fbpx
(( كلٌ الحَرب جَنُوباً ! ))
شارك الخبر

بقلم – علي ثابت القضيبي.
  * سِتٌ سنواتٍ مُذ تَدخّل الإقليم هُنا ، والهدف المُعلن هو صدٌ العدوان الحوثي ، لكنّ اليوم يَبدو المشهد كمسرحيّةٍ ساذجة المُعطيات والإخراج ، فلا الحربُ تَأزّرت بالجديّة في خَوضها مع الحوثيٌ ، تَحديداً من جيشِ الشّرعيّة ، ولا التّحالف يَتعاطى اليوم مع الحوثي في كل جبهاتهِ شمالاً إلا فيما نَدر ، كما ولا حضُور جِدّي لهُ مع وحداتهِ التي تُقاتلنا في جَبهة الضّالع بضراوةٍ ، وأحياناً في كَرش !
  * المشهد بشكلٍ عامٍ مثير لِلتندر ، وفَرِيّة الحرب تَعَرّت لِتكشف عن وجهٍ قبيحٍ مُشَوّه ، وستٌ سنواتٍ وجيشُ الشّرعيّة لم يُحقّق نصراً في سنتيمترٍ واحد على الأرض ! بل هو يَستسلم ويُسلّم عِتاده للحُوثي ، ودَعمُ التّحالف ما انفَكّ مُنهمراً ، حتّى لِمرتّباتِ جُنوده في المنَازل والجُنود الوهميين ، فخزينةُ التّحالف تَصبٌ مِدرارة الى جيوب قادتهم !
  * ياهؤلاءِ ماذا يَجري ؟ وبأي وَجهٍ تقابلونَ العالم بمجرياتِ المسرَحيّة الهزَليّة لهذهِ الحرب ؟ ثُم إنّ أكبر مساحة في البلاد – جنوبنا – تَحرّرت في بَحرِ شهرين ونصف وحسب ، فكيف تفسرون لنا ولِلعالم دَلالات هذا ؟ وكَيف سيتعاطَى العالم مع عبثيّة سِتٌ سنوات من حربكم بدونِ منتصرٍ فيها ولامَهزوم ؟!
  * جَنوبنا منذو تحريره في العام الأول لِلحرب ، وطَبعاً أثخنتهُ الحرب بالويلاتِ والتّدمير ، وتَعاقبت على البِلاد حكومات وحكومات ، لكِن لم يَجرِ إعمار مادمّرتهُ الحرب فيه ، بل هُو أُنهِكَ تَماماً ، وتَفاقَمت ويلاتُ التّدمير في رُبوعهِ بِأكثرَ ممّا خَلّفتهُ الحرب ! حتّى مُرتكزاته الإقتصادية الرّئيسيّة طَالها التّدمير من فاعلين في السلطة ، وكلٌ الخَدمات فيهِ مُنهارة تماماً ، ويَبدو هذا المَسلك مُتعمّداً ، سواءً من السلطة ، أو من قِبَل التّحالف المُكَلّف بالبلاد عُموماً بِحسب القرارات الدوليّة ، وهذا شيئ مُشين ومُخزٍ بحقّكم جميعاً .
  * فوق كلٌ ذلك ، جَيشُ الشّرعيّة بَدلاً من قتالهِ للحوثيٍ لإستعادة دولته ، فهو يَتخندقُ اليوم جنوباً ، ويَخُوضُ قتاله ضدنا في أرضنا المُحرّرة ! وهذه فزٌورة ، أمّا المُثير هو قيام التّحالف بدورِ فضّ النزاع ( مُفارع ) ، فماذا يَجري بالضّبط ؟!
  * المؤسف ايضاً ، هو تَعاطي السلطة الشّرعيّة بِعدائيّةٍ مَكشوفةٍ مع كل ما يَخصٌ جَنوبنا المُحَرّر ، وهي لا هَمّ لها من هذا الجنوب إلا خَيراته التي تَصبٌ في جيوبها ونافذيها حَصراً ، فلم تَعد تهمها صنعاء ، ولادولتها التي إلتهمها الحوثيٌ ، بل ولديها جيشٌ جرّار يَربضُ في تُخُومِ نفطنا ، وهو لم يَتحرّك مُطلقاً نحو الحوثي لإجتثاثه ، والطريفُ أنّه غالباً مايرسل من وحداتهِ لإسناد المُرتزقة والإرهابيين ومُقاتلين يتَلفّعون برداءِ الشرعيّة في جبهة شُقره ! إذاً كيف نفهم الحرب التي تَدورُ هنا ؟!
  * اليوم نسمعُ عن تفاقم التّحشيدُ نحو جنوبنا ، وهذا يَتصدّرهُ الإخوان المتأسلمين ، ويَحدثُ هذا في ثوبِ الشّرعية التي من المفترض أنّنا توافقنا وإيّاها في الرّياض ، لكن لاقتال هناك ضد الحوثي ! هذا يعني أنّ ثَمّة توافق إخوانيٌ / حوثيٌ ضدّ جنوبنا ، وعلى شعبنا الجنوبي أن يَعي هذا جيداً – خصوصاً المُغرّر بهم – ولاتشوشُ عليه ٱدّعاءات أنّ العدوان هذه الكرّة بثوب الشّرعية حقاً ، كما على دُول التّحالف ( السعودية ) أن تَتحمّل مسؤولياتها الأخلاقيّة بصدد مايجري في جُغرافيتنا ، ولأنّ كل شيئٍ أصبحَ اليوم مفضوحاً وعارٍ تماماً ، أليس كذلك ؟!
    ✍ علي ثابت القضيبي .
   الخيسه / البريقه / عدن .
أخبار ذات صله