fbpx
مناقشة مع الأستاذ المناضل محمد عبد الله الفسيل

كتب – د. عيدروس نصر.
لا يمكن لأي امرءٍ ينشغل في عوالم السياسة وتفاعلاتها وتعقيداتها أن يمر مرور الكرام على رسالة يتقدم بها شخص بمقام ومكانة ودور المناضل السبتمبري العتيد والسياسي والمفكر اليمني المعروف الأستاذ محمد عبد الله الفسيل أطال الله في عمره إلى رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الأخ اللواء عيدروس الزبيدي بمقامه ومكانته ومسؤوليته التي يتحملها أمام الشعب الجنوبي،  دون أن يتفاعل مع ما في الرسالة من أفكار وما تضمنته من آراء جادة وعميقة تستحق التوقف بعناية واهتمام.
وفي هذه المناقشة العاجلة فإن كاتب هذه السطور يعبر عن رأيه الشخصي، فقط، وليس عن موقف مكون أي حزب سياسي يمكن أن يحسب عليه، ولأن المقام لا يتسع للحديث عن الرجل صاحب الرسالة، وأدواره الوطنية وثقافته السياسية ومساهماته في صناعة الأحداث التاريخية المعاصرة فإنني سأكتفي بالتوقف عند بعض ما ورد في رسالته هذه.
وفي هذا الإطار يمكن الحديث عن العديد من الأمور من أهمها:
1. هناك حقائق لا خلاف عليها مما تعرض له الأستاذ الفسيل منها ما يتصل بوضع القوات ألأمنية الجنوبية وعلاقتها بوزارة الدفاع والداخلية الشرعية وما تقدم به من أفكار في هذه القضية تستحق الاحترام ، أو ما يتصل بالتاريخ الحديث وقصة النضال الوطني والتضامن بين حركتي التحرر في الشمال والجنوب وما تبناه الشعبان من مواقف مشتركة تجاه العديد من القضايا الوطنية والإقليمية، بما في  ذلك ما يتعلق بوحدة اليمن وما رافقها من اختلافات وتباينات، ونقده لشكل النظامين الذين وقعا على إعلان 22 مايو 1990، ورأيه في حق الجنوب في تقرير مصيره واستعادة دولته وحق الشماليين في استعادة دولتهم، وهنا لا خلاف جوهري حول أصول هذه القضايا وإن وجدت تباينات واختلافات في التفاصيل والخطوات وأولويات كل من الشعبين، فإن كل هذا يمثل أموراً يمكن بحثها في سياق الحوار الثنائي الجنوبي ـ الشمالي، ويمكن الوصول إلى توافقات مع من سيمثل الشمال بشأن تفاصيل الوصول إلى هذه الغاية، وكلما يتمناه المرء هنا هو أن يفهم الأشقاء من رواد النخبة السياسية الشمالية مثل هذه الأفكار ويقتنعوا بما فيها من مضامين،  بدلا من الإصرار على أنه لا يوجد شيء اسمه جنوب ولا يوجد شعب جنوبي، وفي هذا الإطار يمكن تسجيل الشكر والتقدير للأستاذ الفسيل على موضوعيته وعقلانيته في ما عبر عنه في هذه الجزئية وما اتسم به من بصيرة ومسؤولية قلما تمتع بها من يتحملون المسؤوليات القيادية في الكثير من القوى السياسية اليمنية في الحكم أو خارجه، أو على هامشه.
