fbpx
تركيا.. عبث يهدد أمن العالم
شارك الخبر

يافع نيوز – البيان

من ليبيا إلى قلب أفريقيا مروراً بشرق المتوسط، وصولاً إلى ناغورني قره باغ، تثير تركيا التوترات وترسل جحافل مرتزقتها لتأجيج الصراعات، برأي مراقبين، أملاً في اقتناص دور إقليمي ودولي متوهم لم تستطع إنجازه عبر سياستها ودبلوماسيتها، مشيرين إلى أنّ أنقرة استثمرت في الحرب وإثارة الاضطرابات في مناطق شتى، بدلاً من الرهان على تحقيق الأمن والاستقرار والتعاون الدولي البنّاء لتحقيق مصالحها في ميادين السياسة والاقتصاد معاً.

ويشير المراقبون إلى أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحاول عبثاً الهروب من الاستحقاقات الداخلية بما تحوي من انشقاقات في حزبه الحاكم، وتدخلات عدائية في عدد من الدول، وأزمة اقتصادية خانقة تتجلى في انهيار الليرة إلى مستويات قياسية، وهي برأيهم عوامل تراكمت لتقضى على ما تبقى من شعبية أردوغان وأدخلته في مأزق مع الشعب التركي الذي تتهاوشه تدهور أوضاعه الاقتصادية تارة والقمع الذي يمارسه النظام بحق الناشطين والصحافيين ومنظمّات المجتمع المدني. ويلفت المراقبون إلى أنّ أردوغان بات يدرك الآن أنّ رصيده الشعبي أوشك على النفاد في ظل المغامرات التي خاضها في عدد من الدول وأساءت لسمعة بلاده على الصعيدين الإقليمي والدولي على حدٍ سواء، بما أوشك أن يجعل من تركيا دولة منبوذة.

ويمضي المراقبون إلى القول، إنّ أردوغان بدأ مغامراته غير المحسوبة بالدخول إلى سوريا ومحاولة اللعب على كل الحبال بين موسكو والغرب، موضحين أنّ هذه المحاولة التي لم تمن بالفشل الذريع فقط بل أوقعت نظامه في عزلة دولية كاملة، لافتين إلى أنّه خسر حلف شمال الأطلسي، وورقته التي طالما راهن عليها وحاول بها ابتزاز الغرب والمتمثلة في ورقة اللاجئين بفتح الحدود أمامهم للدخول إلى أوروبا عن طريق اليونان، الأمر الذي أفرز نتائج معاكسة واضطر الأتراك للانسحاب من المحادثات مع المسؤولين الأوروبيين بعد الفشل في الاتفاق على كبح جماح المهاجرين.

وسلّط المراقبون الضوء على أنّ أوروبا أصبحت أكثر وضوحاً في تبني مواقفها من تركيا الطامعة ومنذ عقود طوال للانضمام إلى التكتّل الأوروبي، إذ لا يزال الأوربيون لا يرون في تركيا ما يشجّع على فتح أوباب الاتحاد أمامها في ظل تداعٍ اقتصادي ظاهر للعيان، وتقلص لمساحات الديمقراطية وتدمير ممنهج لسلطة القانون، ما يعني لهم أنّ الأمر وصل إلى الطريق المسدود.

يجمع المراقبون على أنّ مؤامرات تركيا في ليبيا لم تنجح، فيما لم تفلح محاولتها المستميتة لإذكاء جذوة الصراع عبر إرسال الأسلحة والمرتزقة للقتال إلى جوار ميليشيات الوفاق ضد الجيش الوطني، مشيرين إلى فشل محاولاتها الوصول إلى مناطق إنتاج النفط ووضع يدها على الهلال النفطي، إذ أوقف الخط الأحمر الذي رسمته مصر كل هذه المخطّطات، وفتح المجال واسعاً أمام الحل السياسي الذي يتفاعل الآن وفي أكثر من دولة بل وأوشك أن يؤتي ثماره، على حد قولهم.

ويلفت المراقبون في الوقت نفسه إلى اقتحام تركيا حلبة النزاع بين أذربيجان وأرمينيا يشتعل في إقليم ناغورني قره باغ، بإرسال المرتزقة إلى هناك، الأمر الذي يهدّد برأيهم بتدويل الصراع ووصول الأوضاع نقطة اللاعودة، لافتين إلى أنّ المجتمع الدولي مقتنعاً أكثر من أي وقت مضى أنّ تركيا هي أس التوتّرات في كامل المنطقة، بما يفرض لجم العبث التركي الذي بات مهدداً حقيقياً للأمن والاستقرار ليس في المنطقة فقط بل كل العالم، على حد قولهم.

أخبار ذات صله