fbpx
التحالف ينزع فتيل التصعيد بين الشرعية والانتقالي الجنوبي
شارك الخبر
التحالف ينزع فتيل التصعيد بين الشرعية والانتقالي الجنوبي

 

يافع نيوز – العرب

مصادر سياسية يمنية إن التحالف العربي تمكن من نزع فتيل المواجهات الوشيكة بين القوات الحكومية المحتشدة في منطقة شقرة شرق مدينة عدن وبين قوات المجلس الانتقالي التي رفعت حالة التعبئة إلى درجاتها القصوى خلال الأيام الماضية.

وأشارت المصادر إلى أن اللقاء الذي جمع قادة عسكريين من الشرعية وآخرين من المجلس الانتقالي في مقر التحالف بعدن بحضور لجنة التهدئة نجح في وقف التصعيد العسكري، لكنه لم يحسم الخلاف حول القضايا الأساسية المتعلقة بتنفيذ اتفاق الرياض.

ولفتت المصادر إلى أن التيار النافذ والمؤثر في الحكومة اليمنية، والذي بيده اتخاذ قرار تنفيذ بنود اتفاق الرياض، ما زال يعارض أي حلول سياسية ويدفع باتجاه اجتياح القوات الحكومية ومسلحين من جماعة الإخوان العاصمةَ المؤقتةَ عدن.

وينص اتفاق الرياض على انسحاب القوات العسكرية التابعة للشرعية من محافظتي أبين وشبوة وعودتها إلى مواقع تمركزها السابقة قبل مواجهات أغسطس 2019، وهو ما يرفضه حزب الإصلاح ومراكز قوى قريبة من دوائر القرار في “الشرعية” تعتقد أنه يمكن فرض أمر واقع في محافظات جنوب اليمن بالقوة العسكرية.

وكشفت مصادر مطلعة لـ”العرب” أن قيادة التحالف العربي أوصلت رسائل حاسمة إلى الشرعية يفيد مضمونها بأنها ترفض أي مساع لتفجير الوضع العسكري والتقدم نحو عدن، وهو الموقف الذي أجبر القيادات العسكرية التي تتولى عملية التحشيد في منطقة شقرة على وقف التصعيد والمشاركة في حوار في مقر التحالف بعدن.

ويعتبر التحالف العربي الذي تقوده السعودية أن أي مواجهات داخل معسكر المناوئين للانقلاب الحوثي ستصب في خدمة المشروع الإيراني في المنطقة وستعزز نفوذ الحوثيين العسكري والسياسي في المحافظات الشمالية.

وتتبنى قيادة التحالف خطابا سياسيا قائما على معالجة التوترات بالحلول السياسية وتنفيذ اتفاق الرياض وتوحيد الجهود والطاقات لمواجهة الميليشيات الحوثية التي تمكنت من السيطرة على نهم ومحافظة الجوف.

ويشير مراقبون سياسيون إلى أن حالة الارتباك في إدارة الملفات السياسية والعسكرية في الشرعية اليمنية تفاقمت نتيجة تعدد الأجندات التي تتبناها مراكز قوى داخل الحكومة اليمنية، الأمر الذي ألقى بظلاله على قائمة الأولويات والتخبط السياسي في التعاطي مع ملفات هامة، مثل العلاقة مع الشرعية وطريقة حل الخلافات مع القوى والمكونات المناوئة للحوثي، إضافة إلى حالة الارتباك الفاضحة في التعامل مع الاتفاقات، كما هو الحال مع اتفاق الرياض الذي يرفضه التيار الإخواني الموالي لقطر في الحكومة وقيادات قريبة من الرئاسة.

مساع إخوانية لتعطيل تطبيق اتفاق الرياض

وترجح مصادر سياسية يمنية أن يلجأ التيار المعرقل لاتفاق الرياض إلى تجزئة وترحيل الحلول بهدف امتصاص غضب التحالف العربي، في الوقت الذي يستمر فيه التحشيد العسكري في منطقة شقرة شرق عدن، وفي منطقة طور الباحة شمال عدن حيث يتم تجميع ميليشيات تابعة للقيادي الإخواني المدعوم من قطر حمود المخلافي في معسكر اللواء الرابع مشاة جبلي التابع للإخوان والذي تحول إلى نقطة ارتكاز جديدة للنشاط العسكري المدعوم من الدوحة.

وأكدت المصادر أن التدخل القطري، الذي كشف عنه القيادي الحوثي محمد البخيتي، لوقف المواجهات في مأرب ربما يكون هدفهُ منحَ جماعة الإخوان فرصة مهاجمة عدن وفتح بؤر توتر جديدة ضد التحالف في شبوة وسقطرى، في إطار تفاهمات رعتها تركيا وإيران وقطر لتمكين الحوثيين من الشمال كوكلاء لطهران، ودعم التوجهات الإخوانية لإحكام السيطرة على جنوب اليمن بدعم قطري وتركي مباشر.

وصعّد إعلام الإخوان في اليمن من الخطاب الإعلامي المعادي لقوات المقاومة المشتركة في الساحل الغربي، في الوقت الذي يسعى فيه ناشطون من حزب الإصلاح للربط بين قوات طارق صالح والصراع مع المجلس الانتقالي في محاولة لإعادة رسم خارطة الاصطفافات والأعداء على قاعدة المصالح القطرية والتركية والمشروع الإخواني في اليمن، كمقدمة لسيناريو الحرب القادمة التي ستشمل كل التيارات اليمنية غير المنضوية في مشروع الإخوان السياسي في اليمن.

ويتزامن التصعيد على مشارف عدن، مع مواجهات بين قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي والميليشيات الحوثية في منطقة قعطبة شمال محافظة الضالع، وهي الجبهة التي لم يتمكن الحوثيون من إحراز أي تقدم فيها.

وفي تطور جديد في مسار المعارك استطاعت القوات المدعومة من الانتقالي، الإثنين، السيطرة على مواقع جديدة في جبهتي الفاخر وباب غلق غرب مديرية قعطبة.

وقال مصدر ميداني إن وحدات خاصة من ألوية القوات المشتركة والحزام الأمني خاضت معارك عنيفة سيطرت إثرها على جبل القرحة الاستراتيجي والخرازة إضافة إلى السيطرة على أجزاء من منطقة شليل، كما تم استكمال السيطرة على حبيل العبدي ومدرسة حبيل العبدي