fbpx
جس نبض عماني لموقف خليجي من إيران
شارك الخبر

يافع نيوز – صحف:

تحركت سلطنة عمان مجددا للبحث عن وساطة لكسر الطوق الخليجي حول حليفتها إيران، خاصة بعد أن أبقت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأبواب مغلقة تجاه طهران، واستمرت في التضييق على أذرعها في العراق ولبنان.

ويتزامن المسعى العماني الجديد لإذابة الجليد بين إيران ودول الخليج مع نجاح السعودية في التوصل إلى حل سياسي بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي على أسس متينة، ما قد يمثل أرضية لحل يمني أوسع يشمل الحوثيين.

وأرسلت مسقط هذه المرة وزير النفط محمد بن حمد الرمحي، وهو وزير ثانوي سياسيا قياسا بوزير الشؤون الخارجية يوسف بن علوي، والهدف هو جس النبض بعيدا عن الأضواء خاصة أن الزيارة تأتي في سياق مؤتمر عن النفط تحتضنه العاصمة الإماراتية أبوظبي.

ودعا وزير النفط العماني الاثنين إلى الحوار مع إيران وقال إن بلاده تبذل مساعيها من أجل إجراء محادثات وستبقى محايدة حيال التوترات الإقليمية.

وقال في مؤتمر عن النفط في الإمارات إن سلطنة عمان كانت دوما محايدة لأن الحياد “يناسبنا ويناسب الطريقة التي نتعامل بها مع الخلافات”.

وتراهن سلطنة عمان على أن الدول الخليجية تقف مواقف تفاضلية من إيران، من التقارب في قطر إلى الخصومة في السعودية، وهي تعتقد أن ثمة منطقة يمكن الاستثمار فيها بعد تصريحات إيرانية تتقرب من الإمارات، وأيضا موقف كويتي ليس معاديا.

ويرى مراقبون أن سلطنة عمان تتحرك بتنسيق تام مع إيران، وأن المبادرة الجديدة تأتي في وقت تعيش فيه طهران حالة من العزلة الواسعة بسبب مواقفها العدائية وتهديدها لأمن الملاحة، ما دفع واشنطن إلى تشديد العقوبات على السلطات الإيرانية.

محمد بن حمد الرمحي: سلطنة عمان ستسهل أي محادثات بين الدول العربية وإيران
محمد بن حمد الرمحي: سلطنة عمان ستسهل أي محادثات بين الدول العربية وإيران

كما تتزامن المحاولة العمانية الهادفة إلى التنفيس عن الحليف الإيراني مع الانتفاضات القوية في العراق ولبنان، والتي جعلت مكاسب إيران مهددة والميليشيات الموالية لها مهددة بخسارة سيطرتها على السلطة.

ويشير المراقبون إلى أن إيران تستشعر خطر نتائج الاحتجاجات ليس فقط على نفوذها، ولكن، أيضا، على هوية ثورة 1979 والشعارات التي رفعتها وخاصة ما تعلق بتصدير الثورة، لافتين إلى أن طهران تحاول استباق الزلزال الذي قد يهد ما جمعت في أربعين عاما بإعادة الدفء إلى العلاقات مع دول الخليج.

وبدأ مسؤولون إيرانيون في مغازلة دول الخليج والتقرب من بعضها مثل الإمارات، بانتظار التقارب مع السعودية التي استعادت المبادرة في اليمن.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، الأحد، عن قائد قوات حرس الحدود الإيراني، العميد قاسم رضائي، في مؤتمر صحافي قوله “علاقة إيران بالإمارات جيدة جدا، والدول المجاورة ومنطقة الخليج”.

وتبعث هذه الاستدارة الإيرانية اللافتة برسالة إلى الرياض التي نجحت في تحقيق اختراق قوي باليمن سيساهم إن تم احترامه في توحيد الجبهة المناوئة للحوثيين، وقد يقود إلى مواجهة عسكرية حاسمة إذا لم ينجح المتمردون الحوثيون في استيعاب هذه التطورات ويبادروا إلى خطوات داعمة للسلام.

وفي هذا السياق، تلعب سلطنة عمان دور الضامن الذي يؤثر على المتمردين ويجلبهم إلى المفاوضات سواء أكان في السابق مع الولايات المتحدة، أو مع المبعوثين الأمميين، أم حاليا من خلال الترتيب لجس نبض سعودي تجاه نوايا الحوثيين ومدى رغبتهم في فتح باب التفاوض اليمني-اليمني للوصول إلى حل سياسي شامل ونهائي.

وفي هذا السياق، أجرى نائب وزير الدفاع السعودي والمسؤول عن ملف اليمن، الأمير خالد بن سلمان، الاثنين، مباحثات مع وزير المكتب السلطاني الفريق أول سلطان بن محمد النعماني، في إطار زيارة لمسقط.

ووفق حساب “التوجيه المعنوي” التابع لوزارة الدفاع العمانية على موقع تويتر “وصل الاثنين الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي إلى العاصمة العمانية مسقط”.

ويبدو أن عمان تلعب دورا ما في سياق اتفاق الرياض وتوسيعه ليشمل الحوثيين، خاصة أن السعودية لا تمانع في ذلك، وعبرت عن رغبتها في أن يكون اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والانتقالي الجنوبي مرحلة أولى في اتفاق أوسع.

وخلال لقائه بمبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث، الجمعة، أعرب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن أمله في أن يمهد اتفاق الرياض الطريق لتفاهم أوسع بين الشعب اليمني للتوصل إلى حل سياسي شامل لإنهاء الأزمة.

ومن شأن هذا المناخ السياسي الملائم أن يساعد على حل أزمة باتت تمثل عبئا على اليمنيين قبل الدول المتداخلة في الملف بشكل أو بآخر.

وقال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الأحد، خلال لقاء بسفراء دول مجموعة العشرين، إن اتفاق الرياض بين الحكومة المعترف بها دوليا والمجلس الانتقالي الجنوبي يشكل فرصة كبيرة لإنجاز حالة سلام شاملة.

وأشار هادي إلى أن اتفاق الرياض يشكل “فرصة كبيرة لإنجاز حالة سلام شاملة في اليمن تقوم على سيادة الدولة وحضور مؤسساتها وسحب السلاح للدولة وحدها وتفويت الفرصة على المتربصين باليمن سواء من القوى الخارجية أو من الجماعات الإرهابية”.

أخبار ذات صله