fbpx
فتاوى منتهية الصلاحية تكشف زيف أصحابها
نشرة قناة العربية تقريراً عن مغردين سعوديين نشروا تغريدات لحصر فتاوى تراجع عنها أصحابها خلال نصف قرن، هذه الفتاوى كانت تمس أشياء جوهرية في حياتنا، منها تحريم التلفزيون والفضائيات، وأيضاً التصوير، التلفون، تعليم البنات، ركوب الدراجات، وسائل مواصلات، الانترنت ووو إلى أخر من ما جاء في التقرير.
 
وعلى واقع هذا التقرير وما أثاره إذا نظرنا الى الفتاوى بشكل عام سنجد فتاوى أخرى أخطر بكثير مما ذكر لم يشملها التقرير، ولم يناقشها المغردون على تويتروأيضاً لازال أصحابها متمسكون فيها ولم يتراجعوا عنها وهي سارية المفعول حتى يومنا هذا رغم انها باطلة، على سبيل المثال الفتاوى التكفيرية التي أصدرها “الديلمي” “والزنداني” وإباحة قتل شعب مسلم في الجنوب واستباحة أرضهم، وأيضاً من أفتى بقتل شكري بلعيد المعارض اليساري في تونس وتم اغتياله على أثرها وهناك الكثير والكثير من الفتاوى التي راح ضحاياها أفراداً وجماعات من الأبرياء. 
 
كل هذا الكم الهائل من الفتاوى الباطلة، تفضح مصداقية رجال الدين أو بالأصح( الكهنة) الذي انتزعوا من الإسلام منظومة القيم الروحية والأخلاقية واستخدموه وسيلة لحشد الجماهير واستغلال عامة الناس وتحريك عواطفهم لتنفيذ أجندتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، دائماً يكون سعيهم إلى تجهيل المجتمع كون في ذلك مصلحة لهم واستمراراً لسلطتهم على الناس. ما يدفعهم لإصدار هذه الفتاوى الباطلة هي الشهوة إلى السلطة وحب التسلط والكسب المادي، ليس الغيرة على الإسلام كما يقولوا أو يقول  أتباعهم ومن يصدق كذبهم.
 
الغريب أن يسمون أنفسهم بالمدافعين عن الإسلام والشريعة، بينما هم بالحقيقة يمارسون على الواقع مفهوم (الكهنوت)، مع أن هذا المفهوم لا يقره الإسلام وتعاليمه، من خلاله يريدون أن يتملكوا كل شيئا، ويظهروا على أنهم وكلاء الله بالأرض، تصرفاتهم هذه تذكرنا ما قراناه في تاريخ الأمم، حين كانت أوربا في القرون الوسطى خاضعة لسلطة البابا الذي كان يتمتع بسلطان سياسي فوق سلطانه الروحي، وكان يطيعه الملوك والأباطرة ويحرصوا على تنفيذ كل ما يقوله ، مما مثل أكبر عائقا أمام التقدم، لم تحصل النهضة في هذا الجزء من العالم إلا بعد إسقاط سلطته وإتاحة المجال للفكر والإبداع . وهؤلاء الكهنه يفكروا بنفس العقلية دفاعهم عن الدين ليس حبا فيه أو حفاظا عليه وعلى الشريعة إنما يريدونه مطية لتحقيق مصالحهم، كل ما نشاهده اليوم بتصرفاتهم يدل على أن لا فرق بين بابا القرون الوسطى وبينهم كلهم واحد ودينهم هي السلطة .. أن هؤلاء قد ذهبوا بالإسلام بعيدا وحجموه شيئا فشيئا ونسبوا إليه الخرافات وأشياء لا يقبلها عاقل وكل ذلك كان يتم من أجل تمكينهم للسطو على السلطة بكل مراحل التاريخ .. وها نحن اليوم نراهم يختطفون الثورات العربية ويطوعونها لتكون على حسب أهوائهم وما يتوافق مع رغباتهم .
 
والأغرب من هذا وذاك أن نسمع أصحاب هذا الفكر يتشدقون بالحرية والديمقراطية، فأي ديمقراطية وأي حرية سيصنعها هؤلاء بغبائهم هذا!! وكيف يتبنى الحرية الذي يرى من يختلف معه بالرأي انه خرج عن الطاعة ويعتبر خروجه كفرا ويبيح قتله ؟ كما يحدث في البلدان العربية والإسلامية خصوصاً بلدان الربيع العربي. وكيف للحرية في عهدهم أن تتم؟؟ وهم قد حددوا ضوابط وشروط لها وقرروا نيابة عن الجميع ما هو المباح وما هو الممنوع، حتى في الفكر ما يجوز التفكير فية وما لا يجوز، وفي الصحافة ما يجوز نشره وما لا يجوز، وفي الرأي السياسي ما يجوز طرحة وما لا يجوز، ولم يبقى شيئا إلا ووضعوا له حدود بما يتوافق مع أهوائهم ونظرتهم الضيقة للأمور.
 
حتى العلاقات الاجتماعية وكل التفاصيل التي تخص حياتنا اليومية تدخلوا فيها، ولم يسلم من تدخلاتهم السافرة أحدا ، بما فيهم الزوجين دون خجل رسموا لهم حدود ووضعوا الخطوط الحمراء، حللوا لهم بعض الكلام وحرموا بعضه الأخر، ووصل بهم الأمر إلى القول أن خلع ملابسهم في الخلوة حرام! وأخر جرائم هؤلاء الأخلاقية وافتراءاتهم التي تنم عن بذاءة أخلاقهم وقبح تفكيرهم هي عندما أفتى أحدهم بخصوص الأب وابنته حيث قال أن مقابلة الأب لأبنته في شبابها يجب أن يكون بوجود أمها. كل هذا القبح يتم بدعوى الحفاظ على القيم والأسس الاجتماعية افتراءا وظلما .. أيقبل عاقلا بهذا الكلام.. وهل من المعقول أن يكون هؤلاء دعاة مدنية أو أهلاً للحرية؟!! 
 
أن الأوصياء على العقول والأبدان هم أعداء الحرية و المدنية بل أعداء كل ما هو إنساني، ومحاولاتهم البائسة لن تجدي نفع في أسلمت العصر وإعادة العجلة إلى الوراء، العصر قد تجاوزهم وتجاوز أفكارهم وعقلياتهم العقيمة.. 
ولم يتبقى اليوم إلا أن تقف كل النخب المثقفة بشجاعة ويقولوا لهم بكل صراحة أنتم ليس حل وإنما أساس المشكلة والحل لن يكون إلا بدونكم !! كفانا هروب وتجنب للصدام فقد حولوا حياتنا إلى جحيم، آن ألأوان يجب الوقوف بثبات والتصدي للزحف ألظلامي الذي يسعى لخنق حياتنا ويزيدنا كل يوم تخلفا وجهلا .