2. كرر الأستاذ الفسيل مرارا ما أسماه بانقلاب المجلس الانتقالي على الشرعية، وهي مقولة يرددها إعلام الإخوة في التجمع اليمني للإصلاح ومعهم بعض  القنوات العربية والإسلامية المسيرة والممولة من قبل التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وهنا نذكر الأستاذ الفاضل أن الشعب الجنوبي وقف وحده وحيداً بجانب الرئيس الشرعي حينما هرب من صنعاء بعد أن تخلى عنه كل رموز النخبة السياسية الشمالية، مع استثناء قلة قليلة من الأفراد لم تكن قادرة على فعل شيء، وحينما حرر الجنوبيون أرضهم من الغزو الثاني الانقلابي، سلموا للرئيس وشرعيته أرضاً مساحتها 375 ألف كيلومتر مربع، ونصرا مجانيا ليقود البلاد من داخل العاصمة عدن حتى يستعيد العاصمة صنعاء من يد الانقلابيين الحقيقيين، فماذا كانت المكافأة؟
لقد كافأت الشرعية الجنوبيين الذين أهدوها نصراً مجانياً، بأن فرضت عليهم عقاباً جماعياً من خلال حرب الخدمات وقطع المرتبات ونهب الموارد، وتدمير البنية التحتية، وفضل الشرعيون التفرج على الشعب الجنوبي من شرفات فنادقهم في عواصم الدول الشقيقة وهو يموت موتاً بطيئا، كما تم إقصاء كل الرموز الجنوبية التي صنعت انتصار 17/ يوليو / 2015م ومن بقي منهم استشهد في جبهات الساحل الغربي، أو في عمليات إرهابية ما يزال منفذوها مجهولين حتى اللحظة.
أما قيام المجلس الانتقالي فقد جاء تعبيرا عن قضية ثرثر حولها الشرعيون وغير الشرعيين، على مدى أحد عشر شهرا في مؤتمر موفمبيك، لكنهم تنكروا لها في نهاية المطاف، وتصدقوا على الشعب المعني بها بالحل الذي يحفظ لهم هيمنتهم على الجنوب، دون استشارة هذا الشعب وقواه السياسية الحية.
وعلى العموم فقد عبر المجلس الانتقالي وقيادته مرارا عن احتفاظه بعلاقة الود والاحترام والشراكة مع الرئيس الشرعي لليمن المشير عبد ربه منصور هادي، وهنا تتجلى أكذوبة الانقلاب المفبركة من قبل إعلام التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وأقول للأستاذ الكريم المناضل الفسيل أن الجنوبيين يتطلعون إلى التنفيذ الكلي لبنود اتفاق الرياض وعودة الرئيس الشرعي إلى العاصمة عدن كما فعل بعيد انتصار 17 يوليو 2015م حينما تم تحرير عدن ومحافظات الجنوب من الغزو الحوثي الانقلابي، لكن مفهوم الانقلاب يفتعله الراغبون في الاسترخاء الأبدي في أفضل القصور والفنادق والعيش على الاستضافة المجانية طويلة المدى اتكاءً على كرم الأشقاء وحسن ضيافتهم، ولو كان الجنوبيون يرغبون في تنفيذ ما يسميه الأدعياء “انقلابا” لاكتفوا بالسيطرة على الأرض ومنعوا من يشاؤون من العودة إلى عدن منذ العام 2015م مباشرةً.
