fbpx
كورونا وغياب الوعي الصحي !!

كتب / أنيس الشرفي.

نؤمن جميعاً بأن الموت آت لا مفر منه، وندرك تماماً ما تمر به عدن والجنوب واليمن عامة من أزمات مركبة وأوبئة متعددة في محتمع أثقلته الحروب وأنهكته الأزمات، واستفحلت معها الأوضاع وبلغت مستويات مأساوية تتجاوز حدود الإمكانيات المتاحة على محدوديتها.

وعلى الرغم من ذلك فإن تجارب انتشار وباء كورونا في دول العالم قد وفرت لنا مؤشرات واضحة في أن الدول التي تعاملت مع الإجراءات الاحترازية والوقائية تمكنت من تخفيض أعداد المصابين وكذلك من أعداد الوفيات، فيما أن الدول التي تعاملت مع الوباء باستهتار دفعت أثماناً باهظة ومثال ذلك إيطاليا، مما دفعها لاتخاذ إجراءات قاسية بعد ذلك، أتت نتائج مثمرة خلال فترة وجيزة.

حالة الاستهتار في التعامل مع المصابين في الوباء ستحصد الكثير من الضحايا الأخرى، إذ أن هناك آليات وطرق معتادة في التعامل مع الحالات المصابة في كل دول العالم، يجب على من كان لديه مصاب أو متشبه إصابته بكورونا أن يلتزم بها، ويتخذ الإجراءات الاحترازية، ندرك بأنك لست أفضل من أحبابك وأن الحياة تهون أمام فقدانهم، لكن لك أحبة وأهل ومجتمع كامل، وكلما تهاون أحدنا كان سبباً لإحداث مزيداً من الموت والهلع.

يجب أن نتعامل مع الوباء كما تعاملت معه بقية دول العالم، ونبتعد عن نشر الإشاعات وترويع الناس، فأحياناً يكون الهلع والخوف والرعب المصاحب للمرض أشد وطأة على المصاب وأهله وأحبائه من الوباء ذاته.

هناك مبادرات شبابية ومجتمعية تصدرها الكثير من الغيورين إلى جانب الانتقالي والدعم الطبي المقدم من دولة الإمارات، في ظل غياب تام لبقية دول الجوار والمجتمع الدولي، واستهتار الحكومة وسعيها لإفشال جهود انتشال عدن من وضعها الكارثي، أنا على ثقة بأن الأيام القادمة ستشهد انفراجة كبيرة ودعم لا محدود لمواجهة وباء كورونا وتعقيم المدينة وإزالة المخلفات، وتنظيم الوضع الصحي، ولكن كل ذلك لن يجدي نفعاً إن لم يرتقي الوعي الصحي لدى كافة فئات وشرائح المجتمع إلى مستوى الخطر وحجم الكارثة المحدقة بالجميع.

كفاكم استهتاراً، لا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة، خذوا بالأسباب، لا للتجمعات، لا للمخالطة، من خالط مصاباً فليعزل نفسه حتى يتحقق من أنه غير مصاب، أو حتى تمر الفترة المحددة للعزل، الزموا منازلكم، البسوا الكمامات والقفازات عند خروجكم الاضطراري من المنزل، والتزموا بإجراءات التباعد الاجتماعي.

لسنا أمام نزهة أو مشكلة بل أمام خطر داهم عجزت عن مجابهته أعتى الأنظمة الصحية في العالم ووقف العالم بأكمله أمامه حائراً، فما بالك في دولة تفتقر إلى أبسط مقومات الرعاية الصحية، نسأل الله اللطف والسلامة.