fbpx
(مَنْ يُوقف ثورتنا يحفرُ قبره بيديه!!)

(مَنْ يُوقف ثورتنا يحفرُ قبره بيديه!!) 

فاروق ناصر علي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“لأنني لا أمسحُ الغبار عن أحذية القياصرة

لأنني أقاوم الطاعون في مدينتي المحاصرة

لأن شعري كُلَّه

حربٌ على المغول .. والتتار .. والبرابرة

يشتمني الأقزام والأنذال والسماسرة”

–     نزار قباني –

 

مدخل لا مفرَّ منه 

•     إذا كانت اتفاقيات الوحدة بين الدولتين في (صنعاء وعدن) تتناقض أساسـًا مع ميثاق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان وكونها جرت وشعب الجنوب مُنكرة حقوقه من قبل الحزب الحاكم الوحيد (الحزب الاشتراكي اليمني) ومقيَّدة إرادته وحريته بمختلف القيود؛ فإنَّ حرب (94م) الغادرة والتكفيرية التي شـُنـَّت عليه كما شنَّ (الصرب حربهم ضد البوسنة) وأحدثت جرائم شنيعة ومقابر جماعية تعتبر جريمة جنائية ضد الإنسانية وموجهة أيضـًا ضد المجتمع الدولي لا مفرَّ من التحقيق فيها من قبل الهيئات الدولية؛ فإنّ ما جرى علينا أبشع بكثيرٍ ومهما حاولت بعض الدول القضاء على مطالب أبناء الجنوب بكل وسائل النذالة والهروب من الحقائق من أجل (فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب) لن ترغمنا على التخلي عن الاستقلال وتحقيق الحرية، ولن يقبل شعب الجنوب بغير هذا الحق شاء من شاء ورفض من رفض..

•     لذا على أمريكا زعيمة الإرهاب العالمي وأعوانها أن تفهم هذا الحق الشرعي، ما لم يعتدل الميزان يُصبح النضال السلمي وصمة عار في جبين شعب الجنوب، وسنأخذ حريتنا وانتزاع الاستقلال عبر طريق واحد تعرفه كل الشعوب المقهورة ولا طريق غير طريق (جيفارا) وشعب الجنوب قد خبره وجرَّبه والتاريخ شاهدٌ وبريطانيا شاهدٌ حي على ذلك، تذكري القول يا أمريكا ويا مجلس التعاون الخليجي استوعبوا معنى الحرية، أما فرقعات وفحيح الاحتلال ما بيننا وبينهم لن ينتهي ولو بعد ألف عام.. تذكروا هذا القول وسنرى لمن تقرع الأجراس؟!

 

الدخول إلى قلب المقال

أولا: ماذا يعني الحوار؟!

•     مازال بعض يلهثُ وراء الحوار مع الاحتلال تحت أي سقف كان المهم أن يبرز وتظهر صورته وهو لا يعرف معنى (الحوار) ولا معنى (التفاوض)؛ لأنَّ الحوار معناه أننا طرفين داخل دولة واحدة، نبحث عن اتفاق وطني (الحوار الوطني) ولسنا سوى أبناء دولة واحدة، أما التفاوض يختلف جذريـًا؛ لأنـَّه يُبيِّن وضوح الاحتلال من قبل دولة على دولة أخرى أي القضية هنا تبيِّن بوضوح أنـَّها قضية شعب يرزح تحت الاحتلال.. لكن اللاهثون وراء المناصب والمكاسب الشخصية ما زالوا يتفلسفون، يتحاورون، يفكرون في الكاميرات والأضواء.. هي لعنة حب الظهور ولعنة المناصب، ولم يفكر أحد منهم بالسؤال التالي: من أعطاكم حق الحديث باسم شعب؟! بل إلى أين تريدون الوصول بعد أن أعلن المحتل أنـَّه احتل الجنوب؟ ولماذا لا تفكرون لحظة واحدة بالشهداء والجرحى والأسرى الذين يتساقطون اليوم برصاص الاحتلال؟!

