fbpx
تقرير : مخاطر سياسة الإخوان على الجنوب العربي والسعودية في ندوة لأدباء الجنوب
شارك الخبر

يافع نيوز – عدن – علاء عادل حنش

*أكاديمي: الجنوبيون هم الوحيدون من هزم الإرهاب السياسي بالمنطقة العربية
*ضرب (أرامكو) هدفه دفع المملكة لضرب مصالح إيران لإشعال حرب شاملة بالمنطقة
*مؤرخ: حركة الإخوان هي الأفعى السوداء التي تتحرك في الظلام
*لماذا ظلت حركة الإخوان مستمرة؟ ومن يدعمها؟
نظّم اتحاد أدباء وكتاب الجنوب، فرع العاصمة الجنوبية عدن، عصر يوم الاثنين 23 سبتمبر/أيلول 2019م، ندوة ثقافية بعنوان “مخاطر السياسة الإخوانية على الجنوب العربي والسعودية”، بمقر الاتحاد في مديرية خورمكسر بالعاصمة عدن.
واستهل الندوة الأستاذ نجمي عبدالمجيد بالحديث عن تاريخ الصراع السياسي والديني منذ مقتل الخليفة عمر بن الخطاب والأحداث التي تلتها.
وذكر نجمي أهم الكتب التي تحدثت عن الصراع السياسي والديني. وقال إن هناك دراسات كثيرة عن علاقة السياسة بالدين وبالصراعات والأهواء متعددة، ومازالت أبوابها مفتوحة، والاجتهاد فيها متعدد.
وأضاف: “ندوة الدكتور الشعيبي تحدثت عما يحدث الآن على أرض الجنوب من صراع مرتبط بالجانب الديني، ومدى تأثير هذه الصراعات على الجنوب والسعودية”.
مخاطر سياسة الإخوان على الجنوب والسعودية
بعدها بدأ د. يحيى شايف الشعيبي بالحديث عن مخاطر سياسة الإخوان على الجنوب العربي والسعودية بالقول: “في نهاية العقد الثاني من القرن العشرين عمدت إيران وتركيا وحلفاؤهما إلى إنشاء (حركة جماعة الإخوان المسلمين) في مصر بحجة قيام دولة الخلافة الإسلامية العالمية، بينما الهدف المخفي يكمن في عودة الهيمنة الإيرانية التركية على الأمة العربية باسم الدين عبر جماعة الإخوان المسلمين، ولتحقيق قيام دولة الخلافة انيطت بهذه المجموعة مهمة إفشال أي مشروع قومي عربي، وهو ما حصل بالفعل عندما استقلت الأقطار العربية بعد الحرب العالمية الثانية، إذ عمد الإخوان إلى إفشال فكرة قيام كيان كونفدرالي عربي يوحّد العرب اقتصاديا مع احتفاظ كل قطر باستقلاله السياسي وهو المشروع الأكثر نجاحا حينها ولا زال”.
وأضاف: “ولضمان إنجاح استراتيجية الهيمنة الإيرانية التركية على الأمة العربية، توصلت ساستهما إلى حقيقة مفادها أن الجنوب العربي مفتاح المملكة مثلما المملكة مفتاح الخليج والخليج مفتاح المنطقة مثلما المنطقة مفتاح العالم؛ ولهذا لابد من الهيمنة على الجنوب العربي والمملكة أولا كمفتاح للهيمنة على الخليج والمنطقة والعالم، ليسهل قيام ما يسمى بدولة الخلافة الإسلامية، مع التأكيد بأن السيطرة على المملكة والجنوب لن تتم إلا عبر دولة مجاورة للدولتين وتمتلك نفس النزعة في الهيمنة على الجنوب والمملكة وهذه الدولة هي (الجمهورية العربية اليمنية) مما يتطلب قيام فرع للإخوان فيها للاشتغال عبره، وهو ما حدث بالفعل”.