3. أشار الأستاذ الفسيل إلى ما أسماه بملاحظته بأن تيار الإعلام الموالي للمجلس الانتقالي قائم على الحشد المناطقي للجنوب ضد الشمال والشماليين سواء من خلال الشعارات أو الممارسات ضد الشمالين في عدن وفي الجنوب
وهذا الأمر يستدعي الوقوف عند عدة جزئيات:
أ‌. الأولى إن الأستاذ الكريم يتحدث عن الإعلام الموالي للانتقالي ولم يحدد ما هو هذا الإعلام، ولكم تمنيت أن يزود القارئ الكريم بنموذج من هذا الإعلام (الموالي للانتقالي) مثل إذاعة “هنا عدن”، أو “قناة عدن المستقلة”، أو الصحف الناطقة باسم الانتقالي وهي قليلة العدد أو حتى تصريح لمسؤول في الانتقالي أو أحد أعضاء هيئاته، وكل هؤلاء لم يصدر عنهم ما يدل على ما أورده الأستاذ الفاضل، لكن من الواضح أن الأستاذ صاحب التجربة التاريخية وقع في الفخ الذي وقع فيه الكثير من المثقفين الشماليين المحترمين حينما صدقوا ما تقوله قناتا الجزيرة والمسيرة وبناتهما، ولا أتحدث عن المحرضين وزارعي الفتنة ومروجي الضغائن، أقصد أن أستاذنا الكريم اعتمد على عينات مما يكتبه معلقو ونشطاء شبكات التواصل الاجتماعي، وما يصاحبها من تشدد وتطرف هو مرفوض من قبل صانعي سياسات المجلس الانتقالي ولا يعبر عن موقف المجلس بأي شكل من الأشكال، وقد سمعنا أحاديث كثيرة لرئيس المجلس الانتقالي ونائبه وقيادات في المجلس الانتقالي تتحدث باحترام وتقدير تجاه الشعب الشمالي والمواطنين الشماليين، وشخصيا لا أشك بأن الكثير من المخبرين والمكلفين من أجهزة متخصصة هم من يتبنون تلك الدعوات البغيضة والمسيئة للمجلس الانتقالي وللقضية التي يتبناها قبل أن تسيء إلى إخوتنا المواطنين الشماليين وللشعب الشمالي الشقيق، أما القول أن هناك أفعال تمت هنا أو هناك في عدن والجنوب ضد شماليين فغالبية هذه الأفعال أتت إما في إطار الحملات الأمنية التي تشمل أفراد وجماعات من الشمال والجنوب على السواء بسبب الاشتباه أو عدم حمل الهوية الشخصية أو مخالفة الإجراءات في ظروف أقل ما يمكن وصفها به أنها مضطربة ومنفلتة أمنيا، أو إنها ارتُكِبَت من قبل أفراد لا علاقة لهم بالمجلس الانتقالي، ومع ذلك فإن هذا لا يعفي المجلس الانتقالي الجنوبي وأجهزته الإعلامية من تسليط المزيد من الأضواء على هذه القضية وتوضيح الموقف الحقيقي للمجلس منها، ولا يفوتني أن أسجل الشكر الجزيل للأستاذ الفسيل أنه ينبه إلى هذه القضية لما لها من عواقب لا يمكن أن تخدم عدالة القضية الجنوبية والمشروع النبيل للمجلس الانتقالي الجنوبي.
ب‌. لكن القضية الأهم هي ما لم يقله الأستاذ الفاضل عن سياسة الكراهية والتحشيد والظلم والإقصاء والتمييز والتهميش والقمع والتنكيل ضد الجنوب وكل ما هو جنوبي والذي عانى منها الجنوبيون على مدى ربع قرن منذ 7/7/1994م والذي تصاعد حتى وصل حد القتل بالرصاص الحي لمواطنين خرجوا سلمياً للتظاهر ضد السياسات الجائرة بحقهم وحق بلدهم وشعبهم، ناهيك عما أنتجه نهج الحرب من اجتياح واستباحة ونهب وسلب وكل السياسات الممنهجة ضد الجنوب وتاريخه وهويته، وأنا هنا أربأ بالأستاذ الكريم أن يكون قد قفز على هذه القضية متعمدا، لكنني أشير إلى أن كل الأخطاء التي أشار إليها في حديث عن التحشيد المناطقي (وهي غير دقيقة) إن ظهر منها شيء (وهو مرفوض) فليس سوى ردود أفعال فردية يائسة ومحبطة وفي الاتجاه الخطأ, نتيجة لتلك السياسات الظالمة التي عانى منها الجنوبيون الأمرين على مدى ربع قرن ونيف، وهي في كل الأحوال لا تساوي قطرة في بحر جرائم النظام في حق الجنوب والجنوبيين، ولدي يقين أن الأستاذ الكريم يشاطر كل من يدينون تلك الجرائم ولا يقبلون التماهي معها.