هناك فرق بين بيع بضاعة أو سلعة وبين عرض شعب وهوية وأرض ووطن للبيع.

إنَّ النضال الجنوبي بدأ في الأساس من بعد 7 / 7 / 1994م، والوحدة انتهت بهذه الحرب… وما زال من في الداخل يتوهمون وفي الخارج يبصمون، والشعب قد حدد الطريق والمصير في داخل الجنوب الثائر، فعلى مَنْ تدجلون؟!

ثانيـًا : ماذا تعني كلمة انفصال وماذا يُقصد بالوحدة؟!!

•     استمرارًا لما ذكرته في (أولاً) سمعتُ من بعض رنة أو نغمة فرح حين تذكر أن كلمة (الانفصال مطروح على طاولة الحوار)، وهذه الكلمة أو المصطلح تردد منذ ما بعد 7 / 7 / 1994م، ولكن بطريقة مستمرة مضافـًا إليها عبارة الخارجون على الوحدة وأعداء الوطن.. الخ.. وهي لعبة خطيرة قذرة من (النظام) وممن يدعون أنـَّهم مع أبناء الجنوب في مطالبهم، يقولون : لا تطالبوا بهذا القول الانفصال؛ لأنـَّكم تعرضون أنفسكم لمظالم عديدة!! والحقيقة أيـُّها القارئ أنَّ هذا المخطط الاحتلالي الاستيطاني يهدف إلى إبقائنا نتحدث عن (الانفصال) كي تستوطن هذه الكلمة في عقول أبناء الجنوب، وفي الأخير يتحقق ما تريده (عصبة الاحتلال وأعوانها)، بأننا نطالب بانفصال لأننا جزء من (كيان واحد) ولسنا وطن ودولة ذات سيادة دخلت الوحدة الغادرة دون استفتاء ورغم إرادة الشعب.

•     أما الحديث المكرر عن الوحدة وقدسيتها والشعارات المعروفة (الوحدة أو الموت) أو (الوحدة المعمدة بالدم) أو (الوحدة خط أحمر) كلها هدفها إبقاء احتلال الجنوب ونهب ثرواته وخيراته.

•     ما الذي جاءت به هذه الوحدة، كي يفهم الشباب الواعي من أبناء الجنوب معنى الدعوة إلى الحوار بين طرفين على أساس (حوار وطني) يجعلنا تحت معطف الاحتلال وسأضعها بتساؤلات جوابها قد عرفه الجنوب كله:

•     هل الوحدة :

1 . في نهب الممتلكات والثروات في الأرض والبحر؟!

2 . هي الاعتقالات التعسفية والتكفير والمتاجرة بالدين؟!

3 . هي في إحالة الجنوب إلى أهل عمالة فائضة داخل الحزب الشهير الذي خلقوه حزب (خليك في البيت) منذ 7 / 7 / 1994م؟!

4 . هي مجسدة في حل جيش الجنوب وإدخاله في الحزب الشهير؟!

5 . هي في جعل الشباب (جيل الوحدة كما يدعون) الذين تركوا لهم الشوارع ملاذاً ويتهمونهم اليوم بارتكاب أعمال الشغب والسرقات والخونة وهم أي هؤلاء الشباب أشرف من (عصبة الاحتلال) مليون مرة؟!

6 . هي مجسَّدة في الاستيطان الشمالي داخل الجنوب وجلب العمالة من هناك حتى الفراش والحارس والنجار وعامل الطرق وساعي البريد… الخ منهم؟!

7 . هي متجسِّدة بقتل العُزل من السلاح كيفما ومتى أرادوا وقلب الحقائق بجعل القاتل بطلاً وحدويـًا والشهيد مجرد عميل، خائن للخارج؟!

8 . هي في اعتبارنا العبيد وهم السادة؟! أم هي في اعتقال الأبطال في منتصف الليالي وتقييدهم بالسلاسل ونفيهم في سجون صنعاء؟!

9 . هي في تدمير البُنية التحتية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتصفية الآثار حتى (المساجد) وتشويه وتغيير معالم المدن والسعي الحقير لطمس هوية الجنوب؟!

