fbpx
أبسر ياحبيبي أبسر المواطن الجنوبي معسر!!

 

فضل المحلائي

المعسر في المصطلح هو من لا يقدر على الإيفاء بدفع ما يطلب منه من دين ونحوه وخصوصاً في قضايا ديات الدم , في عهد نظام الزعيم الرمز والقائد الضرورة الهالك ( عفاش ) حيث كان يقوم رجال ( الدرك والجندرمه ) عكفة من رجال الشرطة بمرافقة وعرض ما يطلق عليه المعسر مقيد الرجلين ومكبل اليدين على متن سيارة وفي حالة مهانة وغير مصانة , في حالة من الإذلال وكثرة السؤال , سيارة تقله ومكبرات الصوت تنقل الخبر النذير والشؤم الخطير عبر الأثير يجوبون بهذا الشخص أو ذاك ( المعسر ) وهو في حالة يرثى لها يشحططون به شحططه ويبهذلون به بهذلهفي الأرياف والمدن بحثاً عن من يساعده مالياً للفكاك من أسره وقيده وإعتاق رقبته , ممارسة كهذه تعد شكل من أشكال الإذلال والإهانة للنفس البشرية ولآدمية وكرامة الإنسان , أنتقل هذا المسلك المشين إلى الجنوب بدايات الوحلة وأضحى التعامل به ومعه كأمر واقع ,شعوب العالم قاطبة لا تتعامل مع هذا النمط من السلوك بل تمقته وترفض ممارسته رفضاً قاطعاً لأنه ينتهك صميم آدمية الإنسان ويجلب له المذلة والاستصغار , مصطلح ( معسر ) كلمة شطبت من القواميس وأكل عليها الدهر وشرب , كلمة غير محببة وما عاد لها محل من الإعراب في العقول والنفوس , كلمة كهذه تشعر المواطن المغلوب على أمره والقابض على جمره بالمهانة لأن منطوق كهذا معسر مقزز ومستفز للنفس البشرية ويحط من قدرها ومكانتها , مسلك كهذا ما زال ولا زال قائماً في ظل النظام الحاكم الحالي ولكن ما يخلق في النفس غصة وألم وحسرة ومرارة أن يصدر ذلك عن قوى التغيير والحداثة والأكثر مرارة أن يتم تجسيدها وتدبيجها بقرار صادر عن أخوتنا قيادات المجلس الانتقالي وبالذات من رئيس الجمعية الوطنية ورئيس الإدارة الذاتية للجنوب اللواء ( أحمد سعيد بن بريك ) مؤخراً أصدر قرار قضى بموجبه تشكيل لجنة لزيارة السجون ومراكز الاحتجاز لتتفقد وتتلمس الأوضاع الصحية للسجناء وهموهم ولمعالجة ما أطلق عليه قضايا ( المعسرين ) وخلاله وجه ندا لرجال المال والأعمال يحثهم فيه على تقديم يد العون والمساعدة للمعسرين بهدف إعتاق رقابهم وفكاكهم من أسرهم , هذا القرار يعود بناء إلى المربع الأول أيام الهالك , اليوم في الجنوب ما زلنا نعيش في زمن العسر والإعسار والمعسرين في زمن ما بعد الثورة والتضحيات الجسام إذاً أين هو التغيير يا مدير ؟!- إن ما يعتمل في الواقع الجنوبي ليس هو الطموح المطلوب ولا التغيير المرغوب , بتصرفات وأفعال كهذه أفقدتمونا أمل التغيير بعد كل ما حصل من خراب وتدمير , يا سيادة اللواء أبن بريك إذا كان هنالك ما زال في جنوبنا الحر المستقل بعد الحراك والتحريك وبعد الثورة والتغيير من معسر ومعسرين وأبن الفندم وأبن الكندم نقول لكم ( أعيدوا النظر ) نأمل تصحيح الألفاظ قولاً وفعلاً وعدم الانسياق وراء نفس المفاهيم والمصطلحات والمسلك والسلوك للنظام البائد الذي ما زال سائد في كثير من جوانبه وخير البر عاجله ,يا أبن بريك إذا كان الأمر كذلك إذاً ماذا تغير في المشهد السياسي والاجتماعي ؟! فلاتفقدوا أبناء الجنوب الصابرين والمرابطين على الجوع والوجع أمل التغيير , يا صاحب السعادة اللواء أبن بريك غيروا من المفاهيم والمصطلحات , غيروا من النبرة واللهجة ,غيروا من الممارسات والتصرفات البائدة والتي ما زالت سائدة ولا تخدم للود قضية , غيروا من الأقوال والأفعال والأحوال إلى الأفضل ,أما إذا استمر الحال على نفس المنوال فعلى الدنيا السلام ,إذاً أين الجديد والمفيد ؟!- وأين التجديد ؟!- لا تقتلون النفوس والهمم وبنفس الدندنه والطنطنة والحنحنة , لا تقتلون الأمل بنفس الوسائل والأساليب والمصطلحات القديمة والرثة , أن السير على نفس المنهاج نظرياً وعملياً هذا يعني ( ديمه وقلبنا بابها ) واللهمصبرك يا روح وياقلبي المجروح على كل ( ملحلح ومملوح ) والصراحة يا سيادة اللواء فيها  راحة كلمة كهذه ومصطلح كهذا مستفز لأنه يشعر الطرف الآخر الإنسان البسيط المحتاج لظرف ماء المساعدة بنوع من الدونية وهذا ما لا يقبله ويتقبله أيه إنسان عاقل , استبدلوا المصطلحات وغيروا المفاهيم والسلوك والمسلك إلى الأحسن والأفضل ما لم سنظل في محلك سر وإلى الخلف در , وأبسر يا حبيبي أبسر شوف الدنيا مش عتسبر , وأبسر ياخبيرأبسر شوف المواطن الجنوبي معسر ومن الفقر والطفر متعسر ومتبستر , وأخيرا أقول أنه من الواجب عليكم حقاً وعدلاً العمل في مثل هذه الظروف والحالة وبما يخدم المواطن الغلبان والتعبان والنكدان والضبحان دون قيل وقال وكثرة القلقال والضرب فوق ( …… ) ..!! وبصورة مستورة ما لم دعوا هؤلاء يواجهون مصيرهم لوحدهم داخل السجون وفي مقدمتها سجن المنصورة , وآخر دعوانا اللهم أننا نعوذ بك من العسر والإعسار والبسر والإبتساروالفقر والإفتقار , اللهم يسر ولا تعسر ويا بن ( بريك ) أمسك ( بريك ) والله الله في ( الهمبريك ) .. !! .

                                                                                                                                               فضل محسن المحلائي