الجنوب.. مدنيّ نافر للتطرف الديني
وتابع: “إلا أن ارتباط الجنوب بالمعسكر الشرقي بقيادة روسيا، والمملكة بالمعسكر الغربي بقيادة أميركا، إبان الحرب الباردة، عقّد من مهمة إيران وتركيا عبر الإخوان من الهيمنة على الجنوب المدني النافر للتطرف الديني، فعمدت إيران وتركيا عبر الإخوان إلى زعزعة النظام المدني في الجنوب من خلال اتهامه بالإلحاد بهدف تحريض العرب والمسلمين ضده وتهيئة فرق الإرهاب الإخواني لمقاتلته في الوقت المناسب، وهو ما حدث في الثمانينات والتسعينات، وفي المقابل تعقدت مهمة هيمنة إيران وتركيا على المملكة بفعل ريادتها للفكر الروحي الإسلامي العالمي بحكم قدسية المكان وحساسية التاريخ، فدفعتا استخباراتيا بأساليب متقنة لجر المملكة إلى معركة طويلة في أفغانستان مما جعلها تحتاج إلى تجنيد أعداد كبيرة من المقاتلين العرب، وسرعان ما تم الدفع بالآلاف من الشباب المنتمين إلى حركة الإخوان المسلمين في اليمن بالذات وإرسالهم لكسب خبرات في المعركة الأفغانية لغايات متعددة وبعيدة دون أن تدرك المملكة أبعاد ذلك التجاوب السريع ومخاطره المستقبلية عليها وعلى الجنوب العربي، وهو ما حصل ولا زال حتى اليوم”.
تعطيل وظيفة الإرهاب في الجنوب والمملكة
واستطرد الشعيبي: “وبعد انهيار النظام العالمي القديم في التسعينات وقيام نظام عالمي جديد، شرعت كلٌ من إيران وتركيا عبر الإخوان إلى توجيه أول ضربة للجنوب والمملكة من خلال جرهما إلى لغم ما يسمى بالوحدة اليمنية بهدف تفجيرهما والمنطقة والعالم معا، إلا أن متغيرين حدثا في كل من المملكة والجنوب في العام 2007م قلبا الأمور على إيران وتركيا رأساً على عقب وعطّلا من وظيفة جماعة الإرهاب المسلمين في الجنوب والمملكة”.
وقال: “وحدث ذلك من خلال عدة أمور أولها: انطلاق تيار التجديد النهضوي في السعودية عام 2007، واستمر في التشكل حتى نضج في مرحلة الجيل الشاب بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان الذي تمكن من انتهاج سياسة انتقالية مغايرة تمثلت في (الانتقال من سياسة التعامل بوسيط مع دول مجلس الأمن إلى سياسة التعامل المباشر مع كل دولة في المجلس على أن تكون العلاقة مع أميركا هي العلاقة الرئيسية وليست الوحيدة، والانتقال من السياسة الاستهلاكية إلى السياسة الإنتاجية، والانتقال من السياسة الدفاعية إلى السياسة الهجومية، والانتقال من سياسة الاستثمار المادي إلى سياسة الاستثمار العلمي، والانتقال من السياسة الراديكالية إلى السياسة الليبرالية على غرار دولة الإمارات العربية المتحدة، والانتقال من سياسة التقنين النفطي إلى سياسة التعويم وهو الأهم والأخطر ولاسيما في شركة أرامكو)”.
وأكمل الشعيبي: “إلا أن الأمر الذي لم يهتدِ له الساسة في المملكة يكمن في أن نجاح مشروعهم النهضوي مرهون باستقرار الجنوب العربي، لأن الجنوب مفتاح المملكة مثلما المملكة مفتاح الخليج والخليج مفتاح المنطقة مثلما المنطقة مفتاح العالم، وهذه الحقيقة هي الآلية التي تشتغل عليها كلٌ من تركيا وإيران عبر حركة الإخوان المسلمين في اليمن، إذ لا يمكن التصدي لهما إلا باتباع نفس السياسة مع مراعات الفوارق في التحالفات؛ علما بأن المملكة بدأت تستوعب هذه الحقيقة ولكن ببطء شديد”.
وتابع: “ثانياً: فإن انطلاق حركة الحراك الجنوبي في عام 2007 في وجه الاحتلال اليمني دون أي مساعدة من قبل المملكة، سوى حالة الانفراج التي حدثت في المنطقة بفعل بزوغ تيار النهضة التجديدي في المملكة، ومع ذلك فقد نهض شعب الجنوب الثائر بوجه الاحتلال اليمني الذي أفقده الهوية والدولة والأرض والثروة وخلخل النسيج الاجتماعي لوحدة الصف الجنوبي، مجمعين بأن الحل يكمن في استعادة الدولة الجنوبية وأن الوصول إلى ذلك لن يتم إلا من خلال قيام الجنوبيين بتبني وتحقيق عدد من الخطوات، منها (تبني مشروع التصالح والتسامح الذي تم في العام 2006 والترويج له ليعم كل محافظات الجنوب المحتل كتمهيد لفعل وطني قادم، والإعلان عن قيام ثورة جنوبية سلمية وهو ما تم إشهاره علناً في 7/7/2007 بالعاصمة الجنوبية عدن للمطالبة باستعادة الدولة الجنوبية بهويتها العربية المستقلة من الاحتلال اليمني المتخلّف، وتصعيد النضال السلمي وتعميمه ليشمل كل محافظات الجنوب المحتل والتصدي بصدور عارية وعقول محررة وإرادة مقتنعة بالتضحية وهو ما تم تحقيقه على الأرض في عموم الجنوب في العام 2007”.
