منذ سنوات على مهاجمة شخصيات أمنية وعسكرية عبر دراجات نارية.

من جهة ثانية، كشفت صحيفة يمنية أهلية، مقربة من التيار الإسلامي السياسي، أمس الأحد، عن ضغوط تُمارس على الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي، لتعيين نائبين له من الشمال والجنوب مقابل تمديد ولايته التي تنتهي في فبراير المقبل. وقالت صحيفة “مأرب برس”، إن التاجرين والزعيمين القبليين الشمالي حميد الأحمر، والجنوبي أحمد بن فريد الصريمة، عرضا الأسبوع الماضي على هادي تبني مشروع لتمديد ولايته المؤقتة مقابل تعيينهما نائبين له. واُنتخب هادي (جنوبي) بتفويض، أواخر فبراير العام الماضي، بموجب اتفاق مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي الذي منح الرئيس السابق علي عبدالله صالح (شمالي) خروجا لائقا من السلطة بعد أكثر من عام من الاحتجاجات العنيفة المناوئة له.

 وأوضحت الصحيفة أن الأحمر والصريمة يعتزمان تبني مشروع تمديد ولاية هادي في حال وافق الأخير على تعيينهما نائبين له، مشيرة إلى أن الرئيس الانتقالي “قابل الفكرة بنوع من البرود ولم يرد عليها في اللقاء”.

 

ولم ينص اتفاق المبادرة الخليجية – الذي ينظم عملية انتقال السلطة في اليمن منذ المصادقة عليه من قبل حزب الرئيس السابق وتكتل “اللقاء المشترك” أواخر نوفمبر 2011 – على تعيين نائب لرئيس هادي خلال المرحلة الانتقالية.لكن الناشط السياسي والباحث الأكاديمي بجامعة صنعاء، عادل الشجاع، قال لـ (الاتحاد)، إن المبادرة الخليجية “لن تشكل عائقا أمام تعيين نائبين للرئيس في حال صحت الروايات بوجود ضغوط على هادي”، مشيرا إلى أن هناك “تجاوزات” في عملية تنفيذ الاتفاقية.

وينتمي الأحمر، وهو صاحب نفوذ اقتصادي كبير في اليمن، إلى قبيلة “حاشد” ذائعة الصيت في الشمال، فيما ينتمي الصريمة، وهو رجل أعمال بارز ويحمل الجنسية العمانية، إلى قبيلة “العوالق” المشهورة في الجنوب.

وذكر الشجاع أن جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، التي يمثلها سياسياً حزب “الإصلاح”، أبرز مكونات تكتل “اللقاء المشترك”، تطمح منذ تولي هادي مقاليد السلطة إلى تعيين نائبا للرئيس من الجماعة “لاستكمال العملية الانقلابية على السلطة”، حسب تعبيره وفي إشارة إلى انتفاضة عام 2011 التي أجبرت صالح على التنحي العام المنصرم.

وكان الأحمر، وهو قيادي بارز في حزب “الإصلاح”، بذل أموالا بسخاء لدعم الانتفاضة الشبابية ضد صالح، بعد أن نافس الأخير في الانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2006 عندما قدم نفسه نائبا للرئيس في حال فوز المرشح الرئاسي لأحزاب “اللقاء المشترك”، فصيل بن شملان، الذي خسر تلك الانتخابات بعد أن حصد الرئيس السابق أكثر من 77 من المائة من أصوات الناخبين. ويعزو البعض طموح الأحمر للرئاسة إلى محاولة الرئيس السابق توريث منصبه لنجله الأكبر أحمد، الذي كانت تربطه علاقة صداقة قوية بحميد الأحمر، الذي أعلن العام الماضي صراحة نيته الترشح لمنصب الرئيس بعد أن يتولى “جنوبي” هذا المنصب.

