fbpx
تقرير .. فعالية عن (محاور استقلال الجنوب العربي) لأدباء الجنوب بعدن
شارك الخبر

يافع نيوز – عدن – علاء عادل حنش.
أُقيمت في مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بالعاصمة الجنوبية عدن مساء أمس الإثنين 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2019م فعالية ثقافية بعنوان: “من محاور استقلال الجنوب العربي” سُلط خلالها الضوء على بعض محاور استقلال الجنوب العربي، وأهم الأحداث التي رافقت تلك الحقبة الزمنية.
وشهدت الفعالية، التي نظمها اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع العاصمة عدن، حضور كلٌ من رئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب د. جنيد محمد الجنيد، والأمين العام الأستاذ بدر العرابي، والباحث الناقد والأكاديمي د. مسعود سعيد عمشوش، والأستاذ الشاعر شوقي شفيق، ورئيس دائرة الحقوق والحريات لاتحاد أدباء الجنوب فرع عدن د. عبد السلام عامر، وعدد من الأدباء والمثقفين الجنوبيين والمهتمين بتاريخ الجنوب العربي.
إعادة قراءة ماضي وحاضر ومستقبل الجنوب
وبدأ مجريات الفعالية د.يحيى شايف الشعيبي، نائب رئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع عدن بالحديث بإسهاب عن أهمية المرحلة التي يمر بها الجنوب اليوم.
وقال: “يقيم فرع اتحاد أدباء وكتاب الجنوب هذه الفعالية عن أبعاد ودلالات استقلال الجنوب والتي سيتطرق لها بالتفصيل رئيس اتحاد الفرع المؤرخ والباحث والمفكر نجمي عبد المجيد كمساهمة من الفرع في المشاركة بعيد استقلال الجنوب الثاني والخمسين والمتزامن مع ما تحقق اليوم من انتصارات جنوبية في استعادة دولة الجنوب التي تم احتلالها بعد استقلالها باسم الوحدة المغدورة”.
وأضاف: “هذه الانتصارات لشعب الجنوب الثائر سلميا تتحقق تحت راية المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس والقائد الأعلى للقوات الجنوبية المسلحة”.
وتابع: “تلك الانتصارات التي تجسدت بالاعتراف الإقليمي والدولي بقضة الجنوب وبالمجلس الانتقالي، والعمل على اقتلاع سلطة الفساد العميق في الجنوب، واجتثاث الإرهاب الذي تدثر بغطاء الشرعية في الجنوب والاتجاه شمالا لإسقاط المشروع الإيراني الحوثي الذي يهدد المنطقة والاقليم”.
واستطرد: “وبهذه المناسبة نحيي جهود المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز ملك المملكة وخادم الحرمين الشريفين، وولي عهده محمد بن سلمان، ودولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات وولي عهده محمد بن زايد على كل ما قدموه لشعب الجنوب الثائر”.
وأكمل: “كما نحييّ شعبنا الجنوبي العظيم، وقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي والرئيس عيدروس الزُبيدي على كل ما يبذلوه من أجل استقلال الجنوب”.
وأكد الشعيبي أن “مشروع الحق السيادي للجنوب سيظل فوق كل المشاريع الصغيرة التي كلما تقدمنا قام الاحتلال اليمني بتحريكها بهدف إرباكنا”.
وتطرق الشعيبي، خلال حديثه، إلى الهوية الجنوبية وأهمية الموقع الجنوبي، والأطماع اليمنية تاريخيا ضد الجنوب، بالإضافة إلى النضال من أجل هوية الجنوب العربي في الخمسينيات، وكيف توج ذلك النضال في الستينيات بقيام الدولة الجنوبية، إلى جانب المحاولات اليمنية للالتفاف على الهوية حتى تم استثمارها وفقدانها في العام 1990م، وهو عام قيام الوحدة اليمنية المشؤومة، حد تعبيره.
وأكد على ضرورة إعادة قراءة الماضي وتشخيص الحاضر واستشراف المستقبل (سلبا وإيجابا).
واختتم الشعيبي حديثه بالقول: “يجب عدم قياس الماضي بمقياس اليوم، وعدم الاكتفاء بتقييم نتائج الماضي دون معرفة الأسباب حتى لا نشرعن لقراءة خاطئة تبنى عليها قرارات مصيرية خاطئة مرة أخرى”.
محاور استقلال الجنوب العربي
بعدها، قدم المؤرخ والباحث الأستاذ نجمي عبد المجيد، رئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع عدن، قراءات من محاور استقلال الجنوب العربي، والارتباط العضوي بين وحدة الجنوب وحريته.
وقال نجمي: “صحيفة (صوت الجنوب) في عددها الـ(50) الصادر يوم الجمعة 19 يونيو 1964م قالت أن المعلق السياسي يواصل طرح وجهات نظره حول قضايا الجنوب العربي، ويرى أن الاختلافات السياسية في البلاد حالة ناتجة عن التطورات في آلية العمل، غير انها لا تخرج عن الهدف الأكبر وهو حق الجنوب العربي بالحرية والاستقلال حتى يمتلك القدرة على التقدم والانطلاق”.
