fbpx
يافع .. من على تلك السفوح عبق التاريخ يفوح

كتب – عزيز العيدروس.
فخراً بأمجاد خلدها الاجداد وتوارثها الاحفاد تحيي يافع بأبنائها  موروث شعبي مفعم بعبق الحضارة يجسد امجاد قبيلة ضاربة جذورها في اعماق التاريخ وحفرت سجايا عزتها على ذاكرة الزمن .
فبما حبا به الله يافع من فضله وعزته وجعل منها بلدة طيبة بمنة وغفران من يوزع فضله لمن يشاء، ولانفتاح سكان يافع على اقطار الارض الواسعة فسلكوها تجاراً وطالبي علم فعادوا بالخير الوفير الذي جعل من مناطقها تحف معمارية تخلب الالباب، ناهيك عما تحويه من وسائل وكماليات تضاهي كبرى عواصم العالم المزدهرة، كل هذا لم يترك اي اثر او تغيير على العادات التي اتسم بها أهل يافع بقاصدها ومالكها وأورثوها للاحفاد .
لا اغوص عميقاً في وصف يافع فان طاوعني إلهامي لنفذ حبر قلمي ، وايًّ لم يطلع على مجد وطبيعة مدينة تعتلي سفوح الرواسي كمثلها .
اعود لمحور الحدث العيدي المتوارث الذي يحييه ابناء يافع عقب كل عيد اضحى سنويا، يتزين اليافعي بلباسه التقليدي مما ارتداه الاجداد، ويمتشق من السلاح الناري والابيض قديمه والجديد ليضفي نكهة معاصرة ممزوجة من التاريخ بعبقه والحداثة بروائعها..
 تنصب المنصات في اماكن متعارف عليها ليصعد لها الزوار من مختلف مناطق الجنوب للاستمتاع بمشاهدة لوحات مفعمة بوثائقيات التاريخ بكل شوق ، فتتوافد صفوف المناطق راجزة بزوامل يرتجلها فوارس الشعراء في تلك المناطق، ويتقدم وفد كل منطقة ثلة من الفرسان قد تصل الى التسعة حافين برجزة البرع اليافعية الشهيرة ويلمع بريق السيوف التي تتلالى مرفوعة برفعة هامات حامليها ، يستمر مرور الافواج منطقة تتبعها منطقة داخلة لساحة الميدان الى ان تمر امام المنصة لتؤدي تحية الايذان بانتها ارتجاز وزامل كل منطقة .
وعادة بتأدية اخر الافواج  التحية لمنصة الزوار يبدا المهرجان الخطابي للمنطقة التي احييت المهرجان وحضرها الافواج من غالبية المناطق المجاورة لها ..
غالبا تبداء مهرجانات الموروث الشعبي اليافي في تاسع ايام عيد الاضحى المبارك وتستمر لثلاثة ايام متتالية بالنمط الحامل للأصالة ذاتها، فتشارك في استقبال المراجز من كل القرى ثلاثة ميادين عادة في  الهجر  وبين المحاور( الموسطة) لبعوس، وفي القراعي المفلحي .