fbpx
الجنوب وأهمية ارتقاء الخطاب السياسي
شارك الخبر

بقلم – ناصر المشارع.
القضية الجنوبية اليوم لم تعد قضية داخلية يتسيدها الخطاب الشعبوي كما كان عليه الحال قبل العام ٢٠١٥  بل قضية اقليمية دولية بحكم ان المنطقة أصبحت تحت المجهر العالمي بحكم موقع الجنوب المهم بالنسبة للعالم لذا لابد أن تتغير بعض الاستراتيجيات وأهمها الخطاب السياسي والاعلامي وعلاقة الجنوب بمحيطه اليمني او العربي بما معناه اختيار الخطاب الموجه الى كل المؤثرين من حولنا وبعدة مسارات
الأول
 مسار موجه للداخل الجنوبي وفيه نتبنى الخطاب الممنهج الجامع اي لانكتفي فقط بتحشيد الطاقات واشعال الحماس في الجماهير بل نركز على ترسيخ المبادئ والقيم السامية والتفكير بعقلية الدولة والثورة معا  وكذا بث روح الاخاء والتفاني والعمل والبناء والقبول بالاخر من خلال محاولة الالتقاء على قواسم مشتركة تجمع الكل بمختلف توجهاتهم ومشاربهم على قاعدة الجنوب اولا.
المسار الثاني
 مخاطبة النخب والتيارات في الشمال و هنا اقصد النخب التي  لاتستعدي الجنوب اين كان حجمها او ثقلها السياسي ومن خلالها نخاطب  الشعب اليمني ان مشروع الجنوب ونضالات ابناءه ليست موجهه ضد كل الشمال ولا ضد مصالح الاخوة الشماليين في الجنوب ولا لحصار الشمال وافقاره مستقبلا  وانما نضالنا ينطلق من حرصنا على ان لانصبح جميعا  نحن وهم  مجتمعات متناحرة ضعيفة  بفعل تراكم السياسات الخاطئة وتفرعات المشكلات التي انتجتها الانظمة المتعاقبة على حكم البلاد َمنذو مابعد ٩٤ والتي تضرر منها المواطن الشمالي كما تضرر منها الجنوبي ايضا
هذا بالإضافة إلى ذلك إيصال رسالة اخرى مفادها ان حزب الاصلاح والجماعة الحوثية اكبر عائق يقف في وجه اي مشروع جامع للشعبين  في المستقبل تحت اي صيغة توافقية  كانت؛ وهذا َمايجعلنا نصر على خوض غمار المواجهة اي كانت تكاليفها او نتائجها واذا ماكان هناك من حرص على بقاء الوحدة فليكن من خلال انتفاضة شمالية للقضاء على تلك الكيانات المتطرفة (الاصلا_الحوثيين) والتي لاتؤمن الا بنفسها و مشاريعها العابرة للحدود المستوحاة من  املاءات الخارج  وامام الشمال فرصة لإظهار مدى حرصهم على الوحدة و في  حال نجحوا في تغيير الواقع  فالنسبة لنا لامقدسات في السياسة.
المسار الثالث
 خطابنا للاقليم  والعالم والذي يتوجب استناده على معطيات الواقع وليس الخيال واحلام اليقظة و توجيه بوصلة  القضية الجنوبية نحو الهدف بالتوازي مع اتجاه السياسات في المنطقة وحساباتها الدولية ومعرفة الممكن والمتاح والسقوف  وكذا محاولة  خلق شراكة استراتيجية مؤسسية ترتبط بكيان الجنوب لا بالأشخاص؛ علاقة تجعلنا شركاء نعطي بقدر مانأخذ و بما يضمن ان لانكرر سيناريو الجنوب والحرب الباردة بين معسكري الشرق والغرب بعد ثورة اكتوبر المجيدة  الى ان تهنا في دهاليز مشاريع القوى الكبرى حتى اصبحنا شعب بلا وطن .
#ناصر_المشارع
أخبار ذات صله