fbpx
الحَوار أو الخوار أم الحمار .. بقلم / علي حسن الخريشي

الحَوار (بفتح الحاء) هو المصطلح الذي أطلقه الرئيس المعين عبد ربه منصور هادي على مايسمى بالحوار الوطني الذي ينعقد في العاصمة اليمنية صنعاء منذُ 18 مارس ويستمر قرابة ستة أشهر ليكون من أطول حوارات التاريخ .

والحوَار وفقاً لهذا المصطلح (بفتح الحاء) يعني في اللغة العربية صغير الناقة ، وتعد الناقة وحوارها عند العرب رمز من رموز الثروة والمال ، وهو الهدف الذي يسعى إلى تحقيقه العديد من المتحاورين فيما يسمى بالحوار اليمني ، وقد علقت على هذا الموضوع العديد من الصحف الأجنبية و التي أشارت إلى إن كثير من المتحاورين في حوار اليمن لايهمهم سوى الحصول على الدولارات التي سيحصلون عليها طيلة ستة أشهر . وهذا هو الحَوار(بفتح الحاء)  الذي أشار إليه الرئيس هادي حرفيا في كلمته أثناء افتتاح الحوار .

وإذ لم يكن حَوار (بفتح الحاء) فهو خوار والخوار في لغتنا العربية يعني صوت البقر قال تعالى :(فاخرج لهم جسداً عجلاً له خوار) سورة طه أية (88 ).والعجل هو المعروف في اليمن باسم الثور وهو الاسم الذي يعرفه المتحاورون جيداً كونه يعد جزء من نظام الحكومة القديمة الجديدة . وقد تشرف مقر مجلس النواب دخول الثور إلى داخله أكثر من مرة .

وقد سمعنا حالياً إن المشائخ في كبرى القبائل اليمنية بصدد جمع نحو 565 ثوراً كلها ذات خوار لغرض الفصل بها في مؤتمر الحوار اليمني حال فشله ووصول المتحاورون إلى طريق مسدود لتكون ذات الخوار هي الفاصل النهائي في الحوار. وإذ لم يكن خوار فهو بالطبع حمار والحمار هذا له صوت يسمى (نهيق) وهو صوت مستنكر منه ، قال تعالى :(إن انكر الأصوات لصوتٌ الحمير)سورة لقمان الآية (19). وما نسمعه اليوم في هذا الاستحمار هو نوع من النهيق المستنكر منه في الجنوب. ذلك إن جزء كبير من المتحاورين الذين يدعون تمثيلهم للجنوب لايعرفون القضية الجنوبية التي يحاورون فيها أصلاً ومنهم من لايعرف الجنوب حتى جغرافياً ، وهم في حالهم هذه (كمثل الحمار يحمل اسفاراً)

والأسفار هي الكتب فهل يعلم الحمار الذي يحمل هذه الكتب ماتحويه بداخلها ،وهذا الأمر ينطبق تماماً على بعض المتحاورين باسم الجنوب وقضيته فهم يستحمرون ولايتحاورون لأنهم أصلاً فاقدين للشيء وللقضية وفاقد الشيء لايعطيه

ولو كانوا يعلمون عن قضية الجنوب وأبعادها السياسية لكان أحسوا بما يريده شعب الجنوب ، وما عاناه ويعانيه هذا الشعب واستشعروا بثخن الجراح والألم الجنوبي لكنهم للأسف لايعلمون عن هذا كله لانهم بعيدين عن الساحات الجنوبية وهم بحالهم هذا كمثل الحمار الذي يحمل الاسفار .

ونشير أن الناقة وأبنها الحوار (بفتح الحاء) والبقرة وأبنها العجل ذو الخوار ،والحمار ذو النهيق كلها من أنعام الله التي لنا فيها عبرة وتفكر وأية قال تعالى:(ولكم في الأنعام لعبرة…)النحل ألاية (66).ومثل مالنا أية وعبرة في أنعام الله ومخلوقاته فإن لنا عبرة في التحاور مع صنعاء وهذه العبرة تقول:(إن المؤمن لايلدغ من جحرٍ مرتين).