4. هناك نقطة تتعلق بما أسماه الأستاذ الفسيل بحدود اليمن الطبيعية، وهنا يقول الأستاذ الفسيل مخاطبا اللواء عيدروس الزبيدي  “أرجو أن تسمح لي أن أذكرك بأن اليمن هذا كان معروفاً على امتداد التاريخ القديم خلال حضاراته المتعاقبة باسم اليمن” إلى إن يقول ” برغم ما كان يطرأ من استحداث حدود سياسية بين فترة وأخرى إلا أن جميعها لم تلغِ الحدود الطبيعية لليمن”.
في هذه النقطة يمكن تناول الكثير من القضايا، لكنني رغبة في عدم الإطالة وتجنباً للتوسع وتحاشيا لفتح الأبواب لمزيد من المتاهات أشير إلى مجموعة من الحقائق التي تناولتها في كتابي المزمع طبعه قريبا بعنوان “القضية الجنوبية وإشكالية الهوية” ومنها:
أ‌. إن “اليمن” المتعارف عليه في كل التاريخ القديم والوسيط والحديث والمعاصر، لم يكن قط اسماً لدولة، فلم تكن هناك دولة اسمها”المملكة السبأية اليمنية”، أو “الدولة الحمير اليمنية” ولا مملكة معين ولا دول قتبان وأوسان وحضرموت اليمنية، بما فيها كندة التي تعرض لها الأستاذ القدير في حديثه، ومثلها الدول والدويلات والإمارات التي نشأت بعد الإسلام منفصلة أو في إطار دولتي الأمويين والعباسيين، جميعها لم تلحق باسمها صفة اليمنية وإنما سجلها المؤرخون باعتبار النطاق الجغرافي الذي قامت فيه، ذلك إن “اليمنية” هي صفة جغرافية وليست سياسية، واليمن كان اسم لقطاع جغرافي لم يعبر قط عن دولة ولو تصادف أن دولةً أو حضارةً شملت كل هذا القطاع الجغرافي، فهي لم تضف مفردة اليمنية إلى اسمها، وقد كانت تعني على الدوام “الجنوب”، أي ما يقع جنوب الكعبة من البلدان والأراضي، تماما مثل مفردة الشام التي كانت تعني الشمال، وتلك قضية يطول الحديث فيها لكنها تختصر التعبير عن المناطق التي تقع شمال وجنوب الكعبة منذ بدء تدوين المؤرخين لأحداث ما بعد رسالة النبي إبراهيم عليه السلام واتخاذه لموقع الكعبة المشرفة، بوضعها في ذلك الزمن.
ب‌. هناك قضية معاصرة، وهي تسمية الدولة اليمنية والتي لم تدخل قاموس السياسة إلا في عهد الإمام يحيى، حينما غير اسم مملكته من المملكة المتوكلية الهاشمية إلى المملكة المتوكلية اليمنية، لأمر يتعلق بساساته وأطماعه ونواياه التوسعية في حينها، ولسنا ملزمين لا في الشمال ولا في الجنوب بالتقيد بما وضعه الإمام يحيى حميد الدين وورثته، ومن أراد أن يعلن تبنيه لمشروع الإمام يحيى فليقلها صراحةً بدلاً من التخفي وراء الشعارات “الوحدوية” و”الوطنية” و”العروبية” التي لا يملك دعاتها من المؤهلات ما يجعلهم محل تصديق وثقة ولو من أقرب أقربائهم.
