fbpx
أردوغان يستفز القبارصة بزيارة لـ «مدينة الأشباح»
شارك الخبر

يافع نيوز – وكالات

ندد محللون غربيون بالزيارة المثيرة للجدل التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، إلى الشطر الشمالي الذي تحتله بلاده من الجزيرة القبرصية، واعتبروا أنها تندرج في إطار التحركات العدوانية المستمرة لنظامه، وضغوطه الرامية لاستقطاع حصة غير مشروعة لأنقرة، من الاحتياطيات الهائلة للطاقة في منطقة شرق المتوسط.
ووصف المحللون الزيارة، التي شملت منتجع فاروشا الساحلي، بأنها بدت بمثابة «نزهة استفزازية» في ذلك «المكان الساحر، الذي تحول منذ أكثر من 4 عقود، إلى مدينة أشباح بحكم وقوعه في المنطقة العازلة، التي تفصل بين الجزء الخاضع لسيطرة جمهورية قبرص من الجزيرة، والمنطقة الرازحة تحت الاحتلال التركي».
وكان أردوغان قد أعلن في مؤتمر صحفي عقده في أنقرة الشهر الماضي، أنه سيقوم بـ«نزهة في فاروشا»، التي تم إغلاقها منذ الغزو التركي لقبرص عام 1974، مما أثار غضب قطاعات واسعة من القبارصة اليونانيين، الذين يُحمِّلون أنقرة مسؤولية تحول هذا المنتجع السياحي، إلى أطلال تضم فنادق شاهقة مقفرة ومطاعم متهدمة وحدائق مهجورة.
وفي تصريحات نشرتها صحيفة «صنداي تليجراف» البريطانية، قال أحمد سوزِن أستاذ العلوم السياسية في جامعة شرق البحر المتوسط بمدينة فاماجوستا القبرصية، إن زيارة الرئيس التركي إلى شمال قبرص، ترتبط بشكل أكبر بالأزمة المتفاقمة بشأن احتياطيات الغاز الطبيعي الموجودة قبالة سواحل هذه الجزيرة المُقسّمة.
ووصف سوزِن الزيارة بأنها «جزء من صراع قوة أوسع نطاقاً، ورسالة إلى القبارصة اليونانيين مفادها، بأن بوسع أنقرة وعملائها في شمال قبرص، إعادة فتح منتجع مثل فاروشا، وذلك في محاولة يائسة لدفع المسؤولين في الجمهورية القبرصية، للموافقة على إشراك القبارصة الأتراك في المفاوضات الخاصة بتقاسم موارد الطاقة في شرق المتوسط».
واعتبر المحلل أن ما يقوم به أردوغان لا يعدو ورقة مساومة وابتزاز، في ظل تصاعد التوترات في المنطقة بأسرها، جراء عمليات التنقيب غير القانونية التي تصر تركيا على القيام بها هناك.
ولم تستبعد «صنداي تليجراف»، وهي النسخة الأسبوعية لصحيفة «دَيلي تليجراف»، أن تُفاقم زيارة الرئيس التركي لشمال قبرص، التوترات المتصاعدة في شرق البحر المتوسط، بين نظام أردوغان من جهة، واليونان وقبرص ومصر وإسرائيل وربما فرنسا من جهة أخرى.
وجاءت زيارة الرئيس التركي لـ«فاروشا»، بعد أن أقدمت السلطات في جمهورية شمال قبرص التركية، المعلنة من جانب واحد وغير المعترف بها دولياً، على إعادة فتح مناطق في المنتجع، أمام المتنزهين للمرة الأولى منذ عقود، في إطار خطط تطوير مزعومة.
وفي مؤشر على استياء السكان، الذين سبق أن فر عشرات الآلاف منهم من هذه المنطقة لدى غزو القوات التركية لها، نظم حشود من المتظاهرين، احتجاجات على زيارة أردوغان «وتصرفات نظامه الاستفزازية وغير المقبولة».
وسجل بعض المحتجين مقاطع مصورة تنديداً بالزيارة، وخاطبوا فيها الرئيس التركي المستبد بالقول «هذا ليس وطنك يا سيد أردوغان، كما أنه لا يشكل مكاناً للنزهة».
وقال المحتجون، إن فاروشا انتُزِعَت بقوة السلاح من سكانها، ولا يمكن إعادة فتحها من جانب واحد لدوافع سياسية.
وأبرزت الصحيفة البريطانية مشاركة مجموعة من سكان جمهورية شمال قبرص، في الاحتجاج على زيارة أردوغان، جنباً إلى جنب مع القبارصة اليونانيين.
ونقلت عن سكان شمال قبرص رفضهم لأن تُدار شؤونهم من أنقرة، مُطالبين بأن يرفع أردوغان يده عن شؤون الجزيرة القبرصية بأسرها.

فرنسا: عقوبات اقتصادية محتملة على تركيا
تحدث وزير فرنسي، أمس، عن عقوبات اقتصادية محتملة من قبل الاتحاد الأوروبي تستهدف قطاعات في تركيا بسبب مواقفها العدائية على حدود أوروبا.
قال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون في برنامج على إذاعة «أوروب 1» وصحيفة «لي إيكو»: «إن فرض عقوبات على بعض القطاعات الاقتصادية أمر محتمل». وأضاف أن «جميع الخيارات مطروحة وبينها العقوبات الفردية»، مشيرًا إلى تلك التي تم اتخاذها بحق بعض المسؤولين الأتراك بسبب التنقيب المتنازع عليه عن الغاز في البحر المتوسط.
وأوضح «تطرقتم إلى الاتحاد الجمركي، لا أعتقد أن هذا هو الخيار الأجدى»، في إشارة إلى معلومات صحفية عن احتمال إلغاء الاتحاد الجمركي بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
وقال بون: «لقد منحنا فرصة في القمة الأوروبية الأخيرة لتركيا، والتي أرسلت دلائل صغيرة على التهدئة والآن اختارت مرة أخرى طريق الاستفزاز والعدوانية الممنهجة» مضيفاً «بالتأكيد سنذهب إلى أبعد من ذلك».
وأوضح «لا، فرنسا ليست وحدها في مواجهة تركيا، لا يوجد أية أوهام لدى أي دولة أوروبية حيال ماهية أردوغان ونظامه».

أخبار ذات صله