وأشار الشعيبي إلى أن: “نتيجة لتلك الصحوة (الجنوبية والسعودية) تعطلت السياسة الإيرانية التركية بفعل عجز حركة الإخوان المسلمين في اليمن وحلفائها في السيطرة على المشهد السياسي في الجنوب والتغلغل عبره إلى المملكة، مما جعل صناع السياسة الإيرانية التركية يخططون لسياسة جديدة بهدف إنقاذ مشروعهما الطامح للهيمنة على الجنوب والمملكة، كي يتسنى لهما الهيمنة على المنطقة برمتها عبر حركة الإخوان لاسيما في اليمن إذ أفضت تلك الجهود إلى رسم خطة سياسية بآليات متقنة وهندسة احترافية دقيقة”.
خطة الإخوان السياسية
واستطرد: “خطة الإخوان السياسية تمثلت في عدة أمور، أولًا: (ربعنة الجنوب والسعودية) من خلال استغلال كل من إيران وتركيا ما يسمى بالفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط. ثانيًا: (شيعنة الجنوب والسعودية)، حيث بعد أن فشل الإخوان المسلمون في الهيمنة على الجنوب والمملكة عبر ثورة الربيع العربي أوحت كلٌ من إيران وتركيا والمخدوعة قطر لحركة الإخوان المسلمين أن يدفعوا بالحوثيين في التوجه جنوبا بهدف الهيمنة على الجنوب والمملكة معاً من خلال فرض المشروع الإيراني عليهما بحجج كثيرة أبرزها ملاحقة القاعدة وداعش، وهو ما حدث بالفعل في العام 2015، دون أي مقاومة تذكر من قبل القوات الشمالية الموجودة في الجنوب سواء العسكرية أو الشعبية أو الحزبية، الأمر الذي دفع بالثورة الجنوبية السلمية المعزولة من قبل المملكة إلى التصدي بإمكانياتها البسيطة مما أدى هزيمة الحوثيين في الضالع، وصمود كثير من الجبهات في عدن وغيرها. ثالثًا (دعشنة الجنوب والسعودية)، فبعد أن فشلت إيران وتركيا وقطر في الهيمنة على الجنوب العربي والسعودية بخطتي الربعنة والحوثنة انتقلتا إلى خطة أكثر خطورة وهي خطة الدعشنة، بهدف وضع الجنوب والسعودية في مواجهة مباشرة مع العالم كله، ولضمان نجاح هذه الخطة هندسوها بتقنية مخادعة ظاهرها لصالح المملكة وباطنها ضدها بهدف إيجاد فجوة بين الجنوب والمملكة، فانطلت الحيلة على المملكة إلى حد كبير وبدأت المملكة تتصرف بما يخدم الجناح الإرهابي المقنّع بالشرعية، بينما اكتشف الجنوبيون حقيقة هذه الخطة منذ اللحظات الأولى بحكم تجربتهم المريرة مع الاحتلال اليمني منذ بداية التسعينات، وهذه الحقيقة تم اكتشافها بشكل دقيق ومثبت وملموس في أحداث (عدن وأبين وشبوة) الأخيرة؛ حيث بدأ الموقف السعودي مضطرب بين الحياد والميل بينما في جوهره انحياز واضح لصالح الإرهاب المقنّع بغطاء الشرعية مما مكن الشرعية المهزومة في كل الأحداث منذ العام 2015 من تحقيق بعض النجاح في شبوة بينما هو نجاح سعودي لا غير، وبهذه الخطة الخطيرة، أوهموا المملكة بأن الشرعية المعترف بها هي الجناح الذي سيمكن المملكة من النفوذ إلى الجنوب والتمكن منه، وبابتلاع المملكة لهذا اللعبة تمكنوا من وضعها بين أمرين أحلاهما أمر من الآخر، فإن قبلت الوقوف إلى جانب الشرعية الملغومة بالإرهاب نجحوا في استدراجها إلى صراع مع القوى العالمية الكبرى بفعل شرعنتها