fbpx
إلى الأتباع من بني قومي!

إلى كل من أساء إلي، إلى كل من أستقصدني بتجريح شخصي، إلى كل من يبصر الحروف وهو أعمى بصيرة، إلى كل من يتفاخر بشهاداته ومركزه العلمي ويشير باستحقار إلى معاناتي، إلى كل تبيع أغضبه رأيي الناقد للمتبوع. 

أنا أتكلم بمستواي البدوي، كراعي للأغنام، كفلاح، ككادح، كعامل أشقاه الزمن، سأنطق بلساني، بلهجتي، منطلقاً من ثقافتي البدوية، وعقليتي المرتبطة بالبيئة المتخلفة التي هي سيدة الموقف في وطني، بل وفي كل الأوطان العربية، وألفاظي القاسية لا أستطيع أن أغلفها بالدبلوماسية، لن أظهر بغير ثوبي مثل من يحاول خداع الناس، مثلكم مثل الأتباع وأتباع الأتباع، أنا هذا الإنسان البسيط أنا الذي أتألم من أفعال الحمقى، أنا من جُنيِ عليا وعلى جيلي يوم قرعتم الطبول لهم، وهم في الطريق الخطأ، فكنتم معاً مصدر بؤسنا وشقاؤنا وجهلنا وتخلفنا.

لي الحق أن أقول ولن تستطيعوا إسكاتي، بإرهابكم، بترهيبكم، بسخريتكم، لن تقدروا أن تمنعوني أن أبوح بما في نفسي، قلمي حجر وورقي جدران أنحت رأيي على قارعة الطريق، أقراء أيه “التبيع” “وأنطح” الجدار أن لم يعجبك ما كتبت وما قلت!!

أن رأيت أحداً أخطأ سأقول بكل وقار “لا” ، وأيضاً بصوت عالي أقولها، وكيف ما شئت قلت، لأنني حر، لأنني مستقل برأيي، لأنني غير مرتبطاً بأحد، غير منحازاً لشخص بعينه، غير متخندقاً مع فريق ضد الأخر، لأنني أنظر إلى الجنوب بكامله، إلى أبناءه على حداً سوى، لأنني أعُبر عن ما في نفسي عن ألآمي عن ألآم شعبي التي تسبب بها أسلوبكم، ونفاقكم وطريقة تعاملكم مع الأحداث والوقائع، أعبر بكل حرقة عن ما جنيتموه عليا وعلى أمثالي من البسطاء، الفلاحين، الرعيان، العمال، الحفاة، العراة، كافة أطياف الشعب المغلوب على أمره. فقل ما شئت ووصفني بما شئت، فمهما شوّهت الضروف بصيرتي، ومهما بلغ القبح عندي، فلن أكون أقبح من قبحكم وأكثر تشوهاً منكم، بعضكم قد يرى نقدي بذيئاً ولكنه ليس أكثر بذاءةً من ما أنقده. 

في الماضي قرعتم الطبول لهم وهم على الطريق الخطأ، صفقتم لهم وهم يمشون إلى الجحيم، في الماضي كنتم سبب بؤسنا، فقرنا، جوعنا، كنتم سبب ما نحن فيه اليوم. لن أكون مثلكم مجرد تبيع، بكل قوة سأحافظ على استقلالية عقلي، على حريتي، على موقفي ، لن أحيد عن إرادة شعبي سأمسك به وأتمسك بهدفه الأعظم، سأكون منحازاً إلى الوطن ومصالحة، إلى المواطن وكرامته، ولن أقبل أن أكون مجرد قارع طبل مثلكم أيه الأتباع، دينكم تقديس الأشخاص وديني تقديس الوطن، إذن لكم دينكم ولي دين.

لا أدري ماذا تريدون مني أن اقدم لكم بعد كل هذا البؤس والشقاء الذي صنعتموه لنا؟؟ هل تريدون أن أهديكم الورد عندما أرائكم تقتلون مستقبل الأجيال مثلما قتلتم مستقبل جيلي بوقاحتكم وغباؤكم؟؟ هل تريدونني أن ابتسم بأوجاهكم عندما ارائكم تسحقون الأمال داخل أفئدتنا بتبعيتكم للأشخاص دون أكتراث بالوطن؟ سأواجهكم نداً لند، أنا مستنداً على شهادات معاناتي وأنتم متكئون على شهاداتكم الورقية، انا انتصر للحقيقة وانتم تنتصرون للباطل، كم هي ثقتي كبيرة أن الحقيقة ستنتصر ولو بعد حين.

أخيراً وليس أخرا سأضع يدي على يد الأحرار، لينصرونني وأنصرهم، ليعينوني وأعينهم، لنكون سنداً لبعضنا البعض، ضد الباطل المغلف بالدبلوماسية، ضد النفاق والمنافقين، ضد ثقافة عبادة الأشخاص الأنفة، ضد ثقافة الوثن والأصنام البائسة التي تريدون استحضارها وإعادة أنتاجها من جديد، سنسير بالطريق الصحيح، سنعمل بكل جهد ليكون الجنوب الجديد شعب بكل فئاته يقود الدولة، لا أن يقوده أشخاص مثلما تقاد القطيع، سنسير بكل ثقة، دون أن نلتفت إليكم مهما تعالى نباحكم سنستمر بالسير بكل شموخ، بكل أباء، “سنحفر على وجه الجدار أما فتحنا ثغرة لنور أو متنا على وجه الجدار”.