fbpx
وقفات مع أكتوبر النصر
شارك الخبر

بقلم – اللواء ركن صالح أحمد البكري*
ثورة 14 اكتوبر حدث تاريخي مهم وعظيم نتفاخر فيه كما تتفاخر فيه كل الأجيال الحاضرة والمستقبلية من أبناء شعبنا  الجنوبي الحر الأبي عند ماتعود الذاكرة إلى الخلف والسنوات الماضية المنصرمة من أيام الكفاح المسلح ضد الإحتلال البريطاني الذي قادته الجبهة القومية وتوغلت في أصول التاريخ النضالي لاندلاع ثورة 14 أكتوبر المجيدة نحن كذلك نعتز وبكل شموخ بتلك المراحل الكفاحية والنضالية المخلصة التي عايشناها وعايشها كل مناضل من أبناء شعب الجنوب العظيم بحلاوتها ومرارتها وعنفوان مجدها الذي سطرته في أعز المراحل واصعبها.
أنني استغرب مما يتداوله البعض من هرطقات أو صفطة شبابية سياسية “والله لوبقي الإستعمار كان أفضل ” هذه هي الحماقة وعمى البصيرة التي تودي بالإنسان إلى التقزم والعبث بالألفاظ ..لا يعلم هذا أو ذاك أن خروج الإستعمار البريطاني من أرض الجنوب العربي لم يكن  بالسهولة التي يتصورها البعض .. رغم أن الإمكانيات في ذلك العهد كانت محدودة وغير متكافئة مع العدو والمقارنة شاسعة بين إمكانيات الحاضر الذي توجد فية الصاروخ والدبابات والسلاح النوعي وغيرها من الأسلحة المتطورة.
كنا نقاتل بإمكانيات بسيطة وآليات تقليدية قديمة مثل السلاح الرشاش البرن والبندقية مثل الكندة  والخشبي والمسدس العجلة والقنابل اليدوية فقط وأخيرا برشاش بر سعيد مصري لكن هناك تضحيات جسام وهناك جرحى وهناك اعتقالات وهناك تعذيب لثوار الثورة الأوفياء لوطنهم والنصر أتى من خلال اجتهادات ومن خلال عمل منظم وخطط وبرامج مدروسة وسرية للغاية.
 لم يكن العدد الموجود الحالي بكشوفات مناضلي حرب التحرير بدائرة مناضلي الشهداء حرب التحرير انذاك كان العدد محدود وضمن خلايا وكشوفات موجودة في قسم البحوث والجبهة القومية سوا كان في جبهة عدن أو جبهات الريف لها حصر من خلال كشوفات عدد الخلايا القائمة في كل جبهة تأطير الشباب حينها كان سري وكان بدايته ترشيح عبارة عن اختبار من خلال اختيار القيادات لعضوية الشباب ثم انضمامهم إلى صفوف الجبهة القومية التنظيم السري للجبهة القومية .. القطاع الفدائي كان عمل منظم وأي عمل يتم تعميمه على عناصر التنظيم
وقبل ندخل بالتفاصيل علينا أن نبين للقراء والشباب واجيال المستقبل وعلى وجه الخصوص مواليد الوحدة العقيمة الفاشلة.
الجبهة القومية هي حركة تحررية قومية وعربية منبثقة من فصائل عدة منها حركة القوميين العرب تشكلت الجبهة القومية في1963 م بقيادة الجبهة القومية وانطلقت الثورة من جبال ردفان بقيادة المناضل الجسور غالب راجح لبوزة ورفاقة المناضلين الشهداء فالقطاع الفدائي هو قطاع مدني من القيادات النضالية ويقع فقط في جبهة عدن إضافة إلى الجناح العسكري وهما من مؤسسين الجبهة القومية وقيادتها وضع التنظيم السري عدة خلايا سرية للجبهة القومية وكل خلية من الخلايا عدد محدد من 3 إلى 4 وتسمى هذة الخلايا – خلايا خلفية – وخلايا قيادية وشعبة ورابطة من الأطر الدنيا وحتى الأطر العليا القيادة العامة.
 طبعا التدريب والتأهيل ليس كما هو اليوم بمعسكرات وكليات كان تدريب الشباب وتاهيلهم سريا للغاية وفي منازل غير مشبوهة حتى لا يتم إكتشاف هذه الخلايا لمصادر وعيون بريطاني من العملاء والمرتزقة والتدريب كان فقط على أسلحة محدودة مثل البرن والأسلحة التقليدية مثل الكندا والخشبي والمسدس العجلة والقنابل اليدوية الانجليزية وآخرها الرشاش المصري (البر سعيد) هناك من تدرب في عدن وهناك من ذهب إلى خارج عدن في الريف والبعض في تعز بالنسبة للجناح العسكري فقد كان مدرب ومؤهل على الأسلحة المتواجدة انذك مع الإنجليز وماقد تم ذكرها سلفنا أعلاه إضافة إلى السلاح المصري( برسعيد ).
وكان للجانب الإعلامي دور أساسي ومعنوي ومن أهم النضال هو نضال الأقلام التي كان يعتمد عليها المجتمع المدني وينتظر بتلهف لنزولها إلى الشارع العام ليستمع للمنشورات..كذلك توزيع المنشورات في الأماكن العامة كان من أهم واخطر العمل السياسي وأيضا المظاهرات ونشر البيانات بالعمليات الفدائية ومواقعها.
وختاما نذكر بأنه التحق في ركب الثورة الجبهة القومية وجبهة التحرير وكافة الشرائح المجتمعية مثل نقابة العمال والقطاعات الطلابية والنسوية والتنظيم الشعبي لجبهة التحرير..
خلاصة الذكريات ل ثورة 14 أكتوبر الذكر ال 56 من اكتوبر التي انجزناها للقراء الكرام  بإختصار شديد إحياء لهذه الذكر الغالية على قلوبنا وقلوب كل أبناء الشعب الجنوبي العظيم وبهذة المناسبة العظيمة
نحن هنا لا ننسى دور ونضال إخواننا في جبهة التحرير وما قدمت هذه الجبهة من نضال وطني ومن شهداء في سبيل الوطن واستقلاله فكلاهما الجبهة القومية وجبهة التحرير نضالين متكاملين وفريق عمل ضد واحد ضد الإحتلال البريطاني  لتحرير الوطن من دنس الإحتلال … وقدمو الشهداء كلهما بصرف النظر عن إختلاف وجهات النظر أو الرأي آخر معركة فاصلة للجبهة القومية  وحاسمة هي انتفاضة 20 يونيو 67م بإعتبارها حركة عصيان مدني وعسكري ضد الإنجليز في هذا اليوم تكبدت بريطانيا خسائر فادحة في عسكرها وعتادها وفي هذه المناسبة نترحم على شهداء هذة الملحمة الذي شارك فيها القطاع الفدائي جبهة عدن والقطاع العسكري والقطاع المدني وجبهات الريف وأنتصر الجنوب في 30 من نوفمبر67 م ونال شعبنا الإستقلال الوطني الناجز  واستلمت الجبهة القومية زمام أمور البلاد . مرة أخرى أهنئ شعبنا بهذه المناسبة الغالية وكل عام وأنتم من نصر إلى نصر .
* وكيل أول محافظة لحج
أخبار ذات صله