fbpx
أبين الشموخ لا تشترى بالمال يا هؤلاء.

كتب/ علي عبدالله البجيري
من وقت الى أخر تستهدف محافظة أبين، بهدف تشويه مواقفها والإستنقاص من بسالة رجالها وصمود شعبها. ابين لمن لا يعرفها، فهي القلب النابض للجنوب، وهي مصنع القادة والرجال الأفذاذ على مدى تاريخ الجنوب.
قبل ايام خرجت تظاهرة في مدينة لودر، دعاء اليها ما يسمى الائتلاف الوطني الجنوبي، وهو مكون سياسي لحكومة الشرعية، تم الاعداد والتحشيد لتلك التظاهرة، وانفق عليها المال بسخاء.
انا هنا لست ضد حق التظاهر لأي مكون جنوبي ، ولكنني ضد ان يعمل على شراء الذمم بالمال، واستهداف أبناء ابين بهذا القدر من التشويه والاستخفاف.
لقد تواصلت شخصيا مع رموز وطنية من ابين ممن رفضوا المشاركة بأموال الشرعية ” وأموال رجل الأعمال ” احمد العيسي، نائب مدير مكتب رئيس الجمهورية، وأرسلت لي مقاطع فيديو تثبت شراء الذمم بالصوت والصورة عند تسليم الأموال. بالمقابل فان ما يرفع الرأس هو موقف “شباب لودر” الوطنيين ومثقفيها برفضهم القاطع للمشاركة والانجرار إلى هكذا مواقف، وهذا ليس بغريب على أبناء ابين البواسل.
لقد أخبرني بعض الزملاء أن ما حدث يعتبر إهانة لمحافظة ابين ولكرامتها وعفت أبناءها، بل إن البعض اعتبرها استهداف لمحافظة ابين التي كانت ولا تزال مع المشروع الجنوبي ووقوف أبناءها مع اخوانهم في كل جبهات الدفاع عن الجنوب من سقطرة حتى شقرة.
يهمني هنا أن أرصد عدة ملاحظات ارجوا ان يتسع صدر القاري الكريم لها وهي :
اولا:  إن التظاهرة الهدف منها معارضة المجلس الانتقالي باعتباره حامل مشروع استعادة دولة الجنوب، خدمة لأهداف الشرعية الإخوانية.
ثانيا: العمل على خلط الاوراق للقول ان هناك كيانات جنوبية اخرى حاضرة في المشهد الجنوبي ومنها ” كيان الشرعية  الائتلاف الوطني الجنوبي.
ثالثا: محاولة التشويه على اتفاق الرياض، وآليته التنفيذية، وركوب الأمواج المتلاطمة.
رابعا:  محاولة تشويه كبرياء وشموخ ابناء ابين أمام أهلهم في الجنوب بأن ” المال ” فوق المواقف الوطنية.
  اساليب التحشيد وطرق دفع الاموال:
تم تحشيد الناس من مديريات زنجبار وجعار وشقرة والمنطقة الوسطى ومن القرى المجاورة لمديرية لودر ، ضف الى الاوامر العسكرية لجنود الالوية العسكرية المرابطة في المنطقة،  وقد كانت نسبة دفع الاموال للمشاركين تختلف من منطقة الى اخرى. بحسب ما كشفته صحيفة الايام الواسعة الانتشار بتاريخ 28 يوليو وجاء بالنص:
– لكل من حضر من تجمعات جعار زنجبار شقرة وصل المبلغ من 5 آلاف إلى 10 آلاف و50 الف ريال للفرد .
فيما شهدت بعض تجمعات أخرى في مدوية والوضع دفع بالريال السعودي ما بين 500 إلى 1000 ريال سعودي
وأوضح الشاهد أن ملاسنات ومشادات وقعت بين المشاركين وعدد من المنظمين عقب اختتام التظاهرة، فيما كان المتظاهرون يطالبون بدفع باقي المبالغ المستحقة “صحيفة الايام 28 يوليو”.
وهنا لاحظنا كيف تم الزج بالأطفال واستخدام  المهمشين الاكثر فقرا في المجتمع.
* شعارات الشمال حاضرة:
من اللافت للنظر أن قضية الجنوب كانت مغيبة تماما عن هذا الحشد، وما رفع من شعارات هي شعارات شمالية بامتياز وهي:
— علم الجمهورية اليمنية
— شعار الوحدة او الموت
–مخرجات مؤتمر الحوار.
*احتفى الشرعية بالحدث:
احتفت الشرعية ورموزها بالتظاهر وخرج وزير الإعلام الارياني ليقول انها انتصار للشرعبة ولمشروعها السياسي ، وسمعنا التطبيل والتمجيد من قنواة الاخوان، وكأن منجزا اقتصاديا قد تحقق في ابين الكالحة والحزينة والذي انعكس في وجوه المشاركين.
*توحد الموقف الإعلامي :
رأينا كيف توحد الموقف الإعلامي للجزيرة والقنوات الاخوانية بلقيس يمن شباب سهيل، والقنوات السعودية العربية والحدث،  وهنا اترك للقاري الكريم تحليل هذا الموقف!!
سؤال لكل ذي عقل وبصيرة؟
اين الجنوب وقضيته من هذا الحشد  ؟  اين احتلال مديرية مكيراس بالكامل من قبل الحوثة؟ ،اين معانات الناس من مرتبات وكهرباء ومجاعة وتعليم وصحة.؟ أم أن محافظة ابين تعيش في رخاء ونعيم في عهد الرئيس هادي.؟
* ال العيسي وأبين:
ما يعرفه الناس في محافظة ابين عن أحمد العيسي سوى أنه يعيش في محافظة الحديدة وشريك لعلي محسن الاحمر في بيع  محروقات ” الديزل” في اليمن والمحيط الافريقي، ولم يلاحظ له أي نشاط سياسي في عهد صالح .
وهنا تقتضي الأمانة بالقول إن ” قبيلة إل العيسي” لهم تاريخ وطني ونضالي مشرف في تاريخ الجنوب، ولذلك وجب التنويه لعدم خلط الاوراق فمن هذه القبيلة خرج الاستاذ المرحوم احمد صالح العيسي نائب وزير التعليم في دولة الجنوب، والشهيد محمد صالح العيسي احد مناضلي حرب التحرير ، نائب مدير الهجرة والجوازات، والمناضل الخلوق سالم أحمد العيسي السائق الشخصي للرئيس سالمين ، والمناضل علي صالح العيسي امدهما الله بالصحة والعافية. كما برز اسم أديب محمد العيسي كأحد قادة المقاومة في مواجهة الغزو الحوثي للجنوب.
ختاما: لم أكن انوي الكتابة عن هذا الحدث ولكن ما لاحظته هو ان بعض الأقلام كتبت وتجاوزت الحدث وسارت الاقلام السياسة بما لا تشتهي السفن ، ولذلك قررت أن أدلي بدلوي في هذا الموضوع، ليعرف القاصي والداني حقيقة الحدث.