وأضاف، متحدثًا عن أن استقلال الجنوب العربي كفيل بتقويم كافة الأوضاع دون وصاية،: “وفي العدد (46) الصادر يوم الجمعة بتاريخ 12 يونيو 1964م لصحيفة (صوت الجنوب) يكتب المعلق السياسي حول مسألة الاستقلال، وقد حدد ثلاث نقاط وقف امامها مؤتمر لندن، وهي (ادخال تعديلات على دستوريّ (ولاية عدن، واتحاد الجنوب العربي) لاكتساب صلاحيات دستورية أوسع”.
وتابع: “المستر بيجر ديفين، العضو البرلماني تقدم بأسئلة حول استقلال الجنوب العربي في مجلس العموم البريطاني بتاريخ (6 – 11 – 1966م)، حيث وجه سؤاله لـ(المستر جورج بروآن” عما إذا سيذكر لنا الأحداث التي يتوقع أن يتخذها حيل المحافظة على الأمن وسيادة الجنوب العربي بعد الاستقلال، فأجاب “المستر بروآن” قائلًا (عندم ينال الجنوب العربي استقلاله فإنهُ سيصبح كأي بلد يتمتع بسيادته، حرًا باتخاذه أية تدابير للدفاع عن المنطقة تمهيدًا لنيل المنطقة الاستقلال”.
واستطرد: “وتوجه “المستر بيجر ديفين” بسؤال آخر قائلًا (هل بإمكان الحكومة البريطانية أن تذهب إلى ابعد من هذا، وتتعهد بانه ليس من سياستها أن ترى المناطق المحايدة للبحر الأحمر تقع تحت هيمنة الجمهورية العربية المتحدة التي يساندها الاتحاد السوفيتي؟، وهل يمكن أن لسيادة الوزير المحترم أن يقدم تعهدًا لمجلس العموم البريطاني بأن مساعدات جوية ومعونات أخرى سوف تقدم إلى الجنوب العربي من أجل الاحتفاظ بسيادته وتعزيزًا لاستقلاله؟)، فأجاب “المستر بروآن” قائلًا (كلا اني لا أظن ذلك.. إن ما نفعله الان، والذي ينبغي لنا فعله بعد استقلال الجنوب العربي، هو التدابير التي يجب اتخاذها لتمكين شعب الجنوب العربي من بناء قوات دفاعية متينة يمكن أن تقوم بدور فعال في مجال حماية استقلال شعب الجنوب العربي”.
وأكمل نجمي حديثه بالقول: “ووجه السير (اليك دوجلاس هيوم) سؤالًا إلى المستر (بروآن) قائلًا (ألا يعترف العضو المحترم بأن الحل لاستتاب الأمن في الجنوب العربي يكمن في انشاء سلاح جوي فعال للجنوب العربي، حيث يمكنه العمل بكل حرية، والقيام بالدفاع عنه؟، وألا يدرك العضو البرلماني أيضًا انهُ من باب المستحيل خلق قوة جوية قبل عام 1968م، وهو الموعد الذي حددته الحكومة للانسحاب والتخلي عن المنطقة، فهل يمكن للعضو المحترم أن يرتب بعثة لتدريب قوات اتحاد الجنوب العربي هناك؟)، فأجاب المستر (بروآن) قائلًا (كلا يا سيدي، أن من الاصوب، وهذا يجب الدفاع عنه، ان يمنح الاستقلال في مثل هذه الحالات بأسرع وقت ممكن، ونعتقد أن عام 1968م هو الموعد الأصح لمنح الاستقلال للمنطقة، أما في الوقت الراهن فإن من واجبنا أن نقدم جل مساعداتنا لشعب الجنوب العربي، لتمكينه من الوقوف على اقدامه بعد الاستقلال، إن المعونة التي نقدرها في الوقت الراهن هي معونة كافية أكثر بكثير من تلك التي كنا نقدمها لمساعدة شعب الجنوب العربي لبناء قواته التي ستشمل انشاء مؤسسات جوية تمكنها من القيام بواجباتها إلى اقصى ما نستطيع”.
وتطرق نجمي إلى حديث نائب السكرتير البرلماني لوزارة الخارجية البريطانية اللورد (والستون) في مجلس اللوردات البريطاني في 17 أكتوبر 1966م حول المساعدات البريطانية المادية للجنوب العربي، والتدابير التي اتخذتها لضمان سلامة استقلال اتحاد الجنوب العربي.
وتحدث نجمي عن المقترحات الدستورية للجنوب العربي التي قدمها (سير ديف هون، وسير جاوين بل) في 28 يناير 1966م إلى رئيس مجلس الاتحاد الأعلى لمدينة الاتحاد (الجنوب العربي)، بالإضافة إلى محتوى تقرير المستشارين.
وأشار إلى أن في شهر فبراير 1966م أصدرت الحكومة البريطانية (الكتاب الأبيض للدفاع)، تضمن بيانين عن السياسي المنوية اتباعها، والتي كان لهما مغزى عميق بالنسبة للمنطقة، وهما (سيصبح الجنوب العربي مستقلًا بحلول عام 1967م، بالإضافة إلى أن القوات البريطانية ستنسحب من القاعدة بحلول ذات العام).
وذكر نجمي، في ختام حديثه، عدد من الاحداث التاريخية الهامة التي رافقت تلك الفترة الزمنية.
وفي الختام، شهدت الفعالية الثقافية عدد من المداخلات القيمة حول موضوع الفعالية.
أخبار ذات صله