fbpx
المصريون يستعيدون تقليد مدفع رمضان
شارك الخبر

يافع نيوز – منوعات

يعلن مدفع الإفطار في مصر أنه باق لا يندثر، فرغم توقفه لنحو ثلاثين عاما، عاد ليدوّي من جديد مع كل غروب شمس في شهر رمضان، مستأنفا تقليدا سنويا منذ أطلقت أولى قذائفه من قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة.

 

ويشعر المصريون بالحماسة لإحياء هذا التقليد، لاسيما في مثل هذه الأوقات الصعبة الخاصة بالإجراءات المتبعة بسبب جائحة فايروس كورونا والتي يفتقد فيها كثيرون للأجواء الروحانية لشهر الصيام.

 

وأجرت وزارة السياحة والآثار المصرية الاثنين التجريب الأخير لإطلاق مدفع رمضان كما جرت العادة في السابق، بعد فترة توقف دامت 30 عاما، وذلك من ساحة متحف الشرطة بالقلعة التي يعود تاريخ بنائها إلى القرن الثاني عشر.

 

وأعلنت الوزارة في بيان عبر صفحتها على فيسبوك أن مدفع رمضان سيعود للعمل خلال شهر رمضان الحالي، وذلك لأول مرة منذ عام 1992.

وأوضحت إيمان زيدان مساعدة وزير السياحة والآثار لتطوير المتاحف والمواقع الأثرية وفق بيان الوزارة أن “المدفع سيضرب من جديد لحظة غروب الشمس وعند موعد الإفطار وذلك كل يوم طوال شهر رمضان، بما يضمن الحفاظ على التراث الأثري للقلعة وفي نفس الوقت مواكبة استخدام التكنولوجيا الحديثة وذلك عن طريق إطلاق شعاع ليزر بجوار المدفع ليصل إلى مسافة بعيدة”.

 

ومدفع رمضان هو عبارة عن ماسورة من الصلب ترتكز على قاعدة من حديد بعجلتين كبيرتين من الخشب بإطارات من الحديد، يستخدم للإعلان عن موعد الإفطار وإخبار عموم الصائمين عن فك الصيام، وهو تقليد انتشر في كل الدول العربية، لكن الحياة العصرية تحاول طمس هذه العادة التي درج عليها الصائمون منذ مئات السنين، إذ عوّض المدفع بأذان المساجد والتلفزيون.

 

وعملت الوزارة على ترميم المدفع قبل استخدامه لإعادة إحياء هذه العادة، حتى تحي أصوات طلقاته الأجواء الرمضانية المصرية من جديد.

 

وأشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفي وزيري إلى أن أعمال ترميم المدفع شملت إزالة طبقة الصدأ المكونة على جسم المدفع وتنظيفه من الداخل.

 

ويعود إنتاج المدفع الرمضاني المصري الذي وقع ترميمه إلى عام 1871 م، وكان يقوم بتشغيله اثنان من الجنود أحدهما لوضع البارود في الفوهة والأخر لإطلاق القذيفة.

 

وأضافت زيدان أن أعمال ترميم المدفع جاءت في إطار خطة الوزارة لرفع كفاءة الخدمات السياحية بالمتاحف والمواقع الأثرية ومنها قلعة صلاح الدين الأيوبي.

وتعددت القصص حول حقيقة قصة مدفع رمضان إلا أنها جميعا تؤكد على أنها نشأت في مدينة القاهرة، تحديدا بقلعة صلاح الدين الأيوبي.

 

ولم يعرف تحديدا التاريخ الذي انطلقت فيه أول طلقة معلنة ارتباط عادة إطلاق طلقة من المدفع بإفطار رمضان لتباين الروايات، غير أن هناك ترجيحا لرواية ارتباط مدفع الحاجة فاطمة بالأميرة فاطمة إسماعيل.

 

وتقول الرواية إن بعض الجنود في عهد الخديوي إسماعيل كانوا يقومون بتجربة أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة، وتصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب في أول يوم من رمضان، فظن الناس أن الخديوي اتبع تقليدا جديدا للإعلان عن موعد الإفطار.

 

وصار الناس يتحدثون عن ذلك، وعندما علمت الحاجة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل بما حدث، أعجبتها الفكرة فطلبت من الخديوى إصدار فرمان بأن يجعل من إطلاق المدفع عادة رمضانية جديدة وعرف وقتها باسم مدفع الحاجة فاطمة، وفي ما بعد أضيف إطلاقه في السحور والأعياد الرسمية.

 

أما في رواية أخرى فيقال إن مدفع رمضان يرجع إلى عهد السلطان المملوكي خشقدم حين أراد أن يجرب مدفعا جديدا وصل إليه، وصادف إطلاق المدفع وقت غروب شمس أول يوم من رمضان عام 1467 م، فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم لتشكره على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانا بموعد الإفطار.

 

ويُعتقد أن المدفع تم تغييره أكثر من مرة وانتقل إلى أكثر من مكان، ويعرض حاليا بساحة متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة.

 

وإطلاق مدفع رمضان تقليد راسخ في أذهان المصريين وقلوبهم، رغم توقف إطلاقه لنحو 30 سنة، حيث سمحت مصر العام الماضي لمواطنيها بأن يتجمعوا قبل الإفطار لمشاهدة هذا التقليد التاريخي.

 

لكن نُقل المدفع من قلعة صلاح الدين الأيوبي إلى ميدان النهضة في الجيزة بالقاهرة الكبرى حيث تتجمع أُسر يوميا مع أطفالها لمشاهدة قطعة المدفعية الثقيلة تطلق قذيفة عندما يحين أذان المغرب.

أخبار ذات صله