ت‌. وقضية أخرى لا يمكن عدم التعرض لها وتتعلق بما قام به ثوار سبتمبر العظيم ومنهم أستاذنا الفاضل الفسيل، فعندما أعلنوا ثورتهم واختاروا نظامهم الجمهوري لم يسموا الجمهورية حينها بـ”الجمهورية اليمنية الشمالية” أو “جمهورية اليمن الشمالية”، بل أسموها “الجمهورية العربية اليمنية”، ما يعني أنهم كانوا مقتنعين بأن اليمن، كمفهومٍ سياسي هي مساحة الجمهورية العربية اليمنية فقط، وهذا يأتي ضمن ما أشار إليه أستاذنا الكريم من متغيرات تاريخية في حدود  اليمن الطبيعية، وباختصار شديد أن الكثير من المثقفين اليمنيين  يخلطون بين أمرين مختلفين فيما يخص اليمن هما: اليمن كنطاق جغرافي طبيعي يمتد من الركن اليماني للكعبة المشرفة حتى بحر العرب ومضيق هرمز وهو لم يكن قط اسم لدولة أو كيان سياسي، وبين الجمهورية العربية اليمنية التي أعلنها ثوار سبتمبر صبيحة السادس والعشرين منه عام 1962م، ويريد البعض من كل سكان هذا النطاق الجغرافي أن ينصاعوا لمن يحكم صنعاء، وأنا هنا أستثني من هؤلاء استاذنا المناضل الكبير محمد عبد الله الفسيل لأنني أدرك أنه بكل تاريخه النضالي الطويل وخبرته وثقافته الوطنية التحررية، وبعد كل ما تعرض له في ما يخص العلاقة بين الشعبين والبلدين في الجنوب والشمال، لا يمكن أن يكون فرداً من أفراد هذا الفريق
ث‌. وحول حديث الأستاذ الفسيل عن تسمية ” الجنوب العربي” أشير إلى أن المجلس الانتقالي قد حسم موقفه من هذه القضية من خلال وثيقة المبادئ الأساسية لدولة الجنوب الفيدرالية، التي تشير في إحدى فقراتها إلى ما يلي:” يقرر الشعب الجنوبي اسم دولة الجنوب الفيدرالية من خلال استنفتاء شعبي عام يشارك فيه كل أبناء الشعب”، أما ما ينشره بعض الكتاب والناشطين المستقلين أو غيرهم فهو لا يعبر إلا عن مواقفهم الشخصية التي لا يحجرها عليهم أحد.
وقبل الاختتام يمكنني أن أعيد ما قلته مرارا وتعرض له الأخ رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي، وكثير من قادة المجلس، وهو إن الشعبين في الشمال والجنوب ليسا مجبرين على البقاء أمام الخيارين القصويين: إما البقاء في حالة عداء وحرب وضغينة وتنافر أبدي، أو في حالة وحدة إجبارية قائمة على ثنائيات المنتصر والمهزوم، والغالب والمغلوب والسالب والمسلوب، والفرع والأصل، وغيرها من الثنائيات المقيتة، بل إن دولتين شقيقتين متجاورتين ومتعايشتبن ومتكاملتين خيرٌ بألف مرة من دولة اندماجية تقوم على الكراهية والإكراه، والحقد ونزعة الانتقام، وبقية عوامل الفشل التي تضمنتها اندماجية العام 1990م ومن لم يتعظ من دروس هذه الفترة العصيبة والطولية، فما عليه سوى مراجعة قواه العقلية والنفسية.
ويهمني أن أعبر عن صادق التمنيات للشعب الشقيق في الشمال أن يخرج من حالة الحروب الأبدية التي يتسبب بها القادة الفاشلون والتي حرمت ملايين اليمنيين من الاستقرار والنهوض والتنمية وتأسيس مداميك العدالة ودولة المواطنة، بعد أن انصرف قادة البلد إلى اللهث وراء الأطماع المطامع، وسياسات النهب والإثراء الشخصي والعائلي وحولوا الشعب كله إلى وقود لحروبهم التوسعية وحماقاتهم السياسية الخائبة، وشعوري هذا وتمنياتي هذه يشاركني فيها آلاف المثقفين والناشطين السياسيين الجنوبيين، ومعهم ملايين المواطنين العاديين الذين لا ينشغلون بمتاهات السياسة وتعقيداتها.
وهناك قضايا كثيرة يمكن التوقف عندها في ما تناوله الأستاذ الكريم محمد الفسيل في رسالته، لكنني أكتفي بهذا، متمنيا للمناضل الفسيل عمراً مديداً مفعماً بالصحة والسعادة والسلامة والتوفيق.