للإرهاب في باب المندب، مما سيؤدي إلى تدمير مصالح دول المنطقة والدول الكبرى، الأمر الذي سيقود إلى هزيمتها وهذا ما يخطط له الإخوان المسلمون في اليمن، وإن وقفت ضد الشرعية أوهموها بأن الإمارات هي المستفيد الوحيد من هزيمة الشرعية الأمر الذي سيجعلها تتحكم بالجنوب دون غيرها، وحينها ستخرج المملكة كأكبر داعم للحرب ضد الانقلابيين هي الخاسر الأكبر، وبهذه الحيلة الوهمية ستنحاز المملكة إلى الشرعية الملغومة بالإرهاب المقنّع بهدف تعزيز موقعها وإضعاف الدور الإيجابي للدولة الإماراتية في الجنوب، وهو ما تخطط له حركة الإخوان المسلمين اليمنية بهدف توقيف الضربات الجوية ضد الحوثيين وفقاً والصفقة التي جرت بين الإخوان والحوثيين والمتمثلة في أن العودة اليمنية إلى الجنوب ضرورة لابد منها، وأن القوة القادرة على العودة إلى الجنوب هي القوة الحوثية، ولاسيما إذا تم توقيف الطيران الإماراتي ضدهم، وهي المهمة التي تكفل بها تيار الإخوان المسلمين اليمني عبر المملكة مقابل أن يلتزم لهم الحوثيون في تحقيق عدة مصالح أبرزها (حماية مصالح الإخوان في صنعاء، وتقاسم الثروة الجنوبية فيما بينهم حال العودة إلى الجنوب، ودفن القضية الجنوبية وغيرها..)”.
فرضيات الإخوان الكاذبة
وعن فرضيات الإخوان الكاذبة، قال الشعيبي: “وعن كل تلك الأمور التي تجري خلسة بين الإخوان والحوثيين دون علم المملكة، بينما المملكة مشغولة بالافتراضات الوهمية التي تنتجها السياسة الإخوانية المخاتلة ويسربونها إلى مراكز القرار السعودية عبر قواهم الأكثر تأثيرا على المملكة دون أن تعلم المملكة بأن تلك الفرضيات الإخوانية الكاذبة تهدف إلى الإيقاع بها في شباكهم ليسهل اقتيادها في اللحظة المناسبة إلى مصيدة الإرهاب بهدف الإجهاز عليها نهائيا، وهو الأمر الذي جعل المملكة تبدو متخبطة في تعاملاتها مع الوفد الجنوبي برئاسة القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، ولاسيما في الأيام الأولى لحوار جدة، بينما الوفد الجنوبي هو الطرف الملتزم بالتهدئة التي طلبتها المملكة والمستجيب الأول للحوار الذي تبنّته بعكس الطرف الآخر الذي خالف وقف إطلاق النار الذي طلبته المملكة نفسها ولم يستجب للحوار الذي تبنّته، ومع ذلك لا زال الطرف الإخواني المخادع هو من يحظى بالاهتمام والرعاية من قبل المملكة رغم تمرده الواضح، مما يدل بأن المملكة لازالت واقعة تحت الوهم الإخواني”.
سياسة المرونة والشفافية والصدق
وأضاف: “ينبغي على الوفد الجنوبي، بقيادة الرئيس عيدروس، اتباع سياسة التعامل بمرونة وشفافية وصدق مع المملكة، والعمل على إقناعها بمخاطر الوهم الذي أوقعها فيه الإخوان اليمنيون والبحث عن كيفية التخلص منه وذلك من خلال توصيل مثل هذه الأفكار الصادقة المتواضعة عبر القنوات الأكثر تأثيرا عليها، فجنوبيا عبر قنوات رجال المال والأعمال الجنوبيين، وخليجيا عبر القيادة الإماراتية ولاسيما ولي العهد محمد بن زايد حفظه الله، ودوليا عبر الدبلوماسية الأميركية والبريطانية إن صح الاعتقاد”.
