fbpx
لماذا نعاتب المملكة؟

كتب/ علي عبد الله البجيري.

المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا .. نعلنها لكم بالصوت المليان، اننا نحن الجنوبيون لن نخدعكم ولن نغدر بكم. هذا هو حالنا في الجنوب الذي تعرفونه جيدا. اننا نملك من المبادئ والقيم والاخلاق مايؤكد ذلك. انها مبادئ وقيم تربينا عليها . ملتزمون بحسن الجوار مع من نتعايش معه، نحترم أواصر العروبة المنتمين إليها، نلتزم بالمواثيق الإقليمية والدولية التي تعهدنا بها، نراعي العيش والملح الذي يجمعنا مع الاخرين، مؤمنون بأن الصديق وقت الضيق وان صديقك من أصدقك، وهو تأكيد على ان ما يجمعنا بكم هو المصير الواحد والمصالح المشتركة في مواجهة التحديات الإقليمية التي تستهدف أمننا وأمنكم والأمن القومي العربي بشكل عام.

قبل ايام كتبت مقال من واقع الألام ونزيف الجرح الجنوبي، بعنوان ” لماذا الحرب على الجنوب؟ “… وقد كان خلف هذا السؤال ما يكفي من المعلومات التي تم تجميعها ورصدها من مصادر موثوقة حول حقيقة ما يدور في أجندة الشرعية واللجنة الخاصة .
ُُشعبنا يواجه حرباً بالأسلحة التي جلبتها عاصفة الحزم من أجل تحرير صنعا، لا من اجل غزو الجنوب المحرر . شعبنا يتضور جوعاً من سياسة شرعية مغتربة فُرضت عليه قسرا ، تمارس الحكم عن بعد وتجند العناصر الارهابية تحت مسمى ألوية الحماية الرئاسية.
أسلحت المليشيات الحوثية المهربة من طائرات مسيرة وصواريخ بالستيه والتي تسدهف مدنكم تمر عبر معابر ومواني تشرف عليها الشرعية، التي ترى قياداتها ان مصلحتها تكمن في استمرارية الحرب.
المشهد السياسي قاتم ويسير باتجاه الافق المغلقة، جل ما فيه لا يخدم الجنوب ولا قضيته، كل ما في الأمر كسب الوقت ، والمراهنة على نجاع الحصار والجوع وانهيار العملة، والاختلالات الأمنية.
– عاصفة الحزم تمنع تقدم القوات الجنوبية من تحقيق نصر عسكري في جبهة شقرة، وتكتفي بتثبيت حدود محميات جديدة ، وكأن لسان حالها يقول ” على المفاوض الجنوبي القبول بمشروع الرياض 2 مالم سنظل نستنزف قواتكم ، وبقائكم في مربع عدن لحج الضالع زنجبار.
– دعوة قادة الانتقالي للحضور إلى الرياض لم تأتي من فراغ ، بل جائت بعد تفكير وقراءة للواقع الميداني العسكري وصمود الشعب الجنوبي إلى جانب مجلسه الانتقالي، وبالتالي انحسار خطة اقتحام عاصمة الجنوب عدن.
– تدخلت المملكة لإنقاذ الشرعية للمرة الثانية، وجاءت دعوة حضور ” الرياض 2 ” ، وعرضت اللجنة الخاصة إملاءاتها التي كانت في مجملها لصالح الشرعية الاخوانية، وهمها الوحيد هو في عودة الشرعية إلى العاصمة عدن، واغفال عودة الأمور إلى نصابها في شبوة و حضرموت والمهرة بموجب ما تم التوصل إليه في نص اتفاق الرياض 1.
– نعلم أن المملكة تبحث عن حل للخروج من النفق المظلم في اليمن ، بعد فشل الحرب وارتفاع حجم الخسائر ، ومراجعة موازين الربح والخسارة.
– خطة اللجنة الخاصة ان تمارس الضغوط على الجنوبيين وتعمل جاهدة على عودة الحكومة والبرلمان والرئيس إلى العاصمة عدن ، بهدف الاسراع في شرعنة ما حققته من اهداف وفقا لاستراتيجيتها في الجنوب والتي تتلخص بحسب ما اورده الكاتب الصحفي الجنوبي احمد سعيد كرامه في :
– إقرار مجلس النواب المصادقة على إتفاقيات إعادة ترسيم الحدود ، ومد أنبوب ناقل النفط والغاز السعودي عبر الأراضي اليمنية وصولا إلى بحر العرب ، وتأجير بعض الجزر اليمنية كسقطرى وميون وغيرها من المواقع والجزر الإستراتيجية، والمصادقة على إقامة قواعد بحرية وجوية سعودية في الجنوب والشمال ” . انتهى الاقتباس”.
– دعوة قادة المجلس الانتقالي الجنوبي إلى الرياض وكما قلنا سابقا ” والوقوع في الفخ مجددا ، دعوة مشبوهة الغرض منها كسب الوقت ، بالتزامن مع ضغوط على أرض الواقع ،والمماطلة والتسويف وحرب الخدمات ، وعدم تسليم المرتبات مما يؤدي إلى زعزعة معنويات المفاوض الجنوبي وإحباط معنوي للشعب حتى يتم الرضوخ والقبول بمشروع الرياض 2.
– الدفع إلى الواجهة السياسية بالكيانات المصطنعة من قبل الشرعية واللجنة الخاصة ، واعتبار مشاركتها جنوبا ذات أهمية وبذلك يصبح مشروع الرياض 2 على النحو التالي :
-50 في المئة لمن يسيطرون على الارض شمالا ،و50 في المئة للجنوب تتوزع بين الكيانات والشخصيات الموالية للشرعية بحيث تكون النتيجة 45 للشرعية اليمنية و5 في المئة لصالح المشروع الجنوبي الذي قدم الجنوب من اجله اكثر من 60 الف شهيد .
مثل هكذا مقترح لا يقبل به ابناء الجنوب ، وعلى المفاوض الجنوبي العودة إلى وطنه على ان تظل القضية الجنوبية في الواجهة السياسية، ليعلم الإقليم والعالم اننا تطالب بدولتنا التي كانت قائمة حتى عام 1990م وليس بخمسة في المئة من وظائف حكومة المهجر.
– الخيارات السياسية كثيرة جدا وأهمها التصعيد المنظم ضد من يعرقلون وينهبون البلاد والعباد، وترسيخ دعائم الإدارة الذاتية، وثبات القوات الجنوبية في الجبهات بهدف مواجهة المشاريع التي تستهدف قضيتنا وهويتنا .
أمام هذا الواقع نطرح هنا بعض الملاحظات :
اولا: نرى أن المملكة ابدت حماسا منقطع النظير دفاعاً عن الشرعية ونحن نتفهم ذلك ، فهي من منحتها شرعية عاصفة الحزم !! بينما تمارس ضغوط غير مقبولة على المجلس الانتقالي، ومثل هذا الحماس يحرمهما من رؤية الأشياء كما هي على أرض الواقع
ثانيا: إشكالية اللجنة الخاصة أنها لا تزال تعمل بعقلية ” سنوات الحرب الباردة” إذ تعود رجالها ( أن يقال لهم سمعا وطاعة دون نقاش ).
ثالثا: لا ننكر للمملكة انها ساهمت في العديد من الملفات الاقتصادية والإغاثية وتلك حقيقية نشكرهم عليها – ولكنها بالقدر ذاته أفسدت المسؤولين اليمنيين، ولم تلزمهم بالعودة إلى اليمن ليتحملوا المسؤوليته الوطنية، ويعيشون المعانات التي يكتوي بنارها الشعب، ووقف الفساد ونهب الاموال وادارة الدولة من الرياض..
اختتم مقالي بدعوة الأشقاء إلى ضرورة البحث مع أصحاب الأرض للبدائل الممكنة وفق اتفاقات عادله تشكل مدخل حقيقي للإستقرار والمستقبل وتمكين ابناء الجنوب من إدارة شؤون بلادهم والدفاع عن مصالح شعبهم .