fbpx
وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض لا يسر تركيا
شارك الخبر
وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض لا يسر تركيا

 

يافع نيوز –  العرب

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة أن بلاده أجرت الأسبوع الماضي أول اختبار على المنظومة الصاروخية الدفاعية الروسية أس-400 المثيرة للجدل، مقللا من أهمية انتقادات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لهذه الخطوة، لكن متابعين يؤكدون أن سياسة البيت الأبيض تجاه تركيا ستكون أكثر تشددا وصرامة إذا ما فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن في انتخابات الرئاسة في الثالث من نوفمبر المقبل.

وقال أردوغان للصحافيين في إسطنبول بعدما نشرت معلومات قبل أسبوع تشير إلى أن الجيش التركي أجرى أول اختبار على المنظومة إن “هذا صحيح. جرت الاختبارات وستتواصل”. وأضاف ردا على انتقادات واشنطن “لن نطلب الإذن من الأميركيين”.

وعلى الرغم من استبعاد تركيا من برنامج الطائرات المقاتلة أف-35 في 2019 بسبب اقتنائها أنظمة صواريخ روسية من طراز أس-400، تجاهل ترامب ضغوطا متكررة من الحزبين في الكونغرس لتنفيذ عقوبات يفرضها القانون الأميركي، كما تجاهل توصيات وزارتي الدفاع والخارجية.

ويعزو دبلوماسيون غربيون تعطيل الرئيس ترامب لفرض عقوبات على تركيا بسبب أس-400، التي تهدد منظومة الدفاع الأطلسية، إلى علاقة الرئيس التركي القوية بترامب.

وقال مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد أبحاث السياسة الخارجية، آرون شتاين، لموقع أحوال تركية الناطق بالعربية والإنجليزية والتركية “أضفت تركيا طابعا شخصيا على علاقتها مع الولايات المتحدة، وتعتمد على ترامب لكبح العقوبات ومنعها من التطور نحو الانهيار”.

ويرى محللون أن ترامب وبالرغم من التقلبات التي شابت العلاقات التركية الأميركية خلال السنوات الأربع الماضية إلا أنه سيكون أكثر مرونة مع أنقرة من منافسه بايدن الذي من الواضح أنه سيكون صعب المراس في ما يتعلق بتركيا.

المرونة التي أبداها ترامب تجاه تركيا لن تكون موجودة على الإطلاق في حال تواجد بايدن بالبيت الأبيض

ويشير هؤلاء إلى أن المرونة النسبية التي أبداها ترامب لن تكون موجودة على الإطلاق في حال تواجد بايدن بالبيت الأبيض، إذ يدعم عدد من الديمقراطيين مقترح معاقبة تركيا على اقتنائها أس-400.

ومن منطلق كونه ديمقراطيا يرى الأتراك أن بايدن سينصاع لتوجه حزبه الذي يضم عددا من الوجوه المعادية للإدارة التركية مثل إليوت أنجيل التي ترأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، ما يرجح وجهة النظر إلى أن بايدن لن يكون بتساهل ترامب في هذا الملف تحديدا

وبالإضافة إلى ذلك فإن قانون فرض العقوبات على شراء السلاح من دول معادية للولايات المتحدة المعروف باسم “كاستا” والذي استطاع ترامب تعطيله لكي لا يطبق على أنقرة بعد اتصالات عديدة مع أردوغان، وهو الأمر الذي ربما يكون في حال كان بايدن هو من يدير الأمور في البيت الأبيض، فبايدن لن يعارض رغبة الكونغرس، كما أنه وبحسب تصريحاته يرى أن الأمر كان يتوجب التعامل معه بحزم أكثر.

وبإجرائها لاختبارات منظومة أس-400 ووضعها على منصات الإطلاق قوضت تركيا حجج ترامب بعدم تصديقه على العقوبات حيث عرض الأخير على تركيا الحفاظ على منظومة الصواريخ وتخزينها في إحدى القواعد الجوية بدلا من تثبيتها في مقابل عدم فرض عقوبات عليها.

ووصفت المقايضة الأميركية حينها بالمرنة، لكن تلك المرونة التي يبديها ترامب في تعامله مع تركيا لن يجدها أردوغان مع وصول بايدن إلى البيت الأبيض.

وتشير هجمات إدارة أردوغان على بايدن إلى قلق أنقرة من أن نائب الرئيس السابق سيتخذ موقفا أكثر تشددا ضد السياسة الخارجية التركية، ففي مقابلته مع نيويورك تايمز، قال بايدن إنه سيشجع المعارضة التركية على هزيمة أردوغان في الانتخابات وأشار إلى أنه سيعمل مع حلفاء الولايات المتحدة لاحتواء انتهاكات أنقرة في المنطقة، بما في ذلك الخلافات حول النفط والغاز المشتعلة في شرق المتوسط.

ووصف بايدن أردوغان بأنه “مستبد”. ولم يصدر حينها أي رد من تركيا. ولكن بعد أشهر، في أغسطس، عاد المسؤولون ووسائل الإعلام التركية إلى تعليقات بايدن لشنّ حملة شديدة ضدّه، مما يؤكد تفضيل أنقرة لترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.

ويتوقع شتاين أن “تجري إدارة بايدن مراجعة لسياسة تركيا، وأن يكون هناك بعض الاعتبار لحلف شمال الأطلسي مع محاولة إقناع أنقرة لتكون حليفا أكثر تعاونا. لكنها سترث مشكلة منظومة الدفاع الروسية ولا ينتظر أن تُحلّ هذه المشكلة بل ستزداد سوءا”.

و في علاقة بالتهديدات التركية شرق المتوسط فإن مستقبل الدور التركي سيعتمد بدرجة كبيرة على نتيجة يوم 3 نوفمبر المقبل، فوفقا لبحث نشره مركز “العلاقات الدولية” فإن الضوء الأخضر الذي قدمه الرئيس ترامب بشكل غير معلن لأردوغان حيال تصرفاته في المتوسط سيتحول إلى ضوء أحمر مع وصول بايدن إلى الرئاسة، ولن يكون بتساهل ترامب مع تركيا، كما أن بايدن سيكون أكثر رغبة في الانخراط مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) واستغلال النفوذ الأميركي لتهدئة الوضع في شرق المتوسط، وإعادة الولايات المتحدة إلى المشهد في المنطقة التي فضل ترامب الابتعاد عنها.

كما أن بايدن يرفض بشكل واضح تعاظم الدور التركي في سوريا حيث كان انتقد قرار الرئيس ترامب بسحب القوات الأميركية من الشمال السوري ووصف القرار بالخيانة “للحلفاء الأكراد”، كما أن تصريحاته بنيته الإبقاء على ألف جندي أميركي في سوريا تحت غطاء جوي فسره محللون بأنها ستكون خطوة منه لتحجيم الدور التركي ومجابهة الميليشيات المدعومة من أنقرة.

أخبار ذات صله