fbpx
من ظلمك وأظلمك ياعدن، رسالتان للمحافظ الجديد

 

كتب/ علي عبد الله البجيري
نكتب عن عدن وأبناء عدن، عدن التي يذكرنا اسمها بذلك العطاء السخي الذي قدمه أبناؤها لليمن جنوبه وشماله في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والعلمية والادبية والثقافية والرياضية، عطاء يشهد له كل منصف عاش وتعلم وتاجر وتوظف وتربى في عدن..وكان جزائها ان تعرضت لظلم وتجارب فاشلة، تلاها غزو همجي دمر كل شي جميل فيها عمدا وحقدا.ومع سبق الإصرار والترصد تم تحويل عدن إلى قرية متخلفة، وتم تغيير ملامحها وهويتها وتاريخها، حقدا على ماضيها ومكانتها بين مدن العالم المتحضرة.
اليوم ومع كل عمل تخريبي إرهابي يستهدف عدن، تتكرر الأسئلة ذاتها من هم القتلة؟ من هم المخربين؟ ومن يقف خلفهم؟ ولماذا الحقد على عدن؟ وفي غمرة الجدل والاستنفار الأمني يضيع الجواب، ويعود الحال إلى ماكنا عليه لنجد أنفسنا ندور في حلقة مفرغة.
عملية تفجير قنبلة على محطة كهرباء خور مكسر الاسبوع الماضي مؤشر على وجود مخطط تدميري، انطلق بمجرد وصول الاخ محافظ عدن الجديد احمد حامد لملس. والدليل هو ان كشفت أجهزة الأمن في عدن عن عدد من الخلايا النائمة، كان لها ان ترتكب اعمال تدميرية. أعمال لا تنفصل عمّا حدث سابقاً من قتل للمحافظ الشهيد جعفر محمد سعد ومن بعده الشهيد ابواليمامة.. وهم باعمالهم تلك يجيدون إخفاء القتلة وطمس الحقيقة،يستفيدون من هشاشة الاوضاع الداخلية وغياب الجدية لدى حكومة الشرعية الاخوانية المشاركة والمهاجرة.
لقد تعددت المسميات والفعل واحد، هذا ما تتعرض له مدينة عدن، تخريب وإرهاب وفساد، بيع للمخدرات والسلاح، أفعال كثيرة أدت إلى خلخلة البنية الأمنية والاضرار بالاستقامة المجتمعية.
على هذه الخلفية نوجه رسالتين للاخ المحافظ احمد حامد لملس:
الرسالة الأولى: اتبع الشفافية والمصداقية، كونها تأسس لعلاقة ثقة بين السلطات المحلية وأهالي مدينة عدن. وهي الآلية الوحيدة لمواجهة التحديات. فبقدر صعوبة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية إلا أن المواطن قادر على التحمل فيما إذا شعر إن قيادة المحافظة تشاطره هذا الهم، وتقوم بواجبها من أجل تحسين أوضاعه وإخراج المحافظة من آتون ألازمات.
الرسالة الثانية: اذا شعرت بأن صلاحياتك لا تتعدى بلدية عدن، فكن صادق مع أبناء مدينة عدن، وأعقد مؤتمرا صحفيا تعلن فيه استقالتك، وتكشف كل الحقائق التي أعاقت مهمتك، هذا ان كان ليس لديك خيارات اخرى تعيد ل عدن مكانتها. وهنا ستكسب احترام الناس وتبرئ ضميرك أمام الله أولا وأمام ابناء عدن ثانيا.
ولعلي أطرح هنا بعض ما رصدناه من ملاحظات:
اولاً: أزمة الكهرباء ليست جديدة، بل هي نتاج تراكمات وتقادم المنظومة الكهربائية وسوء ادارة وغياب الدولة المهاجرة.
فالفساد ينخر جسد الوطن.. 60 مليون دولار ميزانية للكهرباء شهريا، ببنما لا يصرف منها فعليا عدى 20 مليون دولار. في حين يذهب ال 40 مليون المتبقية إلى جيوب الفاسدين. هذا ما كشفه الإعلامي ياسر اليافعي. ضف الى ان سيطرة حزب الإصلاح الاخواني على قيادة الشرعية منذ عام 2012م وتطبيق نظرية “الطاقة المستأجرة” قد أدت إلى تدمير منظومة الكهرباء الحكومية في عدن.
ثانياً: ما صرح به الاخ المحافظ احمد حامد لملس وتاكيده على ” إن ما يجري في عدن هو عبث متعمد وخاصة في ملف الخدمات “، فقد حمّل الحكومة مسؤولية ما يحدث لكهرباء عدن بسبب عدم التزامها بتعهداتها تجاه محطاتها الكهربائية العتيقة.
ثالثاً: جاءت نتائج استطلاع الرأي العام لمواطني عدن الذي أجرته صحيفة الايام العدنية بتاريخ 17سبتمبر، لتعبر عن معانات ابناء عدن جراء العبث الذي طال مدينتهم بدءاً من :
– العشوائية الغير مسؤولة التي طالت كل الاراضي البيضاء وشملت الأحياء والشوارع والجبال والسواحل واضرت بالمعالم الأثرية.
– البنية التحتية المدمرة، واثرها على الخدمات الاساسية للمواطنين.
– ‏غياب الدولة ومؤسساتها في التخفيف من معانا الاهالي، وترشيد اعمال المنظمات الإغاثة الدولية لمساعدة الناس.
اختتم ما كتبته بما قاله الشيخ والعالم الجليل محمد متولي الشعراوي رحمة الله عليه” الثائر الحق هو من يثور لهدم الفساد، ثم يهدأ لبناء الامجاد “.