وتابع: “وباتباع الجنوبيين للأسلوب المرن مع المملكة والصبر عليها، ينبغي على المملكة بالمقابل بحكم المصير المشترك أن تتفهّم كل ما يقوله الوفد الجنوبي بفعل شفافيته ومصداقيته مع المملكة والتزامه الصادق لكل ما تبادر فيه رغم الجراح، وجراء هذه السياسة المبدئية المرنة للوفد الجنوبي بدأت المملكة تتفهم المشروع الجنوبي بشكل إيجابي مما ينبغي العمل على تطويره حتى يصبح أكثر نضجا في قادم الأيام، آملين أن لا تتراجع المملكة عن ذلك، وفي حالة – لا سامح الله – إن حصل أي تردد في موقف المملكة بفعل القوى الإسلامية المعطلة عبر قنواتها المؤثرة على المملكة فعلى إخواننا في المملكة أن يدركوا جيدا بأن مخاطر سياسة الإرهاب الإخوانية ستتضاعف على المملكة أكثر من الجنوب؛ لأن الجنوب قد اكتوى مبكرا بنار الإرهاب الإخواني منذ بداية التسعينات وحزم أمره مبكرا، مع هذا الغول الإرهابي، إذ أصبح الجنوبيون، دون مبالغة، الشعب الوحيد في المنطقة العربية الذي تمكّن من هزيمة الإرهاب السياسي المتدثر بالدين، (سواء دين الملة الشيعي أو دين المرشد الإخواني) فما حدث للأول في عام 2015 وللآخر في 2019 خير دليل على ذلك”.
واستطرد: “نتمنى من أشقائنا في المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه أن يتعاملوا مع الوفد الجنوبي بإيجابية صادقة لمصلحة المملكة أولاً؛ لأن استقرارها مرهون باستقرار الجنوب. وثانيا: لإنصاف الحق الذي يتجسد في شكل وجوهر القضية الجنوبية العادلة، وثالثا: من أجل الانتصار للمشروع العربي وإفشال المشروع الإيراني التركي الرامي إلى الهيمنة على المنطقة من خلال الهيمنة على الجنوب العربي والمملكة أولاً”.
شيطنة الجنوب والسعودية
وفي ختام حديثه، تحدث الشعيبي عن (شيطنة الجنوب والسعودية)، بالقول: “بعد إيقان إيران وتركيا من فشل سياسة الدعشنة للمملكة والجنوب ولاسيما بعد حالة الانفراج بين المملكة والمجلس الانتقالي بفعل التفهم السعودي لحقيقة الموقف الجنوبي المساند للمملكة جراء ما حققته القوات الجنوبية من انتصارات ضد المشروع الإيراني الحوثي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي في كل الجبهات والتجاوب الإيجابي مع دعوة حوار جدة الذي تبنته المملكة، مقارنة بالموقف اليمني المتخاذل تجاه المملكة، من خلال الانهيارات التي تعمدتها القوات اليمنية بقيادة الشرعية الإخوانية المبطنة بالإرهاب في كل الجبهات لصالح المشروع الحوثي الإيراني، والتعامل السلبي للشرعية الإخوانية مع حوار جدة ومحاولة تعطيله وإفشاله لصالح المشروع الحوثي الإيراني، فشرعت كلٌ من إيران وتركيا والمخدوعة قطر لمحاولة شيطنة كلٍ من الجنوب العربي والسعودية من خلال توجيه ضربة مؤلمة إلى عصب الحياة السعودي المتمثل بضرب شركة أرامكو، كي تدفع بالمملكة لارتكاب أفعال متسرعة نحو الاتجاه لضرب المصالح الحيوية في إيران بهدف إشعال حرب شاملة في المنطقة تختلط فيها الأوراق، ويتم التراجع عن كثير من الأوراق المهمة نحو إفشال حوار جدة الذي سيفضي إلى الاعتراف بالحق السيادي للجنوب، أضف إلى استدعاء المملكة للدول الكبرى في مجلس الأمن ليحلوا محل التحالف وإطالة الحرب مما يفضي إلى تمكين كلٍ من إيران وتركيا من تمثيل المنطقة بالنيابة عن الدول الكبرى، وبهذا يتمكنون من الهيمنة على المنطقة بعد أن تكون الجنوب والمملكة تحت الهيمنة الإقليمية التركية والإيرانية”.
مداخلات
الندوة، التي حضرها رئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب د.جنيد محمد الجنيد، والأمين العام الأستاذ بدر العرابي، وعدد من الأدباء والمثقفين والمهتمين بالشأن السياسي، شهدت مداخلات تحدثت في مجملة عن حركة الإخوان المسلمين، وخطرها على الجنوب والسعودية، وبعضها تساءلت: لماذا ظلت حركة الإخوان المسلمين متفاعلة ومستمرة منذ تاريخ تأسيسها؟ ومن يدعمها؟ ومن يقويها؟ وهل فعلاً هي الأفعى السوداء التي تتحرك في الظلام؟.
أخبار ذات صله