fbpx
(( على مصر أن تَعي هذا جيداً .. ))
شارك الخبر

بقلم – علي ثابت القضيبي
   ١/ تدور الٱن أحداثاً جِساماً على رقعتنا الجنوبية ، والأخير فيها مايجري في شقره / أبين ، فهناك تقاتل إحدى أذرع الإخوان بدرجة رئيسية ، والى جوارها فلول المغرّر بهم بطروحاتٍ زائفة ، ثم أن مَن يمول ويوجه المعارك هنا هو نفس ممول وموجه القوى التي تدير الدمار في سوريا وليبيا وحتى في المحروسة مصر العروبة ..
   ٢/ القوى التي فجرت القتال في شقره/ أبين ، وهي متدثرة بغطاء الشرعية ، فهي قد فرضت نكوص الشرعية وخروجها عن أهداف التحالف العربي الذي جاء يقاتل هنا لأجلها ولأجل إعادتها للسلطة في البلاد ، وهذا مشينٌ بالمعنى الحرفي للكلمة بحق السلطة الشرعية ، ثم أن الهدف الأساسي أمامهم والتحالف وهو الحوثي وليس جنوبنا ، ولذلك فهذا صلف لايضاهيه صلف .
   ٣/ تركيا أوجدت لها موطئ قدم في أرض الصومال منذو أمدٍ قريب ، كما وهي تواجدت في الجوار الجيبوتي الملاصق لباب المندب ، وهي تروم من وراء هذا الى خنق المحروسة مصر ، وتهدف الى خلخلة تفوقها الإستراتيجي وتفردها بالتحكم في مضيق قناة السويس ، ولهذا الأمر مرامي جهنمية ولاشك ، كما ولانغفل حضورها بشكل أو بٱخر في الضفاف العليا في هضبة الحبشة حيث مصب النيل ، وحتى الشيخ الإخواني ( اليمني ) حميد الأحمر المقيم في تركيا ضخّ أموالاً طائلة كإستثمارات له في تلك البقاع ، وهذا وراءه ماوراءه ، وعلى الشقيقة مصر أن تتفهّم كل هذا جيداً .
  ٤/ من المؤسف أن الشقيقة مصر ، وحتى اللحظة ، فهي ماانفكت تسمح بإستضافة بل والإستقبال الرسمي أحياناً لأسماء يمنية بارزة وهي ذات صلة وثيقة بالأحداث الإخوانية هنا في رقعتنا ، وهؤلاء يسيرون في فلك ومخططات التنظيم العالمي للإخوان ، بل وينفذون أجندتهم التخريبية بحق بلادنا العربية عموماً ، وأولهم في مصر العربية .
   ٥/ لذلك أعتقد أنه من الضروري جداً على الشقيقة مصر أن تولي عناية أكثر لوجود مجلسنا الإنتقالي الجنوبي كرقم صعب ومؤثر في الخارطة هنا ، وأن تسعى جاهدة الى تشبيك أواصر العلاقة الوطيدة به وبقيادته ، فهنا باب المندب ، وهو محوري لمصر وبشكل يفوق التصور ، وهو يقع في النطاق الجغرافي للمجلس الإنتقالي الجنوبي ، أما السلطة الرسمية للبلاد – السلطة الشرعية – فهي تحلق في فلك الإخوان المسلمين وتحت تأثيرهم ونفوذهم ، ومن المفترض أن يعني هذا الكثير بالنسبة للسياسة المصرية ولاشك .
   ٦/ فعلاً من الضروري جداً على الممسكين بالملف السياسي المصري أن يعوا جيداً أن هناك كياناً جنوبياً وله ثقله وحضوره وهيمنته على جغرافيته ، بل وله ثقله وحضوره القوي في خارطة الأحداث هنا ، وعليهم أن يقتربوا كثيراً من قيادته وتطلعاته ، ثم أن حرب أكتوبر ١٩٧٣م ماثلة للعيان ، حينئذٍ كان الجنوب بمثابة الهراوة المصرية / العربية التي أمّنت باب المندب وبالتالي تأمين مصر والجيش المصري من الجنوب ، وعلى أشقائنا في المحروسة أن لايهملوا مثل هذا الجانب الحيوي لهم مطلقاً .. أليس كذلك ؟!
     ✍ علي ثابت القضيبي
    الخيسه / البريقه / عدن .
أخبار ذات صله