fbpx
ثغرات أمنية واختراق محتمل.. هل اكتشف أعداء إيران نقطة ضعفها؟
شارك الخبر

يافع نيوز – رويترز

كشف مقتل أكبر عالم نووي إيراني، النقاب عن ثغرات أمنية تشير إلى احتمال اختراق قوات الأمن، وأن الجمهورية الإسلامية معرضة لمزيد من الهجمات.

 

وجاء مقتل العالم النووي محسن فخري زاده يوم الجمعة بعد سقطتين أمنيتين أخريين: سرقة الأرشيف النووي الإيراني وحريق بمنشأة نووية هذا العام، قال بعض المسؤولين الإيرانيين إنه نتيجة هجوم إلكتروني تخريبي.

 

وبما أن فخري زاده هو خامس عالم نووي إيراني يلقى حتفه في عملية استهداف منذ عام 2010، يُشير خبراء أمنيون إلى أن أعداء إيران قد اكتشفوا نقطة ضعفها.

وقال وزير الدفاع السابق حسين دهقان للتلفزيون الرسمي إن فخري زاده قُتل بسبب ”اختراق منظومة إيران الأمنية“.

وتعين قوة الأمن التابعة للحرس الثوري الإيراني حراسة خاصة وضباطا لحماية كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين.

وقال مسؤول أمن إيراني لرويترز بعد مقتل فخري زاده في هجوم على سيارته على طريق سريع قرب طهران في وضح النهار: ”من الواضح أن القتلة تحركوا بناء على معلومات تفصيلية عن تنقلات فخري زاده“.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه نظرا لحساسية الأمر: ”هذا بوضوح ضعف أمني، وهناك كثير من الأسئلة بحاجة إلى أجوبة“.

وقال: ”ينبغي أن نعرف، هل هناك جواسيس بين أفراد الأمن ونحدد موقع التسريب، هذا ضروري لنا“.

واتهم الجيش وحكام إيران، إسرائيل، بقتل فخري زادة، الذي كانت إسرائيل قد حددت هويته باعتباره عنصرا رئيسا فيما تقول إنه مسعى إيران لامتلاك أسلحة نووية، على الرغم من نفي طهران لذلك.

ولم تعلق إسرائيل على الحادث لكنها اعترفت في الماضي بمباشرة عمليات سرية ضد برنامج إيران النووي لجمع معلومات.

وقال كسرى عربي، المحلل المتخصص في شؤون إيران في معهد توني بلير للتغير العالمي، وهو مؤسسة بحثية: ”هناك روايات متضاربة حول كيفية اغتيال فخري زاده، لكن من المؤكد أن هناك قدرا من الاختراق، وهذا أكثر ما يقلق الجمهورية الإسلامية“.

سيناريوهات متناقضة

وأعلنت إيران تفاصيل متناقضة حول مقتل فخري زاده، فبعد قليل من الواقعة، أبلغ شهود عيان التلفزيون الرسمي أن شاحنة انفجرت قبل أن تفتح مجموعة من المسلحين النار على سيارة فخري زاده.

وقال علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني للتلفزيون الحكومي يوم الأحد: ”كانت عملية اغتيال معقدة للغاية نفذت عن بعد بأجهزة إلكترونية“ ودون مشاركة أفراد على الأرض.

وقال هنري روم كبير المحللين لدى أوراسيا غروب: ”ليست لدينا فكرة عن مدى صحة تلك التقارير التي تحدثت عن استخدام مدفع رشاش مثبت على شاحنة يتم التحكم فيه بالأقمار الصناعية، لكن تلك الروايات تخدم هدفين أساسيين لطهران: محاولة تفادي الحرج بتصوير الاغتيال على أنه بالغ التعقيد، وإظهار مدى سرعة حل لغز القضية“.

وقد يشجع عجز إيران عن إحباط مثل تلك العمليات، على محاولة القيام بعمليات أخرى في المستقبل.

وقال بهنام بن طالبلو المحلل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة بحثية في واشنطن: ”وجود ثغرات كبيرة في الدرع النووية الإيرانية يطرح بالتأكيد تساؤلات حول الدور الذي يمكن أو ينبغي أن يكون لعمليات التخريب في أي سياسة مستقبلية لمكافحة الانتشار (النووي) تجاه طهران“.

 

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن في عام 2018 أن إسرائيل هربت مئات الكيلوغرامات من الملفات الورقية والرقمية بخصوص برنامج الأسلحة النووية السري الإيراني، إلى خارج الجمهورية الإسلامية. ونفت إيران ذلك ووصفته بأنه خداع.

وجاء مقتل فخري زاده بعد شهور من ضربة جوية أمريكية بطائرة مسيرة في العراق قتلت قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وردت طهران بإطلاق صواريخ على أهداف أمريكية في العراق.

 

وفي يوليو/تموز، أعدمت إيران مواطنا أدين بالتجسس لحساب المخابرات الأمريكية والإسرائيلية. وقالت السلطة القضائية إن محمود موسوي مجد، الذي اعتقل في 2018، تجسس على سليماني، لكن هذه القضية ليست لها صلة بقتل سليماني في الثالث من يناير/ كانون الثاني.

 

رد ”ساحق“ أم لا؟

 

قالت إيران إنها سترد ردا ”ساحقا“ على قتل فخري زاده.

 

وقال محللون سياسيون إن أي إجراءات انتقامية قد تصعّب على الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، الذي يتولى السلطة في 20 من يناير /كانون الثاني، التخلي عن سياسة ”الضغوط القصوى“ التي تبناها الرئيس دونالد ترامب تجاه إيران.

 

وقال بايدن، إذا عادت إيران إلى الالتزام بالاتفاق النووي الذي وقعته في عام 2015 مع القوى العالمية، والذي يفرض قيودا على برنامجها النووي، فإنه سيعود إلى الاتفاق الذي انسحب منه ترامب في 2018 وأعاد فرض عقوبات سببت ضررا كبيرا للاقتصاد الإيراني

 

وقال محلل في طهران، طلب عدم الكشف عن اسمه: ”إيران سترد، لكنه لن يكون ردا ساحقا يمكن أن يشعل حربا شاملة مع إسرائيل“.

 

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن إيران ستثأر لمقتل فخري زاده ”في الوقت المناسب“، لكنها ”لن تقع في فخ إسرائيل“ في الأسابيع الأخيرة من رئاسة ترامب.

وقال طالبلو: ”نظرا لأن ترامب سيظل في البيت الأبيض شهرين آخرين، سيتعين أن تكون خيارات التصعيد المتاحة لطهران محدودة“.

وأضاف: ”على الرغم من الحديث عن انتقام عسكري محتمل يستهدف إسرائيل مباشرة، فإن هذا سيكون سيناريو احتمالات حدوثه ضعيفة وتأثيره كبير“.

أخبار ذات صله