fbpx
في جبال حالمين !

كتب – عادل حمران.
كانت عقارب الساعة تشير الى السادسة و خمس دقائق حينما غادرنا جولة الكراع ، كانت الشمس ترسل خيوطها نحو الارض، واجواء ربانية تطل على كوكبنا، كان عمار يمسح المطبات و يسابق الطريق لملاحقة السيارة التي قبلنا و التي تنقل المهندسين و قياداة من حالمين، توقفنا في سيلة بله لتناول وجبة الصبوح وهناك تعارفنا على بعض وتحدثنا عن الطريق كان بجانبي في السيارة المهندس علي احد أبناء حالمين عطاني نبذة عن المشروع و كان ودود لا يمل من أسئلتي وفِي الوسط الدكتور ناصر و الرفيق خالد وليد و في المقدمة السائق و عميد ركن عبدالكريم الجعوف وفِي الطريق ناقشنا قضايا العالم و عرجنا عن قضايا المنطقة بشكل عام ساعدتنا السماء بأجواء ضبابية ربانية تسر الناظرين   .
في التاسعة وصلنا مفرق حالمين توغلنا في اول منطقة بلاد المالكي وهناك حظينا باستقبال حافل لم نتوقعه الكل قابلنا بعناق و ابتسامة و ترحيب فرحين بان الفريق الهندسي سيعاود العمل مجددا في شق وتعبيد طريقهم، سيعود اليهم حلما تبدد منذ عقدين تقريبا، كان بين المستقبلين، مدير عام المديرية عبدالفتاح حيدرة، ورئيس انتقالي حالمين ناجي عبدالله ناجي، والشيخ محسن علي جباري، وهناك رأيت نفسي بأنني امام مسيرة حاشدة او حفل كروي كبير من كثر لهفة الناس و حماسهم ، مررنا بعدد من القرى المتناثرة على سفوح الجبال، وفِي مدخل كل قرية يستقبلونا اَهلها بالسيارات و الدراجات النارية اولا يرحبون بالحاضرين ثم يلتحقون بالموكب، غمروني بالكثير من السعادة وهم ينادوني يا صحفي صور طرقنا معاناتنا، واحد عاجز تجاعيد الزمن كانت جلية في ملامحه، فوق راْسه مشدة وفِي يده عصا يتكأ عليها يتربع مقدمة سيارة صالون صاح صورني وابني مدري عادنا شاعيش لمن اشوف الطريق او… لا ،، ابتسمت وقلت له الإعمار بيد الله يا حاج ابتسم وقرعته صوره ومشيت .
الناس في حالمين حالمين من قلوبهم حالمين بالحياة رغم قسوة الواقع و ضنك العيش، التي رأيناها جلية في طرقهم و منازلهم المتواضعة، وحياتهم البسيطة، ورغم ذلك استطاعوا شق الجبال و حفر احلامهم فوق صخور الحياة القاسية بتكاليف تجاوزت مئات الملايين لم تنتهي احلامهم هنا فقد اشتروا بوكلين بتكلفة بلغت ( 300 الف ريال سعودي )، وعبدوا اكثر من عشرة كيلوا في جبال صخرية كانت حلم ذات يوم وعدتهم الدولة بمشروع دشن في عام 1998م الا ان المشروع لم يرى النور حتى اليوم، لحج : وكيل وزارة الأشغال و رئيس صندوق صيانة الطرق والجسور بالجمهورية زارا حالمين و وعدوهم بان مشروعهم سيكون له اولوية خاصة بسبب الكثافة السكانية، و حاجة الناس الضرورية لهذا المشروع  الهام، وكان ذلك بتنسيق من الاستاذ عبدالرقيب العمري مدير مطار عدن الدولي الدولي، الذي رافقهم من عدن وتم اعطائهم رؤية شاملة حول المشروع و اسباب تعثره و مساحته وكل التفاصيل الهامة .
لم ننتهي هنا فقد رافقنا شيوخ و شباب و اطفال المنطقة الى مدرسة الدهالكة ،ذلك الصرح العلمي العملاق الذي تخرج منه معظم كوادر حالمين وهناك كان اللقاء الاخير و مع الظهر عدنا لتناول وجبة الغداء في نادي القرية الكثير من الناس ضاعوا وقت الغداء سمعت الجميع تحولوا الى مضيفين الكثير لم يتغدوا إلا حين تغداء الضيوف وقفوا كـ النخيل ولَم يتقدموا باتجاه صحون الغداء منظمين بطريقة نظامية الكل حريص عن سمعة القرية الكل يريد ان يأخذون عنهم انطباع جميل و سعداء من كل الكلام الطيب الذين سمعوه من ضيوفهم، ربما انساهم التعب و المشقة ولَيتهم عرفوا بأننا خجلنا من طيبتهم و مشاعرهم وأخلاقهم، لتهم عرفوا بأننا راينا الجنوب بهم و ببساطتهم وحتى بملامح مسجد و نادي القرية الذي ما تزال اثار الدولة مرسومة في سقف النادي و صالة و جدران المسجد سعدنا بكم ايه الحالمين و تشرفنا بمعرفتكم و معرفة بلادكم، اتمنى ان نزوركم مرة اخرى ونشاهد مشاريعكم و أحلامكم واقع لا خيال و رسمات هندسية على الورق .
#عادل_حمران