10 . الجوع والفقر والبطالة هي المجسدة للوحدة؟!

11 . كم مليون هل هي؟! يمكن وضعها منذ 7 / 7 / 94م حتى اليوم؟!

 

ثالثـًا : ما هو المطلوب يا قيادات الحراك ويا شباب؟!

•     إن الذين يريدون الحوار من خلال مشاريع يعرفون أنـَّها منقوصة وأنـَّها مجرد تقديم (وطن) لمزادٍ دولي تتزعمه أمريكا ودول مجلس التعاون الخليجي إنـَّما يعبِّرون ويتحدَّثون عن أنفسهم ولا عَلاقة لشعب الجنوب بهم على الإطلاق.

•     كما نرى أنَّ الواقع المُر المعاش اليوم ومن خلال المؤامرات الدولية والعربية تفرض على قيادات الحراك والشباب العمل على وحدة الهدف وهو (الاستقلال) ووحدة الصف الأمر الذي يحول الفعل السياسي إلى قوة فعالة قادرة على كسر كل الأباطيل المفروضة على شعب (الجنوب) الثائر.. وإرادة الشعوب صاحبة الحق هي من إرادة الله وسنرى لمن تقرع الأجراس في النهاية.

 

قبل الخاتمة بخطوة

•     أهل النظام الجديد والقديم قلنا : وجهان لعملةٍ واحدةٍ قبيحة الشكل والصـُنع أنتم تجيدون وضع الضمادات لكنكم لا تصلحون على الإطلاق صناعة الشفاء؟! من غير المعقول أن نرى السفاح يُعالج مرضاه بكل عناية مع الفارق أنـَّكم تجعلون غيركم يفعل ذلك بكل نذالة، تسرقون تنهبون، وتخلطوا الحق بالباطل عبر شيوخ متأسلمين هم من صـُنع (حاخامات اليهود والكهنة والرُّهبان) هناك فرق شاسع ما بين (علم الفلك وقارئة الفنجان) لماذا لا تريدون معرفة الحقيقة بأننا دولة ذات سيادة كاملة ولسنا ابن ضال عاد لخالته المشكوك في صحة نسبها (تركية، فارسية، أم حبشية؟!)، فعلاً عاد الفرع للأصل عقدة مستحكمة بعقلية يعود عفنها منذ (سبأ) تعقلوا؛ لأن الزمن تغيَّر ولستم خالدين ولا صعب المنال كسر شوكتكم ورفاق الأمس الذين يقدِّمون لكم (الخطة خلف الأخرى) يعرفون جيدًا كيف؟ ومتى؟ وأين سيكون مخنق الذئب؟! وبالمناسبة يا أهل (سبأ) لن نغفر لكم إلى يوم القيامة ما اقترفتموه بحقنا، المهم تعلَّموا أن العبرة دائمـًا في النهاية ولن تـفيدكم دول الجوار؛ لأنـَّها ستدخل غصبـًا عنها معنا ومعكم ما دامت تريد أن تكون شاهد زور جبان على ما يـُجرى علينا.

•     سؤال أخير كنتُ أتمنى لو كان صادرًا منكم خاصة وأنـَّكم تعرفون أنـَّه لا يمكن لأي مخلوق الصمود أمام العاصفة أو الإعصار لذا: لماذا ما زلنا نرفض الخنوع ولا نقبل المساومة ونحتقر الانكسار؟! هل تعرفون لماذا؟! حتى لا ننسى خروج النهار وازدهار الورد وكيف تـثمر الأشجار.. فقط انتظرونا فيما لا يُنتظر ولا ينسى أحد أن كل ليل وله آخر، وكل فصل له دولة لكنها تدول!!

 

“الموت، يا شعراء جيل الجرح

بالمرصاد واقف.. الموت

للصوت المـُكبَّل بين آلاف المعازف

الموت.. قلت..

فحاذروا لغط الأكاديمية الصفراء

واجتنبوا المتاحف

في معهد الريح ابتدأنا

فلنـُكمل في العواصف”

–     سميح القاسم –