ولا يزال صالح رئيسا لحزب “المؤتمر الشعبي العام”، أكبر الأحزاب اليمنية، والذي بدأ، حسب تقارير صحفية، استعدادات مبكرة لخوض السباق الرئاسي المقبل عبر نجل الرئيس السابق الذي أُقيل الأسبوع الماضي من قيادة الجيش وعين سفيرا لليمن في دولة خليجية.

إلا أن مصادر متعددة في قيادة “المؤتمر” نفت لـ”الاتحاد” وجود “أي ترتيبات” في الوقت الراهن لمنح نجل صالح “منصبا رفيعا” داخل حزب “المؤتمر”، الذي يعاني منذ شهور من صراع غير معلن بين رئيسه صالح، ورئيس البلاد هادي، الرجل الثاني في الحزب. وقال علي المقدشي، وهو عضو في اللجنة العامة (المكتب السياسي) للحزب: “المؤتمر حزب ديمقراطي من أسفل قواعده التنظيمية وحتى أعلى هرمه. إذا كان أحمد علي يعتزم الحصول على أي منصب تنظيمي فعليه المنافسة والحصول عليه بجدارة”. واستبعد نبيل باشا، وهو نائب في البرلمان عن حزب المؤتمر”، منح نجل صالح “في الوقت الراهن” أي دور تنظيمي داخل الحزب “لأنه (أحمد) أصبح سفيرا لليمن”، مضيفا: “المؤتمر يرحب بأحمد صالح إذا ترك العمل الدبلوماسي وتفرغ للعمل الحزبي”.

ورجحت مصادر في الدائرة الإعلامية المقربة من نجل الرئيس السابق، تحدثت لـ«الاتحاد»، بأن يعتذر أحمد صالح عن قبول منصبه الدبلوماسي “من أجل أن يتفرغ للعمل السياسي”.

وكان أحمد صالح ألمح في تصريح نسب له غداة إقالته من الجيش، إلى عزمه الدخول إلى حلبة الصراع السياسي في اليمن. وقال مصدر، طلب عن الكشف عن هويته، إن تصريحات نجل صالح الأخيرة “رسالة واضحة”، موضحا في ذات الوقت أن انضمام أحمد صالح إلى حزب “المؤتمر” لن يتم إلا من عبر المؤتمر العام الثامن للحزب، الذي تأجل انعقاده العام الماضي، إلى أجل غير مسمى. وغاب أحمد علي عبدالله صالح، أمس الأول، عن مراسيم تسليم واستلام معسكر 48، مركز قيادة قواته “الحرس الجمهوري” المنحلة أواخر ديسمبر، في مؤشر واضح لعدم رضا نجل الرئيس السابق عن قرارات الرئيس هادي التي أنهت ثلاثة عقود من هيمنة عشيرة آل الأحمر على المؤسسة العسكرية في اليمن.

ونصت القرارات التي أصدرها الرئيس هادي، الأربعاء الماضي، على تخصيص معسكر 48، المتموضع جنوبي العاصمة صنعاء، مقرا لقوات الاحتياط، التي تم تشكليها من ستة ألوية قتالية بقيادة اللواء علي الجائفي، وهو قائد عسكري مرموق في اليمن.

وزار رئيس هيئة أركان الجيش اليمني، اللواء ركن أحمد الأشول، أمس الأحد، مقر قوات الاحتياط، حيث أشاد بـ”الجهود” التي بذلتها قيادة ما كان يُعرف بقوات “الحرس الجمهوري”، مشددا على ضرورة الحفاظ على الجاهزية الفنية والقتالية لهذه القوات “باعتبارها قوات نوعية قادرة على مجابهة الإخطار والمواقف الطارئة”. وذكر الأشول أن قيادة وزارة الدفاع “ستولي قوات الاحتياط جل الرعاية والاهتمام بناءً وتنظيماً وتسليحاً”، داعياً المقاتلين الى بذل الجهود “والتحلي بأعلى درجات اليقظة العالية والحفاظ على الجاهزية القتالية”.

 * الاتحاد

أخبار ذات صله