fbpx
صخر ومستحقات حضرموت

صخر ومستحقات حضرموت

محمد بالفخر

mbalfakher@gmail.com

عامي 2005م و2006م سميا بعامي الطفرة في حضرموت ففي الأول احتضنت حضرموت الاحتفالات العبثية لما سمي بالذكرى الخامسة عشرة لاتفاقية 22مايو1990 م التي وقعت بين علي صالح رئيس “الجمهورية العربية اليمنية”وعلي سالم البيض الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني في ما كان يسمى”جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ” تلك الاحتفالات والكرنفالات السنوية كانت تقام في كل عام وكانت احتفالات حضرموت هي الأكثر صخبا وضجيجا لأن القائمين عليها والمشرفين على تنفيذها عرفوا من اين تؤكل الكتف ويا لها من كتفسحرية رفعت أقوام الى عنان السماء وأصبحوا بعدها من كبار الأثرياء تجوب بهم الطائرات الخاصة الآفاق والأجواء وتحتضنهم اجنحة افخم فنادق العالم وأرقاها .

وكله من خيراتك يا حضرموت فلقد رفع خيرك اقوام وأقوام فهو دائم للبعيدمحروم منه القريب والحبيب

فلولاك ما كانوا.

وأما في العام الذي يليه 2006 كان هو الآخر امتداد لما قبله لأنه عام الفيد الانتخابي لإكمال مسرحية المشوار مع التجار لرئيس النظام صانع المنجزات التي ترقى الى مستوى المعجزات من امثال مشاريع الكهرباء النووية والسكة الحديدية وشفط المجاري بالأشعة الليزرية وفعلا اتى بما لم تستطعه الأوائل .

المهم ان عامي الطفرة كما سميا من حيث غزارةالمشاريع بلغة الكم وليس الكيف وهي من النوع السفري المطلوب انجازه لتواكب الفرح الرئاسي واحتفالاته البهيجة التي لم يشهد له في المنطقة مثيل لدرجة انه تم الاستنجاد ببعض محافظي المحافظات الأخرى لإرسال عدد من الطلبة والطالبات للمشاركة في فرحة الرئيس وكرنفاله .

لا مشكلة طالما ان السماسرة موجودين والميزانية مفتوحة وحاجة الناس سترغمهم للسفر حتى الى واق الواق .

المهم اقيمت الأفراح وانقضت الليالي الملاح وامتلأت الأرصدة من كثرة الاعتمادات لمشاريع ينبغي ان تنجز خلال اربعة اشهر ، ثلاثة اشهر ،شهران ، شهر ؛ وهكذا كلفتة في كلفتة وشغل سفري لم يصمد طويلا كالزواج السياحي الذي راج امره وروّج له في تلك الفترة . وتحدثالمهندس سالمين في اذاعة المكلا وظن ان الناس ستهتف (سالمين نحن اشبالك وأفكاركلنا مصباح ) فأجبر على الاستقالة في ليلة ظلماء . وجاءت بعدها سيول الشتاء فلمتبقي بعدها إلا الحسرات على ضياع المليارات .

وهناك مشاريع لم تعتمد اصلا في خطط الموازنة ولكنها وجدت هي الأخرى توجيهات صارمة بالتنفيذ حتى وان لم يكن لها رصيد . والحسابعلى التالي كما يقول المثل الحضرمي .

ونال المقربون ونال المقربون والأحباب نصيبهم منتلك التوجيهات ووقعوا اتفاقيات المشاريع وباعوها لمن ينفذ من الباطن وقبضوا الثمنمقدما . ووقع مقاولوا الباطن في الفخ ووقعوا ضحية وفريسة سهلة للهوامير واسماك القرش وثعابين الكوبراءالسامّة ذات الجلد الأملس الناعم

وتلك الوحوش التي تبرز ابتسامة صفراء ماكرة غادرةتخفي من خلفها انياب فتاكة .

المهم كسب من كسب ( ويا بخت من كسب وكسّب ) ووقع في الفخ من وقع ولكن من وقع كانت وقعتهسوداء وصدمته صدمة صاعقة لم يفق منها حتى اللحظة .

تحدثت الأرقام عن 53 مليار استحقاقات للمقاولينكما ذكر في بعض المواقع الإلكترونية في حينه . كبر الرقم أو صغر وسيول الشتاءلم تحرك ساكنا في هيئة الفساد والتييترأسها شخص يقال عنه انه من الجيدين فهل الجوادة انه اطّلع في بعض ساعات الاسترخاء على كتب الحركةالاسلامية وقرأ بعض رسائل الامام الشهيد امانه كان يحفظ نصوصا من الميثاق الذي ساهمت الحركة في صياغته ، لا هذه ولا تلك قدمتمفسدا واحدا للتحقيق على كثرتهم ورغم ما كتب عن الكثير والكثير .

على كل حال ساءني جدا وساء الكثير ما نشر يوم امسالسبت في موقع المكلا اليوم الاخباري من ان وزير المالية الوفاقي قد رفض صرف مستحقات عدد من المقاولين الحضارمةوالمعتمدة مخصصاتهم من الحكومة السابقة ولا ادري ما هي مبررات المنع . فلو كانالمنع على الجميع أو لفترة محددة حتى يتم كشفالملفات ومحاسبة من اعتمد ومن شارك ومن استلم نصيبه فلا باس .

اما ان يكون المنع لمستحقات الضحية الذي كان يحلم بمكسب ضئيل جرّا جهده وتدوير ماله فضاعت عليه الفائدة ورأس المال ويتمتع الجلاّد والهبّارون بما كسبوا فلقد حصنتهم الحصانة ولن تصيبهم صخور صخر.

وللعلم ان حضرموت ترفد ميزانية الدولة المركزية بحوالي 80% من اجمالي الميزانية .

خاتمة :

للشاعر احمد مطر

حلب البقّال ضرع البقرة
ملأ السطل و أعطاها الثمن
قبلت ما في يديها شاكرة
لم تكن قد أكلت منذ زمن
قصدت دكانه ,

مدتيديها بالذي كان لديها
و اشترت كوب لبن