fbpx
بشائر النصر الجنوبي

بشائر النصر الجنوبي

ناصر الناصر

   إن انتشار الوعي وتجذره في أوساط شعبنا الجنوبي على مختلف الأصعدة والمجالات ، سواءً أكان ذلك في مجال الوعي الإعلامي أو العمل الجماهيري أو الخطاب الديني والسياسي ، أو العمل الشبابي المختلف ، وانتشار الوعي العام ليعم كبار السن والعجاوز على قمم وسفوح الجبال العالية والسهول والوديان اليانعة ، إنما يدل على ارتقاء شعبنا الجنوبي العظيم في ثقافته ووصوله إلى مستوى عال من الوعي الثوري ، وان هذه الخاصية لهي إحدى بشائر النصر القادم الذي يسعى إليه شعبنا الجنوبي العظيم .

إن أخوف ما يخاف على الشعوب ، ويعرضها لكل خطر ، ويجعلها فريسة للمنافقين ، ولعبة العابثين هو فقدان الوعي ، وافتتانها بكل دعوة ، واندفاعها إلى كل موجة ، وخضوعها لكل متسلط ، وتصبح لا تميز بين الصديق والعدو ، وبين الناصح والغاش ، وأن تلدغ بجحر مرة بعد مرة ، ولا تنصحها الحوادث والأيام ، ولا تروعها التجارب ، ولا تزال تولي قيادها من جربت عليه الغش والخديعة والخيانة والأنانية والجبُن والعجز ، وكان سبباً للهزيمة والذلّة ، ولا تزال تضع ثقتها فيه ، وتنسى سريعاً ما لاقت على يده من الخسائر والنكسات ، سريعة النسيان لماضي الزعماء والقادة ، وهي ضعيفة في الوعي الديني والاجتماعي والسياسي ، وذلك ما جر عليها ويلاً عظيماً وشقاءً كبيراً ، وسلط عليها القيادة الزائفة المخادعة ولذا يجب على الشباب في هذه الفترة الأتي :  .

1 – مواصلة الجهود الرامية لرفع مستوى الوعي العام ، ورسم طريق المستقبل المنشود الذي يسعى إلى استعادة الوطن وإقامة العدل وسيادة النظام والقانون .

2 – توضيح حقائق الوضع الراهن الذي نعيشه وتعقيداته في ظل الاحتلال الراهن للجنوب العربي وكيفية التعامل والتخلص من المستعمر 

الغاشم حسب المصالح العامة التي تخدم شعبنا في المستقبل البعيد لا التي تمزقه من الداخل ، واختيار القيادة الرشيدة التي تستمد شرعيتها وقرارها من الشهب كله ، لا من شخص القائد نفسه .

   إن نجاح أي ثورة مرهوناً بوعي شبابها الثوار ، وقادتها الأبطال الذين يبذلون كل ما بوسعهم لنصرت أهلهم وتحرير أرضهم ، وأننا نجد الجنوب اليوم يرسم أجمل لوحات الفداء المزينة بالدم الذهبي لشهدائنا الأبطال ، لتكون شعلة على جبين كل جنوبي تضيء له طريق الكفاح والنضال ، ولوحات مضيئة في طريق عشاق المجد وصناع المستقبل المنشود .

إن طريق التحرر والخلاص من المستعمر الغاشم ليس بالأمر السهل ولكن بصمود شعبنا العظيم وتمسكه بتقرير مصيره واستعادة دولته وسيادته ، ومواصلة سيره على دروب الحرية والكرامة ، ستكون الانطلاقة الكبرى للبركان الثائر الذي ليس بمقدور احد مهما كان أن يقف في طريقه ، أو يصمد في وجهه ، وان الرسالة التي أرسلها شعبنا العظيم للمحتل والعالم والاقليم خلال مسرحية ومهزلة ما يسمونها بالانتخابات الرئاسية لهي رسالة القوي وليس الضعيف ، وهي إحدى بشائر النصر الحقيقي ، وقد تيقن أمراء الحرب أن الجنوب لم يعد صالحاً لجرائمهم المتكررة ، ولا مرتعاً لمطالبهم الاستعمارية المختلفة ، ولذا هم يحاولون أن يكون الجنوب العربي ساحات مفتوحة لصراعاتهم ، لينقلوا للعالم بان الجنوب لم يعد صالحا لقيام دولته ، وانه لا يمكن أن يعيش إلا تابعا لنظام القهر والظلم والإجرام في صنعاء ، تلك الحروب المنتصر فيها هم ، والمهزوم الأطفال والنساء والشيوخ القتلى والمشردين ، ولكن نقول لهم لن تدوم هذه المخططات المكشوفة طويلا ، وسوف ينقلب السحر على الساحر ، في لحظة تتجلى فيها الحقيقة للعيان ، وينتصر الله للمظلوم ، ويعود الحق لأصحابه ، ولا يصح في النهاية إلا الصحيح .