fbpx
رئيس الوزراء . . . إذا انت رايح ..!!

كتب – د. عيدروس نصر
كنت أتحدث إلى زميل لي قريب من موقع صناعة القرار في حكومة “الشرعية” وسألته عن قصة الصراعات داخل الحكومة وما أسباب التلكؤ في البدء بتنفيذ اتفاق الرياض فلخص لي القضية بأن “رئيس الوزراء مغضوب عليه من قبل المتنفذين في الحكومة وفي مؤسسة الرئاسة بسبب رفضه التوقيع على بيان إدانة الإمارات وإنه يشعر بأنه ذاهب لا محالة”.
قلت لصديقي “سيكون أشرف له (أعني رئيس الوزراء) أن ينصرف من أن يتورط في مواقف وتصرفات تسيء إلى اسمه، وبرغم إنه لم يفعل شيئاً كبيراً يمكن شكره عليه، فهو لم يفعل شيئاً كبير السوء ليلعنه الناس عليه”.
لم تمض ساعات حتى تلقيت خبراً عن توجيه رئيس الحكومة رسالة عاجلة إلى وزير المالية وقبيل مغادرته عدن بصرف أربعة ملايين وخمسامائة وثمانية وثمانين ألف دولاراً أمريكياً (4588000$) إجمالي مستحقات للنازحين واختتم رسالته بعبارة (بأسرع وقت ممكن)، وتزامن ذلك مع خبر رفض رئيس الوزراء مقابلة ممثلي المبعدين العسكريين والأمنيين الجنوبيين الذين اعتصموا أمام بوابة المعاشيق، وهؤلاء لهم مطالب يعرفها القاصي والداني تتعلق بحقوقهم القانونية والدستورية التي كانت سببا في تفجير الثورة الجنوبية السلمية في العام 2007م.
لا أرغب في الخوض في قصة النزوح والنازحين وطبيعة أوضاعهم وانتماءاتهم الجهوية والمناطقية، وهي أمور تثير زوبعة من التعليقات وردود الأفعال المتناقضة، لكنني عدت لصاحبي وقلت له يبدو أنني سأسحب كلامي الأخير عن مواقف رئيس الوزراء، لأن قصة صرف ملايين الدولارات لنازحين، لا يعرف بالضبط شيئا عن ملابسات نزوحهم وطبيعة ظروف نزوحهم والبعد القانوني لما يستحقونه وما لا يستحقونه، وأسرار وخفايا هذا الكرم الحاتمي، إنما تثير من التساؤلات والشكوك أكثر مما تبين من الحقائق والمعطيات، يأتي هذا في حين يقعد الآلاف من ضحايا الحرمان والإقصا القسري والاستبعاد السياسي من الضباط وصف الضباط الجنوبيين عند بوابة قصر “دولته” فيستكثر عليهم مجرد اللقاء بهم والإنصات إلى مطالبهم وهو ما يعني أن الرجل يعمل بالمقولة الشعبية المعروفة في الشمال والجنوب “إذا انت رايح كثِّر بالفضايح!!”.
هذا فقط ما فاحت رائحته من بركات حكومة معين عبد الملك، وقد يكون ما خفي هو الأعظم ولله في خلقه شؤون.
كم كنا نتمنى أن يكون لدينا رئيس وزراء مثل الدكتور فرج بن غانم (عليه رحمة الله) أو الأستاذ خالد بحاح، يغادر كرسي رئاسة الحكومة بسمعة طيبة لا يلعنه الناس بعدها ولا يتذكرون اسمه إلا بالخير لكن يبدو أن هذا الزمن لم يعد يجود بأمثال هؤلاء.