fbpx
من بين تصريحات الجُــبير والمزورعي يتكشف جزء من الحقائق.. حركة الإخوان باليمن في عين العاصفة

 

كتب – صلاح السقلدي.
 قبل يومين قال نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية، قائد العمليات المشتركة في اليمن عيسى بن عبلان المزروعي أن ممثلي قادة مجلس التعاون الخليجي قرروا الدخول في الحرب باليمن في الحادي والعشرين من مارس/آذار عام 2015 خلال اجتماعهم في قصر الدرعية بالسعودية وذلك في حال واصل الحوثيون اعتداءاتهم وتقدموا إلى مدينة عدن)، وأضاف أن بلاده حاربت لوحدها باليمن ثلاث جهات الإخوان و الحوثيين وداعش.
 واليوم يقول وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير: (لم نكن نريد الحرب في اليمن، وتدخلنا لنوقف حزب الله والحوثيين،والحل اليوم هو بتسوية سياسية).انتهى.
صحيح أن تصريحات الجبير والمزروعي ليست الأولى التي تكشف عن أن قرار التدخل العسكري باليمن كان قرارا خليجيا محض، ولم يكن بطلب من الرئاسة اليمنية مطلقاً، كما أشيع، ولكن  تصريحاتهما اليوم أي الجبير والمزروعي تقطع الشك باليقين عند من ظل الى قبل أيام يعتقد ان هدف المشاركة الخليجية هو استعادة ما يسمى بالشرعية الى صنعاء ويظن أن الحرب كانت بطلب ورغبة يمنية، حتى وأن صمت الرئيس هادي عن هذه التصريحات التي تقلل من شأنه وتنال من سمعته ومصداقيته، لظروف خاصة بالرجُـل نتفهمها ونتفهم الضغوطات الهائلة التي مورست وما تزال ضده من الطرف الخليجي.
 وعطفا على ما سلف ذكره فأن الخليجيين يهزئون بمفردة أسمها الشرعية ويسخرون في سرِهم بأكذوبة إعادتها الى صنعاء، فهم لم يروا فيها أكثر من مصوغ قانوني دولي لقدومهم ولتصرفاتهم باليمن. فتصريحاتهم  لا تأبه بمشاعر ومواقف حكومة الفنادق.. فمن اعلن العاصفة هو من سيقرر متى وكيف ولمصلحة من يوقفها، هكذا تقول تلمحاتهم وتصرحاتهم  بين الحين والآخر، تماما كما يذهبون الى فتح حوارات مع صنعاء بمعزلٍ عن ساكني الفنادق.
 وبالتالي فلا غرو أن نسمع مثل هكذا تصريحات سعودية إماراتية لا تكترث لهؤلاء الأتباع ولا تقيم لهم وزنا، بل أنها تصنف بعض منهم بأنهم أعداء ، كما أعلنها صراحة العميد المزروعي حين نعت الحكومة  اليمنية الموالية لهم بأنها  حركة إخوانية إرهابية وأن الإمارات ظلت  تخوض حربا بوجهها كونها حركة إرهابية. وهذا التوصيف الإماراتي لهذه الحكومة التي يغلب عليها حركة الإخوان المسلمين ممثلة بحزب الإصلاح-، هو ذات التوصيف الذي تصنف به السعودية هذه الحركة-، فهل يعقل ان السعودية والامارات يسعيان لتمكين سلطة يصفانها بالارهابية من العودة الى سدة الحكم بصنعاء مهما بلغ عدائهما للحوثيين؟-، غير أن المملكة  تقول عن هذه الحركة اي حزب الاصلاح باليمن الشيء وتفعل نقيضه،- ربما الى حين- فهي التي صنفت حركة الإخواني المسلمين بالحركة الإرهابية مطلع عام 2014م على خلفية ثورات الربيع العربي وبذات العام فعلت الإمارات ذات الشيء، إلا أنها أي السعودية بمجرد إعلانها العاصفة باليمن سرعان ما اعتبرت حركة الإخوان فرع اليمن حليفا قويا لها لمجابهة ما تعتقده بالخطر الإيراني باليمن.. ومع ذلك من المحتمل جدا أن نشهد في قادم الايام تحولا جذريا بهذه العلاقة  الغريبة التي تربط السعودية بالإخوان، والمبنية على فكرة تربص كل طرف بالآخر،تفضي بالتالي الى الطلاق السياسي والعقائدي البائن بينهم، فلا  إخوان اليمن ولا السعودية عرف عنهما  أبدا بأن صانا عهدا أو حفظا وعدا لأحد..فحين تتصادم المصالح تشتعل الضغائن.!
*صلاح السقلدي.