fbpx
الوزير الغريب مدرسة العدل والنضال

كتب – مجاهد القملي
في تشكيلة الحكومة الحالية لا أبالغ إن قلت أنه لا يوجد في طاقمها من يمتلك تاريخ ونزاهة وعصامية المناضل معالي وزير العدل علي هيثم الغريب،رجل يحظى باحترام نخبوي ومجتمعي قل نظيره،فرضه الرجل بأسلحته النوعية التي ينفرد بامتلاكها. تاريخ نضالي وسياسي مشرف كان في طليعة من صدعوا بآرائهم النيرة وأقلامهم الحرة في أعقاب حرب 94م وعرف المعتقلات وعرفته كرجل لا يساوم ولا يقايض في أروقة الأجهزة القمعية والضغوط الرهيبة لدرجة أنه نقل على مروحية من عدن إلى سرداب أرضي في صنعاء ذات صباحية مؤلمة في بداية الحركة الاحتجاجية الجنوبية . ومثلما وقف في المحاكم دفاعا عن المظلومين وجد نفسه في المحكمة متهما بتهم سياسية الطابع بهدف كسر ارادته . وإذ انطلقت النخبة السياسية في مرحلة الحرب لتمارس أبشع أنواع الفساد بقي الرجل ملتزما المبدأ الذي طالما دافع عنه متمثلا في النزاهة والشفافية والصدق والتعفف عند المغنم والتعالي عن وسخ المال القذر .
في عهد المحامي الغريب معالي وزير العدل عادت الحياة لتدب في الأروقة وصار للعدل جولة منتظرة بعد أن كتمت على أنفاس البلاد كل أنواع المظالم الرهيبة واستشرى الفساد وأصيبت القيم بالعطب والاعاقة .
لم ينقل الإعلام الصورة الحقيقية عن وزير العدل والانجازات التي يحاول بإرادة صلبة وجبارة أن يجترحها وانهمك في قضايا وقصص وهمية ليقنع بها المواطن البسيط الذي يدرك تماما حقيقة الحال .
أن رجلا فذا مثل معالي الوزير علي هيثم الغريب يعتبر مكسب كبير لحكومة الشرعية لو كان فيها من يسمع أو يبصر ويحدد وزن وثقل ومساحة كوادرها فقد جاء في لحظة صعبة وعسيرة فهو قائد التيار الوسطي الحكيم في زمن التحشيد والمبالغة والتعصب وارتفاع منسوب الاحتقانات الأهلية والمناطقية والتي يرفض الحكماء الإنجرار إليها والولوغ في مستنقعاتها كما هو السياسي المبصر والمدرك لعواقب الاوضاع الذي لا يتوانى عن تقديم روشتات العلاج للإمراض المزمنة .
الظلمة الحالكة السواد يبددها ضوء شمعة صغيرة أو قل في بدايت بزوغها والطريق إن ضللته يهديك إليه أثر إنسان واثق الخطى والبصيرة قد عبره والباب عند قرعه تعرف من يقف خلفه بعد فتحه أو النظر عبر فتحة فيه، لكن يبقى الإنسان معدنا لن تستدل على ما يضمره عنك إلا إن خبرته  في رحلة طويلة وشاقة.
يبقى المحامي والمناضل الجسور علي هيثم الغريب معالي وزير العدل حزمة كيان ممزوج بعدالة القانون وبعميق التشكل للوطن والقضية تصل معه إلى قرار بأن الوطن يعتمد على صلابة الاوفياء كالوزير الغريب  الذي يعيش معنا على الدوام قلبا وروحا وجسدا ونراه بسيطا متواضعا بحقيقة سريرته وعطائه اللامحدود للوطن والشعب وكما قلنا أنه عندما يمسك الحقائب الوزارية كوادر وكفاءات عليمة بالخبرات وفيرة بالنزاهة والرشد تصبح الطريق سالكة لعودة وحي الدولة المدنية المنشودة رغم تكلس النوايا الحسنة حيال هذا الوضع الضبابي بل التسيب ضارب الجذور في عمق حياتنا لأكثر من عقدين ونيف من الزمن، فإن لم يكن هنالك تأصيل لقيم المبادئ الوطنية سيكون الحديث عن إستعادة الدولة مجرد “وهم وسراب ” وفى تقديري أن قاعدة قيم التصالح والتسامح هي سيادة حكم القانون .. على ذات النهج القانوني العادل يظهر المحامي الكبير الأستاذ علي هيثم الغريب معالي وزير العدل حاملا وبنفس التلقائية مشعل الأمانة وقبس النور وصحوة العدالة وهو السياسي المناهض للأنظمة الشمولية والاستبدادية ومن أبرز المؤسسين للتسامح والتصالح في الجنوب والحراك الجنوبي السلمي والمقاومة الجنوبية وأول سجين سياسي سطر ملاحم بطولية  ونضالية في مراحل الوطن وثورته المباركة ومازال حتى اللحظة يقود نضاله الوطني والسياسي والقانوني في بناء دولة الجنوب المنشودة كيف لا وهو المقارع الاستثنائي والرجل الصلب والعقل المستنير الذي عمل على تفكيك إرث النظام الشمولي المناطقي القبلي من خلال التصدي لثقافة الاقصاء والتخوين وعدم المساواة وتعزيز المصالحة الوطنية الجنوبية ووحدة الصف الجنوبي .  نعتز بوزير العدل علي هيثم الغريب نحن أنصار القيم الفاضلة التي يجب أن تسود وأنصار النزاهة والصدق في زمن اللصوصية  والانتهازية وفقه الله وأمده بطول العمر وتاج الصحة .