كي لا نتجاوز أسوار الواقع
عبدالناصر النقيب
للأسف الشديد لا زال الكثير من الساسة وأصحاب القرار وكذلك الإعلاميين في هذا البلد وتحديدا في الشمال ينكرون الواقع المعاش ويتجاوزون أسواره ويحاولون إن يتمسكون بأوهام (هم يدركونها تماما) وهم بذلك يغالطون أنفسهم ويغالطون عامة الناس من الفقراء الذين يعانون في كل لحضه وهم ضحية هذه المكابرة والبعد عن الواقع.هولا يحاولون إن يظهروا صورة وردية معكوسة ومغايرة للواقع بل يتمادوا أكثر من ذلك في التعبئة الخاطئة والزج في الناس في صراعات دموية لا نهاية لها.لا نعلم ماهي الأسباب الكامنة وراء ذلك-هل هي البعد عن الواقع والعيش في أبراج عاجية, أم الاستخفاف بعقول الناس واللعب بمقدرات الشعوب, أم هوس السلطة أم المال أم…ام..الخ…..احتمالات كثيرة قد لا نعلمها جميعها ولكن ما نعلمه تماما وهم كذلك يدركونه هو إن الوضع في البلاد فيما يخص الجنوب والشمال قد وصل إلى نقطة اللا عــــــودة بل أصبح ككرة الثلج المتدحرجة من علي ……….ففي كل متر تقطعه تزداد حجما وسرعة.الشرخ بين الشمال والجنوب قد أصبح عميقا جدا لأنه عمق بأرواح مذبوحة وبدماء مسكوبة, عمق بهوية مسلوبة وثروة منهوبة وثقافة مزروعة عمق بالظلم عمق بالزنازن عمق بسنين القهر والحرمان عمق بعهد الملايين بمواصلة المشوار وتحقيق الانتصار….. ووصل إلى مرحلة يصعب إصلاحه بل يتجاوز الصعوبة ويصل إلى حد الاستحالة بل هي الاستحالة بعينها في إصلاحه في إطار دولة واحدة.إذا لماذا نتجاوز اسوار الواقع وندخل في صراعات الكل فيها خاسر.فعلى الجميع في الشمال الاعتراف بالواقع واستحالة العودة إلى الوحدة ومعالجة الأمر بواقعية بعيدا عن التمسك باللا معقول والدخول بصراعات دموية بين شعبين متجاورين ليس بحاجة لمزيد من الصراع والدمار وعلى كل طرف الاتجاه لبناء دولته والعمل على إقامة علاقات جوار حسنة لعلها تخفف وتنسي بعض الآلام التي رافقت الفترة الماضية.