يافع نيوز – الخليج 

كشفت فعاليات اليوم الأول لمؤتمر الحوار الوطني في اليمن، أمس، عن تركة كبيرة من الاحتقان والانقسام لدى المشاركين الذين يمثلون سائر أطياف العملية السياسية، وسط مخاوف من تحديات كبيرة تواجه المؤتمر الذي ينظم برعاية الأمم المتحدة، سعياً إلى توافق في شأن الأسس الدستورية والتشريعية لبناء يمن ما بعد الثورة، والتوافق على أسس الإصلاح السياسي والمصالحة والعدالة الانتقالية الهادفة إلى طي صفحة الصراع السياسي الذي عصف باليمنيين على مدى 33 عاماً .

وترأس الرئيس عبد ربه منصور هادي أولى جلسات المؤتمر في حضور نوابه الستة وزهاء 555 عضواً، وكُرست لأداء المشاركين القسم، وتحديد جدول أعمال المؤتمر وبحث اتجاهات النظام الداخلي للمؤتمر، وقال هادي إن “اليمن لم يعد يحتمل أن يفرض طرف ما رؤيته أو سياساته بالقوة ولن يقبل اليمنيون بعد اليوم إلا بفكرة التعايش في ظل سيادة حكم القانون الذي لا ينبغي أن يتجاوزه أحد، ومن الضروري أن نستحضر كل لحظة أننا دخلنا هذه القاعة لنخرج منها بحلول يمنية الصنع وطنية النكهة لمشكلاتنا المزمنة وليس بمزيد من الأزمات والمشكلات”، وأكد أن البحث في المشكلات ووضع الحلول المناسبة سيجنب اليمن حلولاً تأتي من الخارج الذي قال إنه “حسم أمره باتخاذ قرار دولي بالحيلولة دون نشوب صراع أو حرب ما يدعو إلى الحرص على التعامل الجاد مع هذا المؤتمر الأول من نوعه في تاريخ اليمن” .

ودعا المشاركين إلى الصبر والمثابرة وتقديم التنازلات مهما كانت مؤلمة، كما دعا من يرغب في المشاركة إلى أن يبادر إلى تقديم المقترحات والدراسات، مشيراً إلى تفهمه لمواقف من أعلنوا انسحابهم لأسباب سياسية، ومؤكداً أن أبواب المؤتمر ستظل مفتوحة لهم لينضموا متى ما اقتنعوا، فالبلد سيظل بحاجة إليهم اليوم وغداً وبعد غد” .

وألقى ممثلو الأحزاب والمكونات السياسية المشاركة، كلمات عبرت عن حجم الانقسام في الرؤى، إذ نقل ممثل الحراك الجنوبي في أولى جلسات المؤتمر مطالب قوى الحراك إلى قلب العاصمة صنعاء، متحدثاً عن “مطالب شعب الجنوب في حق تقرير المصير والانفصال”، ودعا خالد بامدهف ممثل “المجلس الوطني لشعب الجنوب”، إلى “الاستماع إلى صوت الجنوب المطالب بحق تقرير المصير واستعادة الدولة الجنوبية التي كانت قائمة قبل قيام دولة الوحدة عام 1990”، مشيرا إلى أن “أبناء الجنوب انتظروا هذه اللحظة الفارقة في التاريخ لمخاطبة المجتمع الدولي للتأكيد على خياره في تثبيت حق الجنوب في تقرير المصير واستعادة الدولة الجنوبية المستقلة الحرة” .

وشدد على أهمية خروج مؤتمر الحوار ب “نتائج تمنح الجنوب الحق في تقرير المصير”، مشيراً إلى أن “مشاركة الحراك الجنوبي السلمي في هذا المؤتمر جاءت تلبية لدعوة الشرعية الدولية” .

وكرر ممثل حزب التجمع الوحدوي اليمني أحمد كلز المطالب ذاتها، ودعا المؤتمر إلى منح الجنوبيين “حق تقرير المصير” .

ودعا أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني ياسين سعيد نعمان المشاركين إلى إيلاء القضية الجنوبية اهتماماً خاصاً والإبقاء على أبواب الاتصال مفتوحة مع من تبقى من قوى الحراك، لضمان مشاركتها في الحوار، وطالب بأن يمد مؤتمر الحوار أذرعه للقوى السياسية لحل القضايا ونتائج الأزمات التي خلفها النظام السابق، سواء في الجنوب أو في صعدة أو في بقية مناطق البلاد .

ودعا ممثل جماعة الحوثيين صالح هبرة المؤتمرين إلى الخروج بمعالجات للأزمات التي عاناها اليمن خلال السنوات الماضية، مستعرضاً بدرجة رئيسة نتائج الحروب الست التي شنها الرئيس السابق ضد جماعة الحوثيين في صعدة، وعبر عن تخوفه من أن تكون نتائج الحوار شبيهة بنتائج الحوارات في الماضي، التي كانت تستغل إما لإيقاف حرب أو لإشعالها .

وانتقد هبرة التدخلات الأجنبية في اليمن، وحدد بشكل خاص الولايات المتحدة الأمريكية التي قال إن طائراتها بلا طيار تقوم بتنفيذ طلعات جوية في مختلف مناطق اليمن منتهكة سيادته، كما قال إن السفارة الأمريكية بصنعاء تهيمن بشكل مباشر على الوضع وعلى استقرار البلد وأمنه .