fbpx
ملف المصالحة الفلسطينية بيد مصر أم تسحبه قطر
شارك الخبر

 

 

يافع نيوز – العرب

تختبر مصر النوايا القطرية في ما يتعلق بالتنظيمات المرتبطة بالإخوان، بعد توقيع بيان المصالحة الخليجية في قمة العلا بالسعودية.

وذكرت مصادر دبلوماسية مصرية لـ”العرب” أن القاهرة تراقب بعناية الدور القطري في استثمار التقارب بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين، حيث تؤكد مصر أن القاهرة -وليست الدوحة- مركز الثقل الإقليمي في القضية الفلسطينية.

وجاء استقبال أميرِ قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، رئيسَ المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الأحد، مختلفا في دلالته السياسية بعد المصالحة الخليجية التي فرضت التزامات غير معلنة على بلاده، أهمها التوقف عن دعم جماعة الإخوان التي تعد حماس جزءا منها.

 

محمد مشارقة: هناك تغيير قادم في الدور الوظيفي لقطر  في العديد من الملفات

وتعد زيارة هنية للدوحة الأولى منذ أن طلب منه وديا مغادرة الأراضي القطرية قبل حوالي عام، بعدها بدأ يتنقل بين تركيا ولبنان وغزة دون البقاء في قطر التي تعتبر شريكا معلنا لحركته، وتستضيف عددا من قياداتها.

وتعبر المصادر الدبلوماسية المصرية عن خشيتها أن تعمل الدوحة على استثمار ملف المصالحة الفلسطينية وسحبه من القاهرة، وخصوصا أن حركتي فتح وحماس لا تترددان في إشراك قطر.

وترفع المصالحة الخليجية حرجا ظل يلازم الرئيس محمود عباس (أبومازن)، باعتباره وثيق الصلة بمصر، وفي الوقت نفسه لم يبخل بالانفتاح على قطر، التي كانت تمثل خصما سياسيا لدول الخليج ومصر. ولا أحد يلوم السلطة الفلسطينية وحماس -التي تعتبر قطر مرجعيتها- إذا طالبتا بإشراك الدوحة في أي وساطة قادمة.

وتدرك القاهرة أن العلاقة بين الدوحة وجميع فروع الإخوان في المنطقة لن تتبدل بسهولة، لكنها تريد الاستفادة من نتائج قمة العُلا، لمعرفة إلى أين تتجه قطر في هذا الملف الذي يمثل أهمية حيوية لمصر، وسيكون اختبارا حقيقيا لمدى التزام قطر.

ويعد استقبالُ أميرِ قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، رئيسَ المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في الدوحة، الأحد إشارة معلنة على سخونة العلاقة. وذكر محمد مشارقة، مدير مركز تقدم للسياسات في لندن، أن هنية حاول خلال استقباله من قبل الشيخ تميم، معرفة الدور القطري المرتقب في مستقبل حماس خصوصا بعد المصالحة الخليجية.

وأشار مشارقة في تصريح لـ”العرب” إلى أن ثمة تغييرا قادما في الدور الوظيفي لقطر في العديد من الملفات، وحصرها في العلاقة مع القوى الإسلامية، الأمر الذي يضع الحركة في إشكالية جديدة، فهي من جهة فرع من الحركة الدولية للإخوان المسلمين التي تعيش مرحلة أفول غير مسبوق، لكنها من جهة أخرى ترغب في الدخول في النظام السياسي الفلسطيني، حماية لوجودها.

وإذا صحت التقديرات التي أشارت إليها ورقة السياسات المقدمة للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن ووزير الخارجية توني بلينكين، فإن مصر والأردن سيوكل إليهما دور حاسم وأساسي في المقاربة الجديدة لإدارة بايدن تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وسيتم تحييد بقية الأطراف العربية والإقليمية. وهذا يعني -وفق مشارقة- أن حدود مناورة القطريين في الموضوع الفلسطيني ستضيق كثيرا.

إلا أن المصادر الدبلوماسية المصرية عبرت عن توقعها بأن قطر لن تفرط في ورقة حماس، وكل ما ستقوم به وضعها على الرف مؤقتا، الأمر الذي تتفهمه قيادات الحركة التي اندفعت للترحيب بالمصالحة الخليجية، والتجاوب مع الاستحقاق الانتخابي الفلسطيني، وعدم التهرب من استئناف الحوار الوطني في القاهرة.

 

فايز أبوعطية: أبومازن وجد أن أقصر الطرق لتحقيق المصالحة هو إجراء الانتخابات

وتستعد الفصائل الفلسطينية لاستئناف حوارات المصالحة الوطنية بالقاهرة الأيام المقبلة، وبلورة إطار جماعي يؤيد إجراء الانتخابات التي توافقت عليها حركتا فتح وحماس، وتشكيل شبكة أمان سياسية للسلطة الوطنية تحت قيادة الرئيس أبومازن عندما يحين وقت استئناف المفاوضات مع إسرائيل، برعاية إقليمية ودولية.

وتستضيف مصر، الاثنين، اجتماعا رباعيا، يضمها هي والأردن وألمانيا وفرنسا، لتحريك عملية السلام، والخروج من الجمود الذي اعتراها على مدار السنوات الماضية. وتجد في التوافق على إجراء الانتخابات بيئة جيدة لإقناع المجتمع الدولي بوجود تغير حقيقي في المشهد الفلسطيني، وتجذب قواه إلى ملعب المفاوضات المفضل للقاهرة.

أخبار ذات صله