fbpx
تشظي العلاقات وجفاف المشاعر
شارك الخبر

كتبه / أ – عبد الحكيم الفحة

على الرغم من التطورات المتسارعة في تقنية المعلومات وسهولة التواصل الاجتماعي إلا أن حميمية العلاقات وأواصر القربى ووشائج الاخاء في تراجع مستمر على الأقل على مستوى التجمعات المحلية.

قبل حوالي ثلاثة عقود من الزمن كانت وسائل التواصل محدودة وكانت المكالمة غير متاحة إلا في حدود بسيطة مع ذلك فقد كانت العلاقات الإجتماعية عامرة بالألفة والتفاهم والانسجام وكانت الحياة مفعمة بالحب والصفاء والنقاء.

فهل أثرت وسائل التواصل على حميمية العلاقات ؟ وهل أسهمت في تشظي العلاقات وجفاف المشاعر والعواطف ؟

من المعروف أن الصدق هو أساس بناء العلاقات الإجتماعية وعامل رئيسي من عوامل تعزيز أواصر الحب والصداقة والإخاء ، وفي المقولة اليافعية (قال: ويش خلاكم أصحاب؟ قال: الصدق) وللأسف باتت كثيرا من العلاقات المرتكزة على وسائل التواصل الإجتماعي تفتقر في الغالب إلى الكثير من الصدق وتقوم على كثير من التكلف والتصنع

كما أن إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي لمناقشة قضايا محل خلاف على نطاق واسع بهدف إيجاد حلول ، قلما يتمخض عن نتائج إيجابية حيث أثبتت التجارب ليس عدم جدوى ذلك فحسب بل تسببه في تفاقم المشكلة وتأجيج الفرقة والإختلاف وتقويض أواصر الحب والوئام والإحترام

 

مع ذلك فما زال الإعتقاد السائد أن السبب الرئيسي لإستشراء حالة التشظي في العلاقات وحالة جفاف المشاعر يكمن في سوء إستخدام تلك الوسائل حيث برز في السنوات الأخيرة نشاطا محموما لجماعات مؤدلجة وعلى رأسها جماعة الإخوان حيث عمدت إلى الإستغلال السياسي لتلك الوسائل فسخرت الأموال الطائلة لإطلاق القنوات والمواقع وتجنيد الجيوش الإلكترونية لنشر الشائعات والأكاذيب والأراجيف والإيحاء إلى قواعدها بالتعميم لنشر أسباب الفرقة وزرع بذور الإنقسام والشتات المجتمعي في مسعى للتشويه والنيل من الخصوم السياسيين والظهور من أوساط الركام بمظهر المصلح والمنقذ والمخلص ، بدى ذلك جليا منذو إنطلاقة ما عرف بثورة الربيع العربي وإلى يومنا هذا وما زالت فلول تلك الجماعات ماضية في هذا النهج الشيطاني

 

أخبار ذات صله