fbpx
(( رياض “5” ))
شارك الخبر

بقلم – علي ثابت القضيبي
على نفس موّال مباحثات سلطات سوريا مع معارضتها في جنيف ، فمن جنيف واحد الى اثنين وحتى خمسه ، ومايقاربها في ليبيا ، ونحن الان في اللقاء الثاني في الرياض ، والمحصلة صفر ، ولم يصدق إلا تعيين محافظ لعدن ، وهو الى الٱن يحفر في بحر ، أو تعيين مدير أمن لعدن ، وهذا الأخير معلقاً حتى اللحظة في الرياض بزعم المشاورات المطاطية المعهودة من أخوتنا السعوديين ، لأنّ دولتهم العميقة أقوى من كل السلطات الرسمية في المملكة ، ولايصدقُ منها إلّا مايصل الى مسامع صاحب الجلالة ويقرها ويحسم فيها ، وهذا لايصله إلا النزر اليسير ، وهنا سبب وخلفيات ميوعة القرارات والمواقف السعودية كما نعايش جميعاً .
  * السلطة الشرعية نجحت في تحييد أسماء من قياداتنا في الإنتقالي ، وذلك بحجة الإسهام في أحداث أغسطس الفارط التي أفضت الى مباحثات الرياض ، وفي الوقت عينه تصرٌ وبكل صلف الى إعادة أسماء من جانبها شاركوا في تلكم الأحداث ، بل وتطالب في تضمين أسمائهم لقائمة الحكومة المقبلة بحسب إتفاق الرياض ، ومنهم من أقيل من وزارته على ذمة التمادي والمجاهرة في مناهضة التحالف ، ومنهم من هو في الخارج ، وهذا لافت ولاشك ، لكن الأهم أن هؤلاء ليسوا من ذوي الخبرة والإختصاص النوعي حتى يُدرجوا في قائمة الحكومة ، ولكن لأنهم وكلاء للخارج الذي خطّط لضرب أرضنا وإنهاكها ، كما خطابهم ومنطقهم يجهر بهذا أصلاً !
  * ألمثير أنّ جنيف واحد الى خمسة في سوريا ، وهنا اثنين في الرياض ، كلٌ هذا مجرد ماراثون عبثي ولايعودً بعائدٍ واقعي على الأرض ، لكن الأخطر أنهُ يرافق هذا الماراثون العبثي متغيرات سلبية جمة تعصف بشعوب المنطقة وتزيد من ويلات معاناتها ، ويرافقهُ ايضا خلق واقع مستجد وتدميري على خارطة البلدان التي يعصف بها هذا الإعصار .
  * في جنوبنا اليوم بلغ السؤ مبلغاً لم يعايشه شعبنا من قبل مطلقاً ، وتردت الخدمات الى حالة تثير الرثاء ، أما الغلاء وعلى خلفية إنهيار عملة البلاد ، فقد أحال جحافل من الشعب الى حافة التسول ، إذ من أين لهم مداخيل إضافية تلبي إحتياجاتهم الأساسية وقد تٱكلت مرتباتهم بنسبٍ مهولة ، أما الأكثر هولاً هو تغول شريحة لصوص الأراضي وتوحشها وإستيلائها على الالاف من الأفدنة في ضواحي عدن ولحج ، وهم من كل الأطراف السياسية في البلاد ، ومعظمهم ممولين من قطر ، وهذا سيفرضُ ملمحاً مستجدا على الأرض ، وكما يبدو أنه يغيب عن أذهان قيادتنا في الإنتقالي .
  * يساورني الشك بأن قيادتنا في الإنتقالي هي رهينة في الرياض ، أو معتقلة إن جاز التعبير ، وإلا إذا تعثرت المفاوضات أو توقفت لأسبابٍ ما ، وهذا حدث كثيراً ، فما المانع من عودتهم الى بلادهم ومن ثمّ العودة عند إستئنافها ؟! ولا نأتي هنا بالتأويلات الفضفاضة والسمجة أو للتخفيف من وقع هذا الأمر ، كما والأهمّ أن هذا يفرض تساؤلات جمة عن ماهية علاقاتنا بالرياض وضوابطها وحدودها وسقفها و .. و .. ، خصوصاً وأن ثمة متغيرات عدة يعيشها جنوبنا اللحظة وتستدعي من القيادة التواجد على الأرض للإشراف الميداني على حلها وتذليلها .. أليس كذلك ؟!
    ✍ علي ثابت القضيبي
     الخيسه / البريقه / عدن .
أخبار ذات صله