fbpx
ردفان عاصمة الثورتين !
شارك الخبر
بقلم المحامي / نظير حسان
أيام قلائل تفصلنا عن الذكرى ١٤ لانطلاق مسيرة التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي الجنوبي من جمعية أبناء ردفان في ١٣ يناير ٢٠٠٦م بالعاصمة عدن، حينما توافد الجنوبيين من كل البقاع لتلبية دعوة قيادة الجمعية لعقد اللقاء الأول للتصالح والتسامح وما مثلته تلك القيمة الإنسانية والإسلامية السامية من أرضية صلبة هيأت لقيام مارد الثورة الجنوبية وكانت بمثابة اللبنه الأولى التي اتكى عليها الحراك الشعبي السلمي الجنوبي..
ولكون نظام الاحتلال القمعي المتخلف يدرك مخاطر وتبعات نشر قيم وثقافة التصالح والتسامح على بقائة واستمراره فقد استنفر كل طاقاته لمواجهة الدعوة محاولاً إجهاضها واطفاء جذوتها تارة بالترغيب واخرى بالترهيب وعندما خابت تلك المساعي الكيدية أتخذ قرار سياسي ومن أعلى المستويات ( قرار مخالف للقانون ) قضى باغلاق الجمعية وسحب ترخيص مزاولة نشاطها ومصادرة أصولها وإحالتها للنيابه العامه – التي انتصرت لها فيما بعد وأصدرت قرارها القاضي باللا وجه لإقامة الدعوى – وتم اعتقال قادتها والزج بهم في المعتقلات مثلما حدث للاخ المناضل العميد محمد صالح المشرقي.
كل تلك الاستفزازات والأعمال القمعية الوحشية لم تثني جمعية ردفان عن مواصلة مسيرتها بل على العكس فقد شكل نواة التلاحم والتآزر والتضامن الذي قامت به كل الجمعيات الخيريه في عدن ومختلف الفعاليات السياسيه والاجتماعية والثقافية والمدنية مع جمعية ردفان وهو ما أدى للإنطلاق صوب نشر قيم وثقافة التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي الجنوبي وإهالة التراب عن الماضي الذي دفع ثمنه الجميع، وأخذ الدروس والعبر منه، والاستفاده للانطلاق نحو آفاق المستقبل..
وكانت تلك القيم العظيمه شكلت الأساس لانطلاق الحركة الثوريه السلميه الجنوبيه وماحققته من انتصارات عظيمه بدماء الشباب وصدورهم العارية وإرادتهم الفولاذيه، كل ذلك كان له الأثر الأكبر في إيجاد وبروز المقاومه الجنوبية المسلحه في مواجهة الإحتلال الشمالي مطلع العام ٢٠١٥م ، والتي سطرت أبلغ دروس الشجاعة والتضحية وصولاً لما تحقق من انجازات كبيره لشعب الجنوب، والتي يجب المضي عليها بخطئ ثابته ومدروسه وموحده لإستكمال تحقيق الأهداف الاستراتيجية المنشوده لشعبنا بحقه الطبيعي في نيل حريته وتقرير مصيره واستعادة دولته الجنوبيه كاملة السيادة..
وبعد ايقاف قسري دام ١٤ عام، فلنجعل من يوم تدشين إعادة نشاط الجمعية – عصر ١٣ يناير ٢٠٢٠م – يوم مزلزلاً يتوافد إليه كل أبناء الجنوب، للتاكيد على المضي قدماً خلف الراية التي حملت لوائها جمعية ردفان، انها راية التصالح والتسامح، انها جمعية ردفان العزة والشموخ والكبرياء، ردفان عاصمة الثورة الاولى والثانية، انه التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي الجنوبي، فما اجوجنا اليوم إلى تعزيز تلك القيم على الواقع العملي باعتبارها صمام أمان لانتصار شعبنا وتحقيق أهدافه المشروعة..
ان تلك الهامات التي صنعت فجر التصالح والتسامح والتضامن، فجر إنطلاقة المارد الجنوبي، فجر التحرر من الإستبداد والاستعمار والجور والتعسف، تلك الهامات التي صنعت هذا الحدث الهام والعلامة الفارقة في تاريخ مسيرة شعبنا، وكل من وقف معهم وساندهم من كافة مناطق الجنوب، تستحق بكل جدارة أن نحني هاماتنا اجلالاً واكباراً وتقديراً لهم، وان تنقش اسمائهم على صفحات التاريخ، فلهم منا كل التحايا ، ولهم قبلات ترسم على جباههم وكل من له دور فاعل في مسيرة التصالح والتسامح والتضامن..
الرحمه والمغفره لشهدائنا، الشفاء لجرحانا والحرية لاسرانا، والنصر كل النصر لشعبنا الصامد الأبي.
والتوفيق كل التوفيق لــ”جمعية ردفان التنموية الخيرية”..
أخبار ذات صله