fbpx
يا أقلام الجنوب ,اللحظة حاسمة فـ عانقوها ..

يا أقلام الجنوب ,اللحظة حاسمة فـ عانقوها ..

بقلم / أبو عهد الشعيبي.

كثر الهرج والمرج هذه الأيام على صفحات المنتديات الجنوبية وفي فيس بوك بين الجنوبيين مع بعضهم , هرج ومرج مُضر ومؤذي أحياناً كثيرة , حال لا يسر ولا يجب السكوت عليه أبداً لأنه إستنزاف وإهدار لإمكاناتنا البسيطة على الشبكة وفي توقيت خطير للغاية والمستفيد الوحيد هو الإحتلال وهو الذي يمتلك آله إعلامية ضخمة معادية ,ومع إقرارنا بأن الدور الإيجابي للشرفاء فاعل وموجود إلا أن أقلاماً كثيرة أصبحت متخبطة وسلبية وذات تأثير سلبي للغاية وقد تكون غير مدركة لحال ما وصلت إليه ,جميعنا نعمل للجنوب ( الوطن المحتل ) وهذا واجب وليس من حق أحد التقليل أو التشوية أو النيل من الآخر وهذه أدبيات وإخلاقيات الثوار والثائرات في كل حقب التاريخ ,ولكن المؤسف بذات الوقت أن كلاً يرى الوطن ومصلحته وقضيته بعين ما في عقله وفق منظوره الخاص دون النظر للأمور بوزنها وسياقاتها الطبيعية والحقيقية والتي على أساسها يكون تواجدنا ودورنا تكاملي مع الآخر بما لديه , لذلك كثيراً ما تنتهي حواراتنا وموضوعاتنا بالخصام والشتائم والتجريح .. ولأن بعض ما في العقول ليس صافياً ولا صحيحاً ولا سليماً فلا بد أننا مع ذلك بحاجة ماسة لوقفة جادة مع النفس يكون الهدف منها إعادة فرز ما فيها على أساس الفهم الصحيح للمطلوب منا تجاه وطننا المحتل بهذا التوقيت تحديداً حتى نضع نصب أعينا بوصلة الخط والمسار الآمن الذي يجب أن نسلكه ,وعلى أسس .. الإنتماء للوطن والقضية بوعي وطني سياسي بعيدا عن الذاتيات , الجنوب اولاً ,حدود النقد وكيف نمارسه بطرق محترمة وبناءه وبخاصة عندما يكون موجهاً لمن يحمل راية الإستقلال وفي مقدمة المسيرة الثورية ,الإختلافات والتباينات في الرؤئ شيئ جيد ولكن كيف نجعل منها مقود إلى مربع الصح والتصحيح والقبول ومحبة بعضنا والسلامة .. أن واجبنا هنا ليس إلا جهداً مكملاً لآخرين في ساحات ومربعات أخرى لذلك وبالبضرورة لا بد أن نتدارك الأخطاء ونتلافئ جوانب السلب والقصورحتى لا نتأخر عنهم وبخاصة ساحة الميدان وعن مواكبة الاحداث التي تتوالى , فـ الكثير من الضرر والتمزيق والتأخير يلحق بقضيتنا بسبب إستمرار هذه الحالة الغير لائقة ,وفي اعتقادي الشخصي أيضاً أن علينا الإلتزام والإنضباط بنمط معين من الكتابات والارء الهادفة والمتوافقة بمضمونها مع مصلحة الوطن والشعب والمنسجمة مع معطيات المرحلة الثورية الراهنة ومتطلباتها ,أما العشوائيات والراي المتمرد الغير متزن والغير حصيف والهدام تحت ذرائع حق التعبير وحق التنوع فأمور تجعلنا نسبح عكس التيار وعكس المصلحة وتجعل دورنا متقوقع ومشلول في إطار الصفحات. زملائي وأخواني المتواجدين على صفحات المواقع والمنتديات والصحف لأجل الجنوب لقد آن الأوان لنعيد النظر فيما نحن عليه من حال , فـل ننظر إلى القضية ومصلحتها من كل الزوايا ولـ نضعها فوق كل إعتبار بإخلاص بعيداً عن الحسابات الضيقة وبعيدا عن إملاءات ردات الفعل والعلاقات الشخصية ,ولنبتعد عن التعصبات والولاءات القبلية والمناطقية والحزبية ,ولـ ننطلق من منطلقات الولاء كل الولاء لله ثم للجنوب , لا نَفرق ابداً ابدا بين قيادات الجنوب الإستقلالية البارزة ولا نضخم هفواتها أو ننشر لها غسيل التباين, ليس لأنها وجه وعنوان قضية شعبنا والذي لا بد أن يكون هذا العنوان جذابا وهذا الوجه جميلا لافتا للآخرين من حولنا بل ولأن قوتها قوة لقضيتنا وإنتصاراً لإرادة شعبنا ,ولنسخَر أقلامنا لتجاوز الصعاب وإزالة الأسباب التي تعيق تلاحم قياداتنا لأن القضية تحتاجها لتكون أقرب من بعضها اليوم أكثر من أي وقت مضى !. ووطننا بـ مسيرته التحررية يمر في أهم وأبرز اللحظات التاريخية وأصعبها على الإطلاق نظراً لحجم مخاطر مخططات الإحتلال الممولة إقليمياً ودولياً فأن واجب الأقلام واجب كبير وعظيم لا بد أن يُسخَر لأجل دعم ثبات شعبنا على الارض ,وفضح جرائم الإحتلال المختلفة التي تطال أهلنا ومناطقنا,والتعريف بالقضية والتوعية بها ,والتعبئة الثورية لرفع الهمم والعزائم ,والتحذير من المخاطر القائمة والقادمة وكيفية التعامل معها ,وكتابة كل ما يفيد الجنوب وقضية الجنوب وشعب الجنوب ومستقبل الجنوب ,ولنتجنب الخوض في الأمور التي تمزق وتفرق الجمع وتبدي الضعف والتفاصيل ,ولأباس من النقد الحصيف والمسؤل بدافع الحرص ولكن بعيداً عن التشكيك والتجريح والإستهداف الشخصي وتوزيع التهم والصكوك , وإن لا بد من ذلك فـ بالدليل والبرهان ! . فقط في الحياة الإجتماعية بما لها من العلاقات الشخصيىة من حق كل منا أن يحب أو يكره فلان أو علان من الناس متى وكيف أراد جهراً أو غير ذلك ,وهذا شأن خاص ومسائل تبنا على أسس إنسانية وإخلاقية بحتة وليس فيها قيداً أو شرط على أحد بما هو له , أما في الشأن العام الوطني والسياسي فينبغي أن يحضر عند الجميع الوعي الخلاق والموضوعي والحريص على مصلحة قضيتنا ومستقبل شعبنا ,وهو وعي مرهونة مبدئيته النقية والخالصة بالقبول والإجماع والتلاحم مع الآخر أبن الوطن وشريك العمل والحلم والإنتماء ,وإلتزاماً شفافاً بالمنهج الوطني والمصلحة العليا لكل الوطن وكل الشعب .. ألسنا من يريد التقدم لقضيتنا ؟ ,ألسنا من يريد إستمرار الثورة بقوة وبتنظيم وعمل متكامل في كل الساحات المرتبطة بساحة الميدان ؟ ,ألسنا من يبحث على العمل السياسي والوطني الكبير المطلوب لنقل قضية وطننا المحتل إلى مكاتب المؤسسات السياسية الدولية بوزنها السياسي الحقيقي ؟! كيف سيتحقق لنا كل ذلك ونحن كـ ( شريحة مهمة ) دون الواجب والمستوى وبهذه الحالة من التشرذم والشتات وكلاً على ليلاه يغني ؟! . الحمد لله رب العالمين