fbpx
عن مجلس يافع الأهلي

كتب / علي بن شنظور

تابعت منذُ أمس المئات من ردود الافعال في يافع والجنوب بشكل عام بين مرحب بخطوة نجل سلطان يافع بني قاصد الشيخ فضل بن محمدعيدروس العفيفي أشهار مجلس أهلي ليافع غير حزبي ولا سياسي بل مجلس مجتمعي قبلي كما هو شأن أي كيان مجتمعي موجود فيالجنوب.

ولقد لفت نظري حرص البعض على الترحيب بمثل هذه الخطوة مع تأكيدهم أهمية التزام المجلس بثوابت الجنوب وعدم زج نفسه في أي عملينتقص من نضالات الجنوب أو خطاب يعادي قضية الجنوب ومن يمثلونها وكذلك نصح البعض للشيخ وأبن السلطان العفيفي لأهمية حسناختيار من سيتم ترشيحهم في المجلس وإشراك سائر شرائح المجتمع

اليافعي من الشخصيات الواعية والجيدة والمقبولة بين الناس، وأن يكون المجلس عامل مساعد لتحقيق الاستقرار وتنسيق الجهود النافعة لفعلالخير وتعزيز بناء مؤسسات الدولة وعدم السماح للعودة لعصر الصراع القبلي.

تلك ملاحظات نقدية للبناء نرجو أن يأخذها الشيخ فضل بن عيدروس نجل السلطان العفيفي بعين الاعتبار.

أما مايلفت النظر أكثر ولكن بصورة سلبية فهي تلك الهجمة الشرسة والتهم المستعجلة من البعض مع التقدير للجميع ممن اعتبروا أن مجلسيافع مثلما هي محافظة يافع عمل خطير ومؤامرة على الجنوب واستبقوا الحكم على ذلك العمل قبل أن يلد المولود ويعرف الناس عمله فيالواقع.

مع أنه حتى في الجريمة المتهم بريئ حتى تثبت ادانته، لكن مالمسناه من ردود البعض وتشنجهم واحكامهم لم يراعي حتى للمتهم الحقللدفاع عن نفسه لو افترضنا أنه متهم.!

على الرغم من أن خطوة مرجعية قبلية بوزن سلطان سابق ليافع بني قاصد عمل مشروع وليس محرّم وله مايماثله من مجالس !

بل كان اللافت بشكل مؤسف التخوين ونبش القبور والتشكيك حتى بجينات البشر وان كان البعض يطرحون ذلك النقد حرصا منهم على أنيكون نقدهم قوي لمنع ولادة مجلس يافعي ميت وإعطاء من يقومون على مثل ذلك العمل دافع لحسن البناء وليس استهداف شخصي لهموللسلطان للعفيفي.

لكن مثل تلك الاطروحات التي تسيئ لمرجعيات قبلية ليست من الحكمة بل من التطّرف وهي تعيد السلاطين والمشائخ لتذكيرهم بماضيماحدث لهم في ٦٧م

وتخالف ماندعو له في الجنوب منذو ٢٠٠٧م لرد المكانة لهذه الشريحة من السلاطين والمشائخ ودعوتهم ليكونوا جزء حاضرا في المشهدالوطني وقضية الجنوب ومشارك فاعل في البناء

ومن المعيب أن نترك تلك الدعوات خلف ظهورنا ونعيد تكرار الماضي أو الطعن في مواقف البعض لمجرد الخلاف في الرأي ونرمي عليهمماستطعنا من تهم تجعلهم ينفرون كما حدث في ٩٤م حينما رفض الحزب الاشتراكي أي دور لتلك الشريحة حتى اعادهم الرئيس السابقصالح للواجهة بعد حرب ٩٤م.

نأمل ان لايُكرر الخطأ مجددا وان لانستبق في الأحكام على أي عمل قبل أن يلد رسميا.

فالترحيب بالفكرة ووجود مجلس مجتمعي ليافع أو غيرها ليس عمل غريب فقد اُشهرت مجالس مماثلة له ولها حضورها الوطني بل السياسيمثل مجلس أبناء المهرة وسقطرى والمؤتمر الحضرمي الجامع ومرجعية الوادي والصحراء أومجلس قبائل العواذل والمجلس القبلي بأبينومجلس أبناء عدن الخعلى الرغم من ان مجلس يافع كما يؤكدون من تبنوا فكرته ومن أشهره السلطان العغيفي بأنه كيان غير سياسي أوحزبي ومع ذلك لم تنال الكيانات التي اؤسست قبله في الجنوب من التشكيك كما ناله هذا المجلس الذي لم يولد بعد ومن النقد الجارح

وليس النقد البناء المُفترض طرحه بعقلية منفتحة تحدد السلبيات والنواقص للمجلس وتضع المحاذير وتطرح الحلول والنصائح بعيدا عن ثقافةالهدم التي جعلتنا ندخل في صراعات بينية منذُ ٦٧م

بسبب شطحات البعض وعدم أدراكهم بخطورة

زيادة خصوم الجنوب وأن هناك فرق بين النقد المشروع والتجريح السلبي وبين العمل الحزبي والسياسي والعمل المجتمعي القبلي المشروعفي مجتمع تحيط به مجتمعات تعتز بتاريخ أجدادها وثقافتهم ولنا في الخليج العربي خير مثال وكيف حققوا الجمع بين دور الدولة والقبيلةالمتحضرة.

والله من وراء القصد

محبكم

علي بن شنظور أبو خالد

١٠ ابريل ٢٠٢١م