fbpx
نصيحة الشيخ سالم باقطيان لشباب الحراك 2

نصيحة الشيخ سالم باقطيان لشباب الحراك 2

محمد بالفخر

mbalfakher@gmail.com

في العدد الماضي نقلنا مجموعة من النصائحوالتوجيهات والحكم الجميلة التي وجهها فضيلة الشيخ سالم باقطيان حفظه الله فيمحاضرة قيمة له بحاضرة حضرموت عروسة البحر العربي مدينة المكلا الساحرة التي تأخذالعقول والألباب . ولهذا صدق من قال (بعد المكلا شاق) .

وحتىتعم الفائدة وتستكمل معانيها كان لزاما عليّ ان يكون هذا الموضوع الثاني لهذا الاسبوع استكمالا للنقاط التي سبقوان تم طرحها من خلال محاضرة فضيلته .والتي يرجو ونرجو نحن من خلالها الارتقاء بقيمنا وأخلاقنا وسلوكنا كما كان اسلافنا. كانوا ينافسون الثريا سموا ورفعة ومكانا كانوا نجوما تتلألأ في سماء المجد .

وحقيقة هوذاك مكاننا الطبيعي وما سواه فهو دخيلعلينا بلا شك ولا يليق بنا . والمصطفى عليه افضل الصلاة وأتم التسليم قد قالهاقاطعا ونافيا : ليس المؤمن بالطعّان ولا اللعّان ولا الفاحش ولا البذيء .

ونحن عن شرعه ومنهجه لن نحيد بإذن الله . وان حصلغير ذلك فهو محدود وطارئ ودخيل ينبغي التنبه له وتهذيبه وإصلاح مساره فالثورات لاتنتصر إلا بالحق لا تنتصر إلا بالأخلاق والقيم ، والشعوب لا ترتقي الى العلاء إلابسلوكها القويم .

ولهذا كما ذكرت في الاسبوع الماضي كم نحن بحاجةالى الناصح الأمين كم نحن بحاجة الى العقلاء والفضلاء والأمناء اصحاب التاريخالناصع الغير ملوّث بأدران الفساد الحسي والمعنوي ليكونوا في مقدمة الصفوف مشاركينلإخوانهم وأبنائهم. الطريق الذي يسير بهم للنصر والتمكين.

ومنالمسائل التي حث الشيخ سالم الشباب للعمل بها وذلك لأهميتها القصوى هي مسألةالتنظيم . فقال لن يكون هناك نجاح لأي عمل إلا بتنظيم ولا تنظيم إلا بقيادة ولا قيادة إلا بطاعة والإسلاميحث على ذلك فهو دين التنظيم والانضباط ويؤكد ذلك الحديث الصحيح الذي رواه البخاريومسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله إلاالله وأن محمدا رسول الله وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت مناستطاع اله سبيلا .

فهذا الحديث المعجزة يؤكد ان الاسلام بناء محكميقوم على اسس وانضباط كل هذا البناء يقوم على الاسس الخمسة والتي لو تأملناهالوجدناها انها تعلم المسلم النظام والانضباط في كل حياته الخاصة والعامة ، فنأخذعلى سبيل المثال الاساس الاول فهو الشهادة لله بالوحدانية في الوهيته وربوبيته وأسمائهوصفاته . ومقتضاها صرف الطاعة والإيمان بالله وحده والكفر والعصيان والمحاربة لكلالطواغيت التي تريد ان تعبد من دون الله . وثانيا نتلقى هذه العبودية والطاعة منشخص واحد هو نبينا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ارسله الله للناس كافةنسمع ونطيع له وننضبط بتعاليمه ونقتدي به فنستقيم على امره . فهذا اساس النظاموالانضباط .

فإذاانتقلنا الى الركن الثاني وهو اقامة الصلاة وجدنا المسلم مأمورا بأداء الصلاة فياوقات محددة وبنظام محدد والى جهة محددة . ثم هذه الصلاة تشرع فيها الجماعة فيجمعالناس على امام واحد “انما جعل الامام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا ركعفاركعوا وإذا سجد فاسجدوا وإذا قرأ فأنصتوا . هكذا يقول رسول الله صلى الله عليهوسلم

ثم ان المصلين يصطفون وراء امامهم في صف مستقيم .حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه “استووا فان تسوية الصفوفمن اقامة الصلاة . فأي تعليم للنظام والانضباط في دين او نظام ارضي أكثر مما جاءفي الاسلام ؟.

وقل مثل ذلك في سائر الفرائض . هذا من ناحية ومنناحية اخرى فان التنظيم والانضباط لن يكون فعالا ولا ناجحا إلا اذا كان سريا فقدجربنا العمل العلني وتضررنا منه ضررا كبيرا فقد قام الحراك عام 2007م إلا انه كانمكشوفا في العلن . فتسبب هذا العلن في اضرار كبيرة له حيث تسلل اليه العملاءواخترق من قبل السلطة وعرفت مواطن الضعف والقوة فيه . فاعتقلت قياداته واشتريتذمم الضعفاء منهم ومزقت الصفوف وفعلت بهكل ما تريد فهذه تجربة واضحة المعالم يجب علينا الاعتراف بها.لنصحح أخطاؤنافالسرية اساس مهم للعمل التنظيمي فبها لا يعرف العدو قوتك ولا يعرف من معك . ولا يعرفكيف تفكر فيحتار فيك .وبالسرية نجحت الثورات الشعبية ضد الطغاة وبالسرية استطاعتالشعوب الضعيفة هزيمة الامبراطوريات الكبرى فهزمت امريكا في فيتنام والعراقوغيرهما وهزمت فرنسا في الجزائر وغيرها من البلدان وهزمت بريطانيا في كثير منمستعمراتها التي لا تغيب عنها الشمس وهزم الاتحاد السوفييتي في افغانستان وغيرها.

وشدّد فضيلته على اهمية كسب الموقف الدوليوالإقليمي قائلا : لقدراهنت قيادة الحراك سابقاً على كسب المواقف الإقليمية والدولية إلى تأييدها ولكنهالم توفق في ذلك لأنها لم تعرف كيف تفكر هذه القوى. وأنا أقول لكم إياكم أن تقعوافي نفس الخطأ فالمراهنة الأساسية هي المراهنة على شعبكم في الداخل فعليكم أنتجعلوه يثق بكم وأن تجعلوه يفخر بكم من خلال انضباطكم ومن خلال تمثيلكم له بالخلقوالأخلاق ليقف معكم صفا واحدا ووراء قيادتكم فهذه الطريقة السليمة والصحيحة ثمإنكم تكسبون أيضا القوى الدولية والإقليمية إلى جانبكم إذا عرفتم كيف تفكر وسلكتمالطريقة المقنعة لهم . إن القوى الغربية التي تمثل اليوم السطوة الدولية لا تتمسكبالمبادئ ولا تسعى إليها وان تشدقت بها في أجهزة الإعلام وإنما تفكر في شي واحدفقط هو مصالحها كما يقول وزير الخارجية البريطاني الأسبق وعندما تفكر في مصالحها فإنهاتبحث عن الأقوى لينفذ لها هذه المصالح فإذا كان خصمك هو الأقوى وهو الأقدر علىإلحاق الضرر بمصالحها فهي معه وإذا كنت الأقوى فهي معك إذن لابد أن تكون أنتالأقوى حتى تقنعهم بتأييدك فإذا أردت ذلك فلا قوة لك إلا بتنظيم وقيادة حكيمة لابدلك من أن توحد صفوفك ولابد لك من أن تهزم النظام على ميدان المعركة بوسائلكالمتعددة لابد لك أن تشعر الغرب والقوى الدولية أن مصالحها مهددة بدونك عند ذلكستجري هي ورائك لتأييدك وانظر في التاريخ القريب تجد ذلك واضحا جليا.

ولما للقيم والأخلاق من اهمية اوجزها فضيلته فينقطتين هامتين

الأولى:الحذر من إثارة الشغب والفوضى أثناء المظاهرات والحذر من مصادمة إخوانكم شبابالتغيير وان كانوا مؤيدين للنظام او جزء منه لأن إثارة الشغب والفوضى يؤدي إلى مايلي:
1- تخريبالممتلكات العامة للمجتمع وليس للنظام.
2- إعطاء السلطةو المتنفذين فيها مبررا للفتك بالمتظاهرين بحجة الحفاظ على الأمن والممتلكاتالعامة.
3- تنفيرالجماهير المتفاعلة معكم من المشاركة في المظاهرات لأنها خرجت عن إطارها السلمي.
4- قطع حبالالتواصل مع إخوانكم في ساحة التغيير لمهاجمتكم إياهم وهم وان كانوا مع جزء منالنظام إلا أنهم في النهاية إخوانكم وينبغي أن تتعاونوا انتم وإياهم على محاربةالظلم والفساد.
5- إعطاء العالمرسالة بأنكم قوم مشاغبين همج ليس لكم قضية إلا إثارة الشغب مما يفقدكم تأييداإقليميا ودوليا. وبترككم الشغب تكسبوا إحترام العالم. هذه هي النقطة الأولى.
أما النقطةالثانية: فانه لابد من التواصل والتحاور والتفاهم مع العاملين في الساحة سواءكانوا من أصحاب الحراك الموافقين لكم في التفكير او من غيرهم ممن يخالفونكم فيالتفكير فانتم مشتركون في وطن واحد ومجتمع واحد ولابد من الحوار لتقريب وجهاتالنظر او حتى لا يبقى كل واحد بوجهة نظرة مع أعذاره للآخرين وصلى الله على سيدنامحمد وعلى اله وصحبه وسلم.
هذه وما كان في الاسبوع الماضي هي مجموعة منالدرر نثرها الشيخ سالم محبة لكم ولقضيتكمالتي هي قضيته والتي يريد لها كما تريدون انتم السير من نصر الى نصر حتى تتحقق الآمال بإذن الله تعالى .

خاتمة منالشعر الشعبي الحضرمي :

للشاعررمضان باعكيم

والليلة الاّ ياشرارة في المدارة ولّعي

زفّة حطب ضويتها مانا مولّع في دمان

وسلاحي الاّ عود لكنهرصاصه قامزي

ولساني الضرّاب ودماغي مخازن عيلمان

المؤتمر والمشتركشطّبتهم من حسبتي

عندي قضية ثانية تبغى لها كشف وبيان

رفض الهنود الحمر ليكتموا على حريتي

وشطبوا اسمي لي في التاريخ من سابق زمان

وتقاسموا ارضي ذا لكوهذا القسم لي

الثعل شل التمر والربحان